قصص عن المساواة في الاسلام
في تلك الأيام، كانت كلمات العدل والمساواة وغيرها من الكلمات الجميلة شائعة، وفي الإسلام الدين الذي يؤمن بالعدل والمساواة، هناك العديد من القصص التي توثق هذه المفاهيم، وسنتعرف على بعضها اليوم.
المساواة في الإسلام
معنى المساواة في اللغة العربية هو أن يكون الشيئان متماثلين حتى وإن اختلف الناس فيما يتعلق بهم، وأن تكون المساواة هي العدل بين الناس وعدم التفرقة بينهم، ونظرا لأن الدين الإسلامي يؤمن بالمساواة، فسوف نذكر اليوم بعض القصص عن المساواة.
قصص عن المساواة في الإسلام
القصة الأولى
أثناء فتح مكة المكرمة، ارتكبت امرأة سرقة، وطلب رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يطبق الحدود عليها ويقطع يدها. توجه أهل تلك السيدة إلى أسامة بن زيد وطلبوا منه أن يشفع لها عند رسول الله، وذلك لأن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يحب زيد بشدة. وبالفعل، ذهب أسامة بن زيد إلى رسول الله ليشفع للسيدة، لكن وجه رسول الله تغير وقال له: `أتشفع في حد من حدود الله؟!` ثم قام النبي الكريم وخطب للناس قائلا: `فإنما أهلك الذين قبلكم لأنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه، وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد. ووالله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها.
القصة الثانية
حدث أن جاء رجل من مصر إلى سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وقال له: `يا أمير المؤمنين، قد تنافست أنا وابن عمرو بن العاص على الوصول إلى مصر، ولكنني تفوقت عليه وضربني بسوطه، ثم قال لي: أنا ابن الأكرمين`. غضب سيدنا عمر كثيرا وكتب رسالة إلى عمرو بن العاص طلب فيها حضوره مع ابنه. وعندما حضر عمرو بن العاص إلى عمر بن الخطاب وكان يصحب ابنه، أعطى سيدنا عمر السوط للرجل المصري وقال له: `اضرب ابن الأكرمين`.
القصة الثالثة
كانت أيضا في عهد سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه، حدث أن أسلم رجل من سادة العرب، وذهب إلى الحج، وأثناء طوافه حول الكعبة، قام رجل بدوس طرف ردائه، فلما فعل ذلك، صفعه بضربة عنيفة في وجهه. ثم ذهب الرجل ليشتكي لعمر بن الخطاب من تلك الضربة، فطلب عمر بن الخطاب أن يحضروا له الضارب، وعندما جاء الرجل إلى عمر بن الخطاب، طلب منه أن ينتقم منه ويصفعه في وجهه كما فعل هو، فغضب الرجل وقال لعمر: هل نحن متساويان في هذا؟ فأجاب عمر بن الخطاب قائلا: نعم، الإسلام يعاملكم على قدم المساواة.
القصة الرابعة
يحكى أن رجلا اصطاد سمكة كبيرة للغاية وكان سعيدا بها، وأراد أن يأخذها إلى المنزل، وفي طريقه التقى بحاكم المدينة الذي شاهد السمكة مع الرجل وأخذها منه، فحزن الصياد كثيرا ورفع يديه إلى السماء واشتكى لله، وطلب منه أن يأخذ حقه من الظالم. في تلك الأثناء، عاد الحاكم إلى قصره وأخذ السمكة ليعطيها للخادم لتحضيرها، وفجأة انطلقت السمكة ولدغت الحاكم بقوة، وأصيب إصبعه بسم السمكة وأحس بألم شديد حتى استدعوا له الأطباء الذين أخبروه بأن إصبعه أصيب بسم السمكة.
أخبروه بأنه يجب عليه أن يقطع إصبعه فورا لكي لا ينتقل السم إلى باقي الذراع. ولكن بعد أن قام الأطباء بقطع إصبعه، انتقل السم إلى باقي الذراع ومنها إلى الجسم. عندما شعر الحاكم بأنه على وشك الموت، تذكر ظلمه للصياد وبحث عنه في كل مكان حتى وجده وطلب منه أن يسامحه ليغفر له الله ويشفيه من هذا البلاء. وبالفعل، عفا الصياد عن الحاكم.
القصة الخامسة
في يوم من الأيام، تعارك الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه مع يهودي بسبب درع الصدر الذي يرتديه الجنود في الحرب. ذهبا معا إلى القاضي، وأخبر الإمام علي القاضي أن اليهودي سرق منه ذراع الدرع، ولكن اليهودي نفى ذلك. فسأل القاضي الإمام علي عن وجود شهود، فقال الإمام علي بن أبي طالب: “نعم، ابني الحسين معي”، وشهد الحسين بأن الدرع هو ملك والده، ولكن طلب القاضي من الإمام علي أن يجلب شاهدا آخر
فقال سيدنا علي، لا، وبعد ذلك حكم القاضي بأن الدرع لليهودي، وذلك لأن الإمام علي لم يكن معه أي شهود غير ابنه، وبعد ذلك قال اليهودي: أمير المؤمنين جاء معي إلى قاضي المسلمين فحكم بالنسبة لأمير المؤمنين واليهودي رضى، وأقسم بالله يا أمير المؤمنين أن الدرع الذي سقط من جملتك قد التقطته، وأشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، وبعد ذلك أعطاه الإمام علي الذرعة وفرح اليهودي بإسلامه.