دراسات حديثةصحة

الخمول آفة العصر .. الأسباب والعلاج

الخمول

الخمول يعد آفة العصر ويمكن تعريفه بأنه التعب أو الإرهاق أو نقص الطاقة، وقد يصاحبه أعراض مثل الاكتئاب وعدم الشغف بالحياة أو اللامبالاة، ويمكن أن يكون الخمول نتيجة لقلة النوم أو الإجهاد أو عدم ممارسة الرياضة. ويمكن التغلب على هذا الخمول من خلال الراحة والحصول على قدر كاف من النوم وتناول التغذية الصحية الجيدة.

إذا كان الشخص يعاني من الخمول المستمر، فهذا يشير إلى وجود اضطراب جسدي أو نفسي، وتشمل الأسباب الأكثر شيوعًا ما يلي:

يعتبر الخمول البدني والنوم الكثير والكسل من أبرز عوامل سوء الصحة الجسدية والنفسية على حد سواء، ويؤدي بشكل عام إلى ارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب والأوعية الدموية وارتفاع مؤشر كتلة الجسم وغيرها من الأمراض، حيث يعود سبب وفاة أكثر من 3 مليون شخص سنويا إلى قلة النشاط البدني.

ربما يرتبط أحد أسباب الخمول الرئيسية بالثورة التكنولوجية، مع تقنيات الاتصالات ومكان العمل والترفيه المنزلي، بالإضافة إلى تناول الوجبات السريعة والمشروبات الغازية التي ليس فيها أي من العناصر الغذائية، بل على العكس تؤدي للكسل والراحة، وبينما يؤدي الخمول البدني إلى مزيد من الراحة والكسل، فإنه في المقابل نجد أن النشاط البدني يعمل على تحفيز المزيد من اللياقة البدنية وممارسة الرياضة، والوقاية من العديد من الأمراض، وبالتالي قلة نسبة الوفيات.

تتمثل الأمراض التي تنجم عن الخمول البدني في الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية الدماغية، وداء السكري من النوع الثاني، وارتفاع ضغط الدم، بالإضافة إلى العديد من أنواع السرطان (مثل سرطان الرئة والبروستاتا والثدي والقولون وغيرها)، وكذلك هشاشة العظام والكسور والخرف.

لذلك، يجب على الأطفال والمراهقين وحتى كبار السن أن يشاركوا في ممارسة النشاط البدني من متوسط إلى قوي لمدة 60 دقيقة أو أكثر. بالنسبة لكبار السن، يساهم هذا النشاط في تحسين قدرتهم على البقاء، حتى إذا كانوا مبتدئين في ممارسة أي نوع من النشاط البدني. وبالنسبة للأطفال، يعتبر النشاط البدني وممارسة الرياضة مفيدة جدا لنموهم.

السلوك المستقر والسلوك الحركي

هناك فرق بين الشخص الخامل والشخص غير النشط بدنيا، حيث أن الشخص غير النشط بدنيا لا يقوم بنشاط بدني كاف أو لا يلتزم بإرشادات النشاط البدني، ويقضي وقته جالسا أو مستلقيا لفترات طويلة سواء في العمل أو المنزل، ويسمى هذا السلوك “السلوك الثابت”، ويشمل الجلوس أثناء التنقل، وفي مكان العمل والمنزل وفي أوقات الفراغ، ومشاهدة التلفزيون، ولعب ألعاب الفيديو، واستخدام الكمبيوتر، وقيادة السيارات، والقراءة.

في الواقع، يتمثل السلوك الحركي في ممارسة أنشطة بدنية معتدلة إلى قوية مثل ركوب الدراجات أو السباحة أو المشي أو الجري في مجموعة متنوعة من وضعيات الجسم.

التدابير الوقائية 

من بين الوسائل الوقائية الموصى بها من قبل منظمة الصحة العالمية، يتضمن ذلك القيام بنشاط بدني معتدل يصل إلى 30 دقيقة يوميا، والامتناع عن التبغ، واتباع نظام غذائي صحي، بالإضافة إلى تغيير نمط الحياة من قبل الحكومات من خلال خلق بيئة داعمة للأفراد

تنفيذ سياسات للنقل التي تجعل المشي وركوب الدراجات أكثر أمانًا للأفراد.
سيتم تشريع قوانين خالية من التدخين في المباني والأماكن العامة.
إنشاء حدائق وملاعب ومراكز مجتمعية ذات سهولة الوصول إليها.
يجب تعزيز برامج النشاط البدني في المدارس والمجتمعات والخدمات الصحية.

كيف يؤدي الخمول البدني إلى زيادة مخاطر الإصابة بأمراض القلب والدورة الدموية؟ وما هي الإجراءات الوقائية وطرق العلاج المتاحة

يؤدي عدم ممارسة النشاط البدني والجلوس في مكان واحد لفترات طويلة إلى تراكم المواد الدهنية في الشرايين، التي تنقل الدم إلى أعضائك، وإذا حدث انسداد في الشرايين بسبب ذلك، فقد يحدث نوبة قلبية أو سكتة دماغية.

وبالتالي، يجب أن يكون الشخص أكثر نشاطا ويمارس الحركة، حيث تحتاج عضلة القلب بشكل خاص إلى التمرين والنشاط البدني لتحفيز أدائها بشكل صحيح. وعندما يكون الجسم نشيطا، يساهم ذلك في عملية إدخال الأكسجين إلى الدم بشكل أفضل من خلال الرئتين، ومن ثم ضخه إلى جميع أنسجة وخلايا الجسم.

يمكن للنشاط البدني تقليل خطر الإصابة ببعض أمراض القلب والدورة الدموية، حيث يحافظ على مستويات صحية لضغط الدم ويرفع من مستويات الكوليستيرول الجيد ويساعد على التخلص من الكوليستيرول الضار في الدم، كما يساهم في تنظيم مستويات السكر في الدم مما يقلل من خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني، بالإضافة إلى أن الحركة البدنية تساعد على حرق السعرات الحرارية والحصول على جسد صحي ووزن مثالي، وتحسين المزاج العام والتركيز والذاكرة والحصول على نوم جيد.

أسباب الخمول وكثرة النوم

الخطوة الأولى هي تحديد سبب الخمول من خلال الفحص الطبي، حيث يمكن أن يطلب من الطبيب إجراء بعض الاختبارات الدموية والبولية والتصويرية والأشعة لتحديد سبب الخمول بدقة.

يمكن أن ينتج الخمول عن بعض الأمراض أو الأعراض الجسدية التي يعاني منها الشخص، ولتجنب الخمول يجب معرفة هذه الأعراض وعلاجها، ومن أهم هذه الأعراض:

الجفاف

الماء يشكل نسبة كبيرة من خلايا الجسم، وفقدانه يؤثر سلبا على الصحة بشكل عام، ويؤدي إلى الجفاف وعدم وصول العناصر الغذائية الهامة إلى الخلايا، ويرفع خطر الإصابة بالالتهابات بسبب عدم التخلص من الفضلات، ويتسبب في التعب والإجهاد وآلام المفاصل، نظرا لانخفاض مرونة المفاصل، مما يزيد من احتكاك المفاصل ويسبب الألم، لذلك يجب تناول كمية كافية ومناسبة من الماء يوميا، ويمكن أن تشير علامات الجفاف إلى:

  • الجوع مُقابل العطش،
  • لون البول الغامق.
  • قلة إخراج البول

تتمثل أعراض الجفاف الجسدية في جفاف الفم والصداع والعطش والتعب وآلام المفصل.

قلة النوم

تؤدي قلة النوم إلى الإجهاد والإرهاق وقلة الحركة، بالإضافة إلى تأثيرها على عملية إصلاح الأنسجة والخلايا، ومن أبرز الأعراض التي تصاحب قلة النوم: الألم

  • القلق والارتباك.
  • النوم في وضح النهار نتيجة الإرهاق.
  • صعوبةً في الفهم العام والتركيز أثناء أداء المهام اليومية.
  • تتمثل المشكلات في القدرة على التحدث وبناء الحوارات مع الآخرين.
  • فقدان القدرة على التذكّر بسهولة ويُسر.
  • الشعور بالألم العام في مختلف أنحاء الجسم.

نزلات البرد أو الإنفلونزا

تعتبر الإنفلونزا أحد أنواع العدوى الفيروسية التي تؤدي إلى الالتهاب، حيث يحاول الجسم مقاومة تلك الفيروسات للقضاء عليها، فيشعر الجسم بالإجهاد والخمول وعدم القدرة على الحركة نتيجة نقص المناعة، بالإضافة إلى الشعور بالألم في العضلات والمفاصل، وتتمثل أعراض نزلات البرد والإنفلونزا في الآتي:

  • التهاب الحلق.
  • خشونة الصوت.
  • العطس أو السعال.
  • الصداع.
  • آلام الأذن.
  • زيادة كثافة السوائل المخاطية.

من الضروري الحصول على الراحة الكافية وشرب الماء وغسل الفم بالملح والماء الدافئ.

نقص فيتامين D

يعتبر نقص فيتامين د أحد أسباب الخمول والرغبة المستمرة في النوم. فيتامين د يسهم في توازن وحفظ مستوى الكالسيوم في الجسم، ويساهم في عملية امتصاص الكالسيوم. نقصه يؤدي إلى أعراض الخمول والتعب في الجسم وتأثيره على العظام. تشمل أعراض نقص فيتامين د ما يلي:

  • التقلصات في جميع أنحاء الجسم.
  • تشنج العضلات وارتعاشها.
  • الشعور بالدوخة.

متلازمة التعب المزمن

تعتبر متلازمة التعب المزمن واحدة من أكثر الأمراض العصرية شيوعًا، حيث يكمن سبب الإصابة بها في ضعف الجهاز المناعي واختلال مستويات الهرمونات، وتشمل أعراضها ما يلي:

  • الإحساس بالإرهاق والضعف العام.
  • آلام العضلات والمفاصل.
  • الغدد اللمفاوية.
  • الحمى.
  • صداع الرأس المزمن.
  • حدوث اضطرابات في الجهاز الهضمي (الإسهال والإمساك) بشكل متكرر.
  • الاكتئاب وأعراض نفسية أخرى.

التهاب المفاصل

هناك نوعين من التهاب المفاصل، النوع الأول: يتميز التهاب المفاصل بنوعين، الأول هو التهاب المفاصل الميكانيكي الذي يؤدي إلى تآكل العظام مثل هشاشة العظام، والنوع الثاني هو التهاب المفاصل المناعي المعروف باسم التهاب المفاصل الروماتويدي وهو مرض مناعي، ويتسببطء ويؤدي إلى الخمول والتعب، وتشمل أعراض التهاب المفاصل الأكثر شيوعًا الآتي:

  • الوجع الشديد.
  • ارتفاع حرارة المنطقة المُصابة.
  • احتكاك المفصل عند التآكل.
  • عدم القدرة على الحركة.

الإجهاد

يؤثر الإجهاد بشكل كبير على الصحة العامة، وتركه دون علاج يؤدي إلى الخمول العام وعدم القدرة على القيام بأي نشاط بشكل طبيعي، حيث يعاني الشخص من الإجهاد بسرعة عند القيام بأي مجهود، ويصاحبه التعرق والنهجان، كما يمكن أن يترافق مع الأعراض الآتية:

  • تناول الطعام بشكلٍ مفرط.
  • الإصابة بمرض السكّري.
  • الصداع.
  • القلق والتوتر.
  • ألم في العضلات.
  • ألم الصدر.
  • يحدث تغيرات في القدرة على ممارسة العلاقة الحميمة.
  • اضطرابات المعدة.
  • التعب المستمر.

أسباب مرضية شائعة أخرى للخمول

  • أزمة اعتلال عضلة القلب
  • مرض الانسداد الرئوي المزمن
  • مرض الشريان التاجي
  • عدم انتظام ضربات القلب
  • التهاب رئوي
  • التعرض للسموم
  • أمراض الكلى
  • أمراض الكبد
  • سوء التغذية
  • الآثار الجانبية للدواء

الأسباب النفسية والعصبية للخمول

  • استخدام الكحول.
  • اضطرابات القلق
  • عدم ممارسة الرياضة
  • إرهاق
  • تغييرات وردية العمل

أعراض الخمول

تتمثل أعراض الخمول في الآتي:

  • عدم انتظام ضربات القلب
  • ألم الصدر
  • سعال
  • دوخة
  • دقات قلب سريعة
  • ضيق في التنفس يزداد سوءًا مع المجهود
  • قلق
  • تغيرات الشهية
  • تغيرات في حركات الأمعاء
  • تغيرات في التبول
  • الاكتئاب
  • حمى
  • الشعور بالعطش الشديد
  • تساقط الشعر
  • ألم العضلات والعظام
  • تغيرات الجلد
  • العطس
  • زيادة الوزن أو فقدانه بشكل غير مقصود
  • ضعف

أعراض خطيرة:

  • السلوك الانتحاري
  • الإغماء وفقدان الوعي
  • ضغط على الصدر.
  • ارتفاع شديد في درجة الحرارة
  • عدم التبول
  • النبض السريع (عدم انتظام ضربات القلب)
  • مشاكل في الجهاز التنفسي، مثل ضيق التنفس وصعوبة التنفس
  • تغير مفاجئ في الرؤية
  • تقيؤ الدم أو نزيف المستقيم أو البراز الدموي

في هذه الحالة، يجب متابعة الطبيب على الفور.

علاج الخمول والتعب والرغبة الشديدة في النوم

  • نظام غذائي صحي.
  • ممارسة الرياضة.
  • الامتناع عن تناول الكافيين.
  • الابتعاد عن المخدرات والكحول.
  • الابتعاد عن عوامل التوتر.
  • النوم الجيد.
  • المحافظة على الوزن المثالي.
  • تناول الفيتاميات والمعادن.
  • شرب الماء بقدر كاف.
  • ممارسة اليوغا والتأمل.
  • العلاج الدوائي وفقًا لتعليمات الطبيب.
  • العلاج بالأعشاب.
  • تناول العصائر الطبيعية.
  • التعرض للشمس والهواء النقي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى