مقدمة وخاتمة عن المخدرات
الإدمان هو حالة دماغية تنتج نتيجة تعاطي المخدرات، ويعاني الأشخاص الذين يتعاطون المخدرات من اضطرابات شديدة وعواقب وخيمة جدًا، لأنها تفقدهم السيطرة على أنفسهم وعلى حياتهم ككل وقد تؤدي في النهاية لأن يفقدوا أرواحهم، والإدمان يشمل تعاطي المخدرات أو الكحوليات أو أي مواد أخرى تذهب العقل.
مقدمة عن المخدرات
خلق الله تعالى الإنسان وميزه عن جميع المخلوقات الأخرى بالعقل والقدرة على الاختيار والتمييز بين الخطأ والصواب والحلال والحرام، وقد جعل الله حفظ النفس من أهم أهداف الشريعة الإسلامية الحنيفة. ومع ذلك، اليوم يوجد بعض الشباب الذين يتسببون في تدمير حياتهم بسبب إدمان المخدرات والسموم التي تؤثر على صحتهم وتدفعهم لارتكاب المزيد من الآثام والموبقات، مثل السرقة، وفي بعض الحالات القتل وحتى الانتحار. ولذلك، يجب على الشباب بشكل خاص الحفاظ على أنفسهم بالابتعاد عن هذه المواد التي قد تسبب لهم أضرارا كبيرة وتؤدي إلى الضرر الجسيم.
بحث عن اضرار المخدرات
هل تعلم أن المخدرات تشمل أي مواد أو أدوية تجعل الإنسان مدمنا عليها؟ وتشمل هذه المواد
- الكحوليات.
- القنب الهندي.
- تشمل مسكنات الألم الأفيونية مثل الكودين والمهدئات والمنومات ومزيلات القلق.
- الكوكايين والميثامفيتامين والمنشطات الأخرى.
والأفراد الذين يعانون من الإدمان على أي من تلك المواد يواجهون اضطرابا وتشوها في التفكير والسلوك وكذلك في وظائف الجسم، حيث تؤدي المخدرات إلى تغييرات في نشاط الدماغ، وهذا هو ما يسبب رغبة شديدة للشخص المدمن في تناول العقار أو المخدر بشكل مستمر. وتشير بعض الدراسات التي صورت أدمغة بعض المدمنين على المخدرات إلى وجود تغييرات في مناطق الدماغ المسئولة عن الاستدلال واتخاذ القرارات والتعلم والذاكرة والتحكم في السلوك.
تسبب التغيرات النفسية والعقلية التي تحدثها المخدرات تأثيرًا فوريًا وطويل المدى، ويحدث التأثير الفوري بسبب التسمم الذي يجعل الشخص يشعر باللذة الشديدة ثم الهدوء وزيادة نشاط الحواس.
مع مرور الوقت، يصبح الشخص مدمنًا على المخدرات ويشعر برغبة قوية في تناول كميات أكبر من المخدر حتى يشعر بتأثيراته مرة أخرى. ووفقًا لمراكز المخدرات، يبدأ الأشخاص في تناول المخدرات في البداية لأسباب مختلفة، بما في ذلك:
- الشعور بالرضا أو السعادة
- الشعور بتخفيف التوتر.
- ليصبح الشخص أكثر نشاطًا وليزيد من قدرته على أداء الأعمال بشكل أفضل.
- بسبب الفضول وتقليد الأصدقاء.
في البداية، قد لا يشعر الشخص بأي مشكلة، ولكن بمرور الوقت يكتشف أنه لا يستطيع التوقف عن تعاطي المخدرات، وتبدأ المشاكل الصحية في الظهور والتفاقم، كما تظهر مشاكل اجتماعية مع الأسرة والأصدقاء. وتصنف الآثار السلبية للمخدرات إلى أربعة أنواع
- ضعف السيطرة على النفس : فقدانها أو رغبة شديدة في التعاطي بها بأي ثمن.
- المشاكل الاجتماعية والمشاكل في العمل: يتعرض الشخص المدمن لصعوبة في إنجاز مهام العمل أو الدراسة أو المنزل، وينعزل عن النشاطات الاجتماعية والترفيهية بشكل كامل.
- الاستخدام المحفوف بالمخاطر: تُعتبر تعاطي المخدرات جريمة في معظم الدول، وتعتبر أماكن تعاطي المخدرات غير قانونية، وبالتالي فإن الشخص المدمن يكون عرضة دائمًا للسجن أو المسائلة القانونية.
- التأثيرات الدوائية: وتشمل هذه التأثيرات تغيرات في كيمياء الدماغ تجعل الإنسان بحاجة إلى تناول المزيد من السموم، وتسبب أيضًا أعراض الانسحاب إذا لم يتم تناولها مرة أخرى، وفي كثير من الأحيان يؤدي الإدمان إلى اضطراب عقلي دائم.
توصيات عن المخدرات
يجب على الحكومات والمنظمات الخاصة العمل على مكافحة انتشار المخدرات وتعزيز وسائل الوقاية من أضرار السموم القاتلة. كما ينبغي للحكومة والمدارس والأسر أن يتكاتفوا لتربية الأطفال بطريقة صحيحة حتى يتجنبوا مثل هذه العادات الخطيرة.
دور الحكومة في مكافحة المخدرات
ينبغي للدولة والحكومة بذل جهود لمنع انتشار وتداول المواد الضارة والخطيرة.
يجب تشديد العقوبات على أي شخص يتم ثبوت تورطه في جلب أو بيع أو تداول هذه المواد بين الشباب.
يتوجب على الدولة توفير أماكن لممارسة الأنشطة الرياضية والترفيه بأسعار ميسرة، حتى يتسنى للشباب استغلال أوقات فراغهم في أنشطة مفيدة بعيدًا عن أصدقاء السوء والأماكن التي ينتشر فيها بيع تلك المواد.
يجب على الدولة توفير مستشفيات ومراكز مخصصة لعلاج الشباب المصابين بالإدمان ويرغبون في العودة، ويجب أن تتمتع هذه المراكز بالسرية حتى لا يتعرض هؤلاء الشباب العائدون للفضيحة.
دور المدرسة في مكافحة المخدرات
تُعَدّ المدرسة المنزل الثاني للشباب، ولها دور كبير في رفع وعي الشباب بمخاطر المخدرات والإدمان، وتشمل التوصيات المتعلقة بدور المدرسة في هذا الصدد:
يجب تدريس دروس خاصة لتوعية الشباب بالمشاكل الاجتماعية المختلفة، ويجب أيضا أن يطلب من الطلاب كتابة تعبير عن المخدرات وأضرارها.
ينبغي أيضًا تدريس الفنون والرياضة والموسيقى للأطفال في المدارس منذ سن مبكرة، حيث تساعد ممارسة هذه الفنون الشباب وخاصة المراهقين على استغلال وقت فراغهم في أنشطة مفيدة.
دور المساجد ودور العبادة في مكافحة المخدرات
كما دور العبادة دور هام جدًا في مكافحة مثل تلك العادات السيئة والخطيرة، فالإسلام وجميع الأديان السماوية تدعونا للابتعاد عن المخدرات والمسكرات والالتزام بالآداب والقيم الحميدة، وهذا الأمر عكس الإدمان تمامًا، ولهذا فإن المساجد ودور العبادة يجب أن يكون لها دور في هذا الأمر:
يجب تخصيص خطب في المساجد لحث الشباب على استغلال أعمارهم بشكل فعال.
– تعتبر ممارسة الرياضة من الوصايا التي أوصى بها سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه، ولذلك يجب أن يدعو رجال الدين الشباب لممارسة الرياضة لأنها تساعدهم في تفريغ الطاقة السلبية التي ربما يكونون عالقين بها، والتي قد تدفعهم للإدمان.
دور الأسرة في مكافحة المخدرات
تعد الأسرة الأساس في بناء المجتمع وتلعب الدور الأول في التربية والتهذيب، ولذلك فإنها تلعب دورًا رئيسيًا في مكافحة المخدرات، ويتضمن دور الأسرة:
يجب تربية الأطفال على القيم الإسلامية والدينية منذ الصغر، حتى ينمو لديهم ضمير ديني يبعدهم عن تلك الأعمال المخالفة للشريعة.
ينبغي على الأسرة أن تهتم بإشراك الطفل في إحدى الألعاب الرياضية منذ الصغر.
يجب على الأسرة متابعة أبنائها وخاصة المراهقين، ومعرفة من هم أصدقاؤهم المقربين، وتحذيرهم من الابتعاد عن أصدقاء السوء الذين قد يدفعوهم إلى طريق الإدمان.
يجب عدم إسراف الأموال على الأطفال وخاصة المراهقين، وأن تكون الأم مدركة لوسائل إنفاقهم، لأن الشباب الذين يمتلكون كميات كبيرة من المال يصبحون دائمًا هدفًا لمروجي هذه المواد السامة والمميتة.
يجب على الآباء أن يكونوا أقرب الأصدقاء لأبنائهم، وأن يستمعوا لمشاكلهم الخاصة دون اللجوء إلى العنف أو الانتقاص من أفعالهم باستمرار، لكي يثق الأبناء بهم ويشاركونهم مشاكلهم دون خوف أو خجل.
في حال لاحظ الأباء أي تغير في سلوك أولادهم، ينبغي عليهم معرفة سبب هذا التغير، دون السؤال المباشر للأولاد، حتى يمكن معالجة المشكلة في بدايتها، قبل أن يكون هناك خطر مثل الأضرار الناجمة عن المخدرات.
خاتمة تعبير عن المخدرات
يظهر لنا من السابق أن هذه السموم خطيرة للغاية ولها عواقب وخيمة على حياة الإنسان في الدنيا والآخرة. إن الإدمان هو واحد من الآفات الاجتماعية الخطيرة، وربما يكون الأخطر على الإطلاق، ولذلك يجب على الأسرة والمدرسة أن يتعاونا لتوفير جميع وسائل الوقاية من أخطار المخدرات، لأن هذه الآفة تهدد حياة الفرد والأسرة والمجتمع.