هل التأمل حرام ؟ ” ولماذا
ما هو التأمل
يتضمن التأمل العديد من المفاهيم، منها أنه ممارسة يدرب فيها الشخص عقله لتحفيز الوعي الداخلي، ويحصل على فوائد معنوية وعقلية كثيرة في المقابل.
فوائد التأمل
التأمل هو تمرين هام ومفيد للجسم والعقل والروح عند ممارسته بطريقة صحيحة. يمكن أن يوفر شعورًا بالاسترخاء ويساعدك على الاتصال بنفسك الطبيعيةوبالتالي يمكنك التفكير بشكل أكثر نضجًا واتباع أسلوب مبدع في حياتك وابتكار أشياء جديدة فيها.
بعد أن تمارس وتقضي بعض الوقت في التأمل بشعور الوعي الداخلي الذي يوجد في داخلك، يكون لذلك دور هام ومفيد في نموك الجسدي. يظهر لك التأمل أنه لا يستطيع أي شخص جعلك سعيدا ومتفائلا سوى نفسك. لذلك، يجب على كل شخص اكتشاف الطريقة التي تتناسب معه والسير عليها. ومن المعروف أن للأصدقاء والأسرة دورا هاما وضروريا في تقديم المساعدة، ولكن يجب ألا نتأثر بهم إلى حد كبير حتى لا يجعلنا هذا التأثر نحيد عن أهدافنا واهتماماتنا ورغباتنا
الأديان والتأمل
لا يوجد أي اختلاف ديني في التأمل، فهو يهدف إلى تحقيق السلام الروحي والعقلي من خلال تنقية العقل من أي أفكار سلبية، ويساعدك في اكتساب طاقة إيجابية تساعدك على مواجهة مشاكلك اليومية بحكمة وهدوء، وبالتالي يعزز الترابط الوثيق بين التأمل والدين.
هل التأمل حرام
الإجابة هي لا، حيث أن هناك الكثير من المفاهيم للتأمل مذكورة في الشرع، فمثلًا فحكم التأمل يمكن أن يكون محمودًا أو مذمومًا، وذلك حسب الأمر المتأمل فيه وما يؤدي إليه.
حيث قال ابن القيم: فكرك هو جلب معرفتين في قلبك لتستثمر منهما معرفة ثالثة. مثال على ذلك هو عندما تجلب في قلبك الحاجات العاجلة وتعيشها وتستمتع بها وتتعرض للمشاكل والانقطاع والزوال. ثم تجلب في قلبك الآخرة ونعيمها ولذتها ودوامها وفضلها على نعيم الدنيا، وتؤكد لنفسك بأن هاتين المعرفتين تؤديان إلى معرفة ثالثة، وهي أن الآخرة ونعيمها الفاضل الدائم هي الأهم عند كل شخص عاقل، وتميل إلى إعطائها الأولوية على الحاجات العاجلة المؤقتة. وهذا يسمى بالتفكر والتذكر والنظر والتأمل والاعتبار والتدبر والاستبصار. هذه المفاهيم المتقاربة تجتمع في شيء واحد وتتفرق في شيء آخر، وتسمى بالتأمل، لأنها تعني إعادة النظر في الأمور مرارا وتكرارا حتى تظهر للقلب وتكشف له. إذا، الخير والسعادة مخزنها الأساسي هو التفكر، فلا بد من التفكر والمعرفة التي تنتج عنه وحالة تحدث في القلب نتيجة لتلك المعرفة. فكل عمل يقوم به الشخص، سواء كان محبوبا أو مكروها، سوف يترك حالة في قلبه ويتأثر بمعرفته. وتلك الحالة تستدعي الإرادة، والإرادة تستدعي العمل. فهنا يوجد خمسة أمور: التفكر وثمرته العلم، وثمرة العلم هي الحالة التي تحدث في القلب، وثمرة تلك الحالة هي الإرادة، وثمرة الإرادة هي العمل. إذا، التفكر هو المبدأ والمفتاح لجميع الخيرات. وهذا يبين لك فضل التفكر وشرفه، وأنه من أفضل أعمال القلب وأكثرها فائدة له. ولذا قيل: أن ساعة من التفكر خير من عبادة سنة. فالتفكر هو الذي ينقلك من حالة الغفلة إلى حالة اليقظة، وينقلك من الكراهية إلى المحبة، ومن الرغبة والحرص إلى التنازل والقناعة، ومن انغلاق الدنيا إلى رحاب الآخرة، ومن ضيق الجهل إلى سعة العلم وتوسعه، ومن مرض الشهوات إلىالتوجه نحو الله والابتعاد عن الغرور، ومن مصيبة العمى والصمم والبكم إلى نعمة البصر والسمع والفهم من الله والعقل، ومن أمراض الشبهات إلى استقرار اليقين وصفاء الصدور. وبشكل عام، جذور كل طاعة تنبع من التفكر، وبالمثل، جذور كل معصية تنبع من الفكرة. هذا هو الاختصار لمفتاح دار السعادة.
نقد التأمل علمياً والتشكيك به
وجد الكثير من الباحثين أن التأثيرات الجانبية التي توصلوا إليها تشابه تلك التأثيرات التي وجدت في الدراسات الألمانية عن خلاصة التأمل وما عرف بالاسترخاء الذي يتسبب في القلق وتم وصف النتائج بالزيادة المتناقضة للتوتر والقلق والارتباك وقلة دوافع الحياة والملل والألم والاكتئاب والشعور بالسلبية الزيادة وإدمان التأمل والشعور بعدم الراحة عند الحركة والشعور بالخوف والغضب والقلق واليأس.
بعض الاختبارات تشير إلى أن التأمل يترافق مع بعض الإشارات العصبية التي تختلف بشكل كبير عن تلك التي تظهر أثناء الاسترخاء والراحة، وفقا لأنصار التأمل التجاوزي (وهو نوع من التأمل). كما يدعي المؤيدون للتأمل أن الإنسان قادر على الطيران، على الرغم من أن ذلك لم يحدث أبدا، وقد توقفت هذه الادعاءات في الفترة الأخيرة
وفي احدى المقابلات قال أحد اساتذة جامعة مهاريشي في الولايات المتحدة التي تروج للتأمل بأن هناك مدينة من مدن ولاية ايوا التي يوجد فيها عدد كبير من المؤمنين بالتأمل وذلك يجعل المدينة تمتلك صفات فريدة ومميزة، من ناحية قلة الجرائم وحوادث السير وجودة المحاصيل، ولكن عندما تحققوا من الأمر فيما بعد من قبل الدكتور المناقش ظهر أن لا يوجد اي نسبة مميزة تكلم عنها مروجوا التأمل.
تركز الدعاة للتأمل في كل إعلاناتهم على الفوائد العملية للتأمل، مثل التخلص من التوتر والقلق. ينشرون مقاطع فيديو لأعضاء من مختلف أنحاء العالم يشهدون لفوائد التأمل. ومع ذلك، لا يتم ذكر أي نتائج للدراسات البحثية والاختبارات العلمية التي توضح نتائج مماثلة لفوائد التأمل، والتي يمكن الحصول عليها من خلال الاستماع إلى الموسيقى الهادئة أو ممارسة بعض تمارين الاسترخاء التي يمكن العثور عليها في بعض الكتب أو في الممارسة الأصلية
كيف تتأمل
هناك العديد من أساليب التأمل مثل “تجسيد الصورة الذهنية” وتعتبر هي المرحلة الأولى التي ينبغي أن تبدأ بها والتي يتم فيها خلق وتخيل صورة في الذهن لشيء معين ثم التركيز عليه بصورة كلية حيث يمكنك ذلك من عدم القدرة على رؤية أي شيء حولك غير هذه الصورة التي رسمتها في ذهنك والتي تجدها في صورة مرئية أمام عينيك، وهناك خطوات يجب إتمامها واتباعها لتساعدك على التأمل الصحيح وهي:
- يجب أن يتم ممارسة التأمل في مكان هادئ ومنعزل.
- يجب أن تكون الإضاءة طبيعية حولك.
- يجب ملء الغرفة التي تستخدم للتأمل بالهواء النقي في جميع أنحائها.
- يجب أن لا تكون درجة حرارة الغرفة مرتفعة جداً أو منخفضة جداً، ويجب أن تكون الأجواء معتدلة.
- يجب أن يكون المكان مريحًا، ويمكن وضع بعض الأزهار أو الشموع في المكان المحيط بك، كما يمكن الاستماع إلى بعض الموسيقى الهادئة المريحة للأعصاب.
- يجب أن تجلس في وضع مريح مثل وضع القرفصاء، حيث يكون العمود الفقري في وضع مستقيم ومريح والرأس متعامدًا على الكتفين
- كلما كان العمود الفقري مستقيماً والرأس متعامداً على الكتفين، كلما تمت عملية التنفس بسهولة أكبر، وتنتظم الدورة الدموية، ومن الممكن أن يكون ميل الرأس قليلاً إلى الأمام مع وضع اليدين على الركبتين لتحسين الراحة والاسترخاء.
- يمكن فتح العين أو إغلاقها حسب رغبتك، ولكن إذا شعرت بالنعاس أثناء إغلاق العينين، فيجب عليك فتحها والتجول حولك لبضع دقائق، وعند الاستيقاظ واستعادة الوعي، يمكنك إغلاقها مرة أخرى ولكن ليس بشكل كامل.
- ينبغي أن يكون الفك واللسان في وضع الاسترخاء.
- يجب أن تتنفس بعمق وهدوء لتسهيل وتسريع عملية التنفس
- يجب البدء في عملية التأمل في الصباح، حيث يكون العقل خالياً من أي أفكار سلبية قد تؤثر على التأمل
- لا يفضل التفكير والتأمل تحت تأثير الكحول أو بعد تناول وجبة كبيرة.
- ينبغي ممارسة التأمل مرة أو مرتين يوميًا، ويجب أن تستغرق كل جلسة حوالي 20-30 دقيقة.
- لا يجب العودة إلى العمل مباشرة بعد الانتهاء من التأمل.
- لا يمكن للتأمل أن يخلصك من ضغوط الحياة اليومية، ولكن يمكنه مساعدتك على التعامل معها بطريقة عملية وإيجابية.