صحة

ما تأثير الجيوب الأنفية على الدماغ

هناك ملايين من الأشخاص حول العالم يعانون من مشكلات في الجيوب الأنفية والتهاب الجيوب الأنفية المزمن، والعديد منهم لا يعانون فقط من انسداد الأنف والصداع، بل يواجهون صعوبة في التركيز ويشعرون بالاكتئاب وأعراض أخرى تشير إلى تأثير المرض على الدماغ. بالفعل، هناك بحث حديث يربط بين التهاب الجيوب الأنفية والتغيرات في نشاط الدماغ، بشكل خاص مع الشبكات العصبية التي تؤثر على الإدراك والتحليل والاستجابة للمحفزات الخارجية.

تسبب مشاكل الجيوب الأنفية في جميع أجزاء الوجه، بما في ذلك العيون، ولذلك يتساءل معظم مرضى الجيوب الأنفية عما إذا كانت تؤثر على النظر بسبب الضغط الشديد الذي تسببه على العين وإضطراب الرؤية.

ما هو التهاب الجيوب الأنفية المزمن

يعرف التهاب الجيوب الأنفية المزمن بأنه التهاب مستمر في الجيوب الأنفية لمدة 12 أسبوعا أو أكثر. ويعاني مرضى التهاب الجيوب الأنفية المزمن من أعراض تشمل ما يلي:

  • إفرازات أو تصريف من الأنف.
  • ألام في الوجه وضغط.
  • احتقان وانسداد في الأنف.
  • صعوبة الانتباه والتركيز.
  • صداع الرأس
  • يتسرب المخاط من الحلق بواسطة التنقيط الأنفي الخلفي.
  • الرائحة الكريهة في الفم.
  • السعال.
  • التهاب الحلق.

لا يزال سبب الإصابة بالتهاب الجيوب الأنفية المزمن غير واضح حتى الآن، وعلى الرغم من وجود عوامل محددة يمكن أن تزيد من احتمالية الإصابة به مثل الحساسية، إلا أن هذا ليس العامل الوحيد المسبب للتهاب الجيوب الأنفية المزمن.

يصف العديد من مرضى التهاب الجيوب الأنفية حالتهم كوجود ضباب في دماغهم، وهم أكثر عرضة للتشتت وعدم الانتباه.

كان يُعتقد في الماضي أن الفطريات هي السبب الرئيسي للتهاب الجيوب الأنفية، لكن تم إثبات عدم صحة هذه الفكرة بالأدلة. وربط ارتجاع الحمض المعدي بالتهاب الجيوب الأنفية ممكن، لكن لا يوجد أدلة قوية تثبت هذا الارتباط.

هناك عدة عوامل يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بعدوى الجيوب الأنفية، من بينها:

  • الإصابة بنزلة برد سابقة.
  • الحساسية الموسمية.
  • التدخين والتعرض للتدخين السلبي.
  • تشمل المشاكل الهيكلية داخل الجيوب الأنفية، مثل الزوائد على بطانة الأنف أو الجيوب الأنفية المعروفة باسم السلائل الأنفية .
  • ضعف الجهاز المناعي أو تناول الأدوية التي تضعف الجهاز المناعي.

العلاقة بين التهاب الجيوب الأنفية والدماغ

تم نشر ورقة بحثية تحلل الارتباط بين التهاب الجيوب الأنفية والتغير في نشاط المخ في مجلة JAMA Otolaryngology-Head & Neck Surgery، وقد تم إعداد هذه الورقة من قبل الباحثة آريا جعفر، وهي جراحة وأستاذة مساعدة في طب الأنف والأذن والحنجرة وجراحة الرأس والرقبة في كلية الطب في جامعة واشنطن.

وقد وجدت تلك الدراسة أن المصابون بالتهاب الجيوب الأنفية المزمن يكون لديهم انخفاض في الاتصال الوظيفي في الشبكة الأمامية الجدارية وهي المسئولة عن التركيز والانتباه، وأيًا يكون هناك صعوبة في الاتصال في الشبكة البارزة المسئولة عن السلوك الاجتماعي والتواصل مع الآخرين، لذلك فإن مريض الجيوب الأنفية المزمن يعاني أكثر مما نتصور فهم في الواقع يعانون من تراجع المشاعر الذاتية للانتباه .

هناك أسباب أخرى تجعل مريض الجيوب الأنفية يشعر بالتشويش في الدماغ بسبب التهاب الجيوب الأنفية المزمن، ومن بين تلك الأسباب:

  • نقص الأكسجين

يتنفس مصابو الجيوب الأنفية عادةً من الفم، ولا يتم فلترة الهواء الذي يدخل إلى رئتيهم، وهذا يؤدي إلى وصول كمية قليلة من الأكسجين إلى الدماغ، ويؤثر ذلك على التركيز ويسبب ضعفه.

  • الأدوية

تستخدم بعض الأدوية لعلاج المشاكل الناتجة عن آلام الجيوب الأنفية، وهذه الأدوية يمكن أن تستخدم لتخفيف الأعراض، ومعظم تلك الأدوية تحتوي على مضادات الهيستامين ومعظم تلك المواد تسبب النعاس، وهناك بعض الأدوية الأخرى تحتوي على مواد تسبب الأرق وهذا بدوه ينعكس على قدرة المريض على التركيز خلال فترات النهار لأنه لم يحصل على قسط كاف من النوم.

  • قلة النوم

في كثير من الأحيان، تمنع مشاكل الجيوب الأنفية المرضى المصابين بها من الحصول على قدر كافٍ من النوم، وقد وجدت الدراسات العديدة أن الأرق الذي ينجم عن مشاكل الجيوب الأنفية يؤثر على قدرة المصابين على التركيز ويؤثر على نشاطهم اليومي.

علاج مشكلة الجيوب الانفية

يحتاج الشخص إلى وقت طويل للتغلب على التهاب الجيوب الأنفية، وسيحتاج إلى قسط كافٍ من الراحة لمساعدة جسمه على مقاومة العدوى.
إذا كان أنت أو طفلك مصابًا بالتهاب الجيوب الأنفية وتعاني من الأعراض التالية، يجب عليك طلب المساعدة الطبية واستشارة الطبيب:
  • درجة حرارة تعدت 100.4 درجة فهرنهايت (38 درجة مئوية).
  • عند استمرار الأعراض لمدة تزيد عن 10 أيام
  • إذا كانت الأعراض تزداد سوءًا
  • إذا لم تتحسن الأعراض بعد استخدام الأدوية التي لا تتطلب وصفة طبية.
  • تعرضت للأعراض عدة مرات خلال العام الماضي.
  • في حالة معاناتك من التهاب الجيوب الأنفية لمدة ثمانية أسابيع متواصلة أو أكثر.
  • إذا كنت تعاني من أكثر من أربعة حالات عدوى بالجيوب الأنفية كل عام، فقد تعاني من التهاب الجيوب الأنفية المزمن.

وهناك بعض النصائح التي تساعد في تخفيف ألم الجيوب الأنفية والضغط:

  • يمكن وضع ضغطًا دافئًا على الأنف والجبهة للمساعدة في تخفيف ضغط الجيوب الأنفية.
  • استخدم بخاخات الأنف المزيلة للاحتقان أو بخاخ محلول ملحي، فإن استخدام الملح في علاج التهاب الجيوب الأنفية يساعد كثيرا في تخفيف الأعراض.
  • استنشاق بخار من وعاء يحتوي على ماء ساخن أو اتخذ دشا.
  • استفسر دائمًا من الطبيب أو الصيدلي حول الأدوية التي لا تحتاج إلى وصفة طبية والتي يمكن أن تساعدك على الشعور بالتحسن، واستخدم دائمًا هذه الأدوية وفقًا لتوجيهات الاستخدام المرفقة معها.

أدوية علاج الجيوب الأنفية

المضادات الحيوية: لا يعتبر استخدام المضادات الحيوية ضروريا للعديد من التهابات الجيوب الأنفية، حيث يتحسن معظم حالات التهاب الجيوب الأنفية بشكل طبيعي دون الحاجة لاستخدام المضادات الحيوية. وعندما يكون استخدام المضادات الحيوية غير ضروري، فإنها لن تكون فعالة ويمكن أن تسبب آثارا جانبية خطيرة، مثل الإصابة بالعدوى المقاومة للمضادات الحيوية والتهابات المطثية العسيرة التي تسبب الإسهال الشديد وتسبب تلفا في الأمعاء.
ومع ذلك، في بعض الحالات، تكون المضادات الحيوية ضرورية، لذلك ينبغي التحدث إلى طبيبك حول أفضل علاج لحالتك.
فيما يتعلق ببعض التهابات الجيوب الأنفية، قد يوصي الطبيب بالانتظار والمراقبة قبل وصف المضادات الحيوية، ويشير الانتظار والمراقبة إلى وضع المريض تحت الملاحظة لمعرفةما إذا كان يحتاج إلى المضادات الحيوية، وهذا يتيح للجهاز المناعي الوقت الكافي لمحاربة العدوى.
إذا لم يشعر المريض بالتحسن بعد 2-3 أيام من الراحة وتناول السوائل الزائدة ومسكنات الألم، فقد يصف الطبيب مضادًا حيويًا عن طريق وصفة طبية.
مزيلات الاحتقان: تقلل هذه الأدوية من كمية المخاط في الأنف، وبعضها متاح كبخاخات أنفية، والبعض الآخر على شكل حبوب، ولكن إذا كنت تستخدم بخاخات الأنف المزيلة للاحتقان لمدة أكثر من 3 أيام، فقد تزيد من الاحتقان، لذلك يجب اتباع التعليمات الموجودة على الملصق.
أدوية الحساسية: تسبب الحساسية غير المعالجة بشكل جيد في العديد من حالات التهاب الجيوب الأنفية. إذا لم يتم تشخيصك بوجود الحساسية، قد يكون من المفيد إجراء بعض اختبارات الحساسية لمعرفة ما إذا كنت تعاني منها. إذا قمت بذلك، ستساعدك الأدوية مثل مضادات الهيستامين وتجنب المثيرات في تخفيف مشاكل الجيوب الأنفية بشكل كبير. هناك خيار آخر وهو الحصول على حقن الحساسية، وهو علاج طويل الأمد يقلل تدريجيا من حساسيتك تجاه مسببات الأعراض.
المسكنات: يستخدم العديد من الأشخاص الذين يعانون من التهاب الجيوب الأنفية مسكنات الألم التي لا تحتاج إلى وصفة طبية مثل الإيبوبروفين أو الباراسيتامول لتخفيف الانزعاج الناجم عن التهابات الجيوب الأنفية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى