هل يسبب القلق الشعور بالتعب
عند الشعور بالقلق، يمكن ملاحظة أن هذا الأمر يبدأ كالتالي: شيء يسبب لك إجهادا عقليا أو جسديا، مثل اختبار أو فاتورة أو نزاع، ويتسبب في الشعور بالقلق. يتزايد القلق تدريجيا مع تصاعد الأعراض الجسدية مثل تسارع ضربات القلب وزيادة سرعة التنفس. بعد انتهاء القلق، يمكن للشخص أن يشعر بالتعب الشديد الذي يؤدي إلى انهياره والنوم على الفور دون التفكير في أي شيء. حتى عندما يكون القلق منخفض الدرجة أو طويل الأمد بدلا من الذروة والانخفاض، فإنه يترافق مع الشعور بالإرهاق والتعب.
ما الذي يحدثه القلق في الجسم
القلق هو شعور بالخوف أو الرعب، ويمكن أن ينشأ نتيجة حدث معين أو بسبب الطريقة التي يفكر بها الشخص في شيء ما. وفي بعض الأحيان، يمكن للأشخاص أن يشعروا بالقلق دون وجود أي محفز خارجي واضح. وعندما يشعر الشخص بالخطر، فإن الوطاء، والغدة النخامية والغدتين الكظريتين تفرز هرمونات تحضر الشخص لمواجهة الخطر، الهرب أو التجمد في المكان. ويمكن أن يشعر الشخص بأحد هذه الأعراض الجسدية أو بجميعها كاستجابة لهذا الشعور
- الرجفان
- تسارع ضربات القلب
- ألم الصدر
- التنفسي السريع، والسطحي
- جفاف الفم
- توتر العضلات
- الدوخة
- الغثيان
- الإسهال
بسبب ارتفاع مستويات هذه الهرمونات وشدة هذه الأعراض، ليس من الصعب تخيل السبب وراء الشعور بالتعب بعد انتهاء نوبة القلق. قد يشعر الشخص بالراحة أو الإرهاق. في معظم الأحيان، يكون النوم الجيد في المساء كافيا لاستعادة مستويات الطاقة. ومع ذلك، فإن الشعور بالتعب بعد الإرهاق ليس سهل الاختفاء كما يعتقد الشخص.
علامات وأعراض اضطرابات القلق
- القلق المفرط
واحدة من أكثر أعراض اضطرابات القلق هي زيادة القلق. وغالبا ما يصاحب اضطرابات القلق قلق زائد ليس له علاقة بالحدث المحرض، ولكن يمكن أن يحدث كاستجابة للحوادث اليومية العادية. يكون هذا القلق شديدا أيضا ويؤدي إلى صعوبة في التركيز وأداء المهام اليومية.
- الهياج
عندما يشعر شخص ما بالقلق، يتحرك جزء من جهازه العصبي الودي إلى مرحلة مفرطة، مما يؤدي إلى سلسلة من التأثيرات في جميع أنحاء الجسم، مثل تسرع ضربات القلب وتعرق اليدين وارتعاشها وجفاف الفم. تحدث هذه الأعراض عندما يعتقد الدماغ أنه يواجه خطرا ويحضر الجسم لمواجهته. وعلى الرغم من أن هذه التأثيرات يمكن أن تكون مفيدة في حالات القلق الحقيقي، فإنها تكون مؤذية إذا كان الخطر وهميا وموجودا فقط في العقل
- صعوبة في التركيز
يعاني معظم الأشخاص الذين يعانوا من القلق من صعوبة في التركيز. بعض الدراسات أشارت إلى أن القلق يمكن أن يعطل ذاكرة العمل، وهي الذاكرة المسؤولة عن الاحتفاظ بالمعلومات قصيرة الأجل. هذا الأمر يمكن أن يفسر سبب تراجع أداء الأشخاص المهني عندما يعانوا من القلق الشديد.
الرابط بين القلق والتعب
التعب هو حالة مستمرة من الإرهاق الجسدي أو النفسي. يمكن أن يوصف بشعور بنقص الطاقة، انعدام التحفيز الداخلي أو فقدان القوة والدافع. ووجدت دراسة استقصائية أجرتها مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها أن النساء يشعرن بالتعب أكثر من الرجال. يمكن أن يكون الشعور بالتعب ناتجا عن العديد من الاضطرابات الجسدية، بما في ذلك:
- السرطان
- التهاب المفاصل
- السكري
- اضطرابات النوم
- الإنتانات
- السكري
- السكتة
التعب يترافق عادةً مع العديد من الاضطرابات النفسية، وهي تتضمن:
- الحزن
- الضغوط المالية أو الضغوط المرتبطة بالعمل
- الاكتئاب
- القلق
ما هو التعب الكظري
يستخدم مصطلح التعب الكظري أحيانا لوصف الشعور بالتعب المزمن والقلق الناتج عن التوتر المستمر. ويعتقد بعض الأشخاص أن الغدتين الكظريتين قد تفشل بسبب هذه الاضطرابات، ولكن استعراض 58 دراسة عام 2016 خلص إلى عدم وجود دليل علمي على وجود التعب الكظري. ومع ذلك ، يمكن أن يشعر الأشخاص بالتعب والإرهاق الحقيقي ، ولكن السبب ليس بالضرورة الفشل الكظري.
الرابط بين القلق والنوم السيء
يمكن أن يسبب القلق الأرق، إما بسبب صعوبة النوم عند الاستلقاء في البداية، أو لأن الأمر المقلق قد يفجع الشخص ويحرمه من النوم. في هذه الحالة، يشعر الشخص بالتعب طوال اليوم التالي. العلاقة بين النوم والقلق معقدة. القلق يمكن أن يعيق النوم، ونقص النوم يمكن أن يزيد من حالة القلق. في دراسة عام 2019، وجد أن الأشخاص الذين يعانون من القلق يكونون عرضة بنسبة 9.8 مرة أكثر لتطوير القلق مقارنة بالأشخاص الآخرين الذين شاركوا في الدراسة ولا يعانون من القلق.
العمل الليلي والقلق
تشير الدراسات إلى أن الأشخاص الذين يعملون في ورديات الليل أكثر عرضة لمشاكل النوم بسبب تعطل الساعة البيولوجية لديهم ودورات النوم، ويمكن أن يزيد ذلك من خطر الإصابة بالاضطرابات القلقية.
الآثار الصحية طويلة الأمد للقلق
يؤدي التعرض المستمر للقلق إلى تغييرات سلبية في الجسم والدماغ. حيث أن الباحثين وجدوا أن التعرض المستمر للقلق والتوتر قد يتسبب في:
- التأثير بشكل سلبي على الذاكرة
- التأثير على حكم الشخص ورأيه
- اضطرابات مزاجية
- قمع الجهاز المناعي
- أذيات قلبية
- تعطيل الجهاز الهضمي
يترتب على القلق والتوتر الطويل الأمد متلازمة التعب المزمن، وهي حالة تسبب الشعور بالتعب بغض النظر عن كمية الراحة التي يحصل عليها الشخص.
ما الذي يمكن القيام بها للتخلص من التعب
– إذا كان القلق والتوتر يسببان الشعور بالتعب لديك، فيمكن اللجوء إلى هذه العلاجات والنشاطات التي تساعد على تخفيف التعب، وتشمل هذه الأمور:
- محاولة تجديد ممارسات النوم: تعد الأمور الأساسية للحفاظ على جودة النوم هي مكان النوم الهادئ والنوم في وقت محدد، وتقليل القيلولة واستخدام تقنيات الاسترخاء، وتقليل استهلاك الكافيين، وإيقاف تشغيل الهاتف قبل النوم بساعة.
- ممارسة التمارين الرياضية بانتظام: تقلل الرياضة من حساسية القلق وتحسن النوم الصحي.
- التأمل: تقنيات التأمل تساعد في تهدئة الدماغ، تنظيم التنفس، وتقليل كمية هرمون الإجهاد في الدورة الدموية.
- تقليل الأطعمة غير الصحية في النظام الغذائي: يمكن للأطعمة الكاملة غير المصنعة، مثل البروتينات الخالية من الدهون والفواكه والخضروات والمكسرات والبذور والكربوهيدرات المعقدة، توفير طاقة مستدامة. وقد أظهرت الدراسات أن الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من الدهون المشبعة والسكر ترتبط بمستويات عالية من القلق.
- محاولة استشارة طبيب نفسي: يمكن للطبيب النفسي مساعدة الفرد في التعرف على عوامل القلق وتطوير تقنيات للتعامل مع القلق وتقليله وزيادة الاسترخاء.
- التأمل: يجب التحدث إلى مشرف الصحة إذا استدعت الأعراض علاجا بأدوية مضادة للقلق.
متى يجب استشارة الطبيب
في حال كان القلق يؤثر على النوم، العلاقات، أو القدرة على القيام بالمهام اليومية خلال اليوم، يجب عندها استشارة خبير طبي متخصص حول هذا الأمر. يمكن أن يسبب القلق مضاعفات صحية خطيرة في حال لم يتم علاجه، لذلك من الأفضل استشارة خبير صحي من أجل معرفة الأسباب المؤدية إلى الإصابة والبدء بخطة علاجية مناسبة.