الفرق بين الظالم والفاسق
عرف علماء السنة والجماعة الظالم بأنه هو : هو الشخص الذي يصدر أحكاما بغير ما أنزله الله، وعلى الرغم من أنه يعلم أن حكم الله هو الأفضل، إلا أنه يرغب في استفادة شخصية من تطبيق حكمه على شخص آخر. أما الفاسق، فقد تم تعريفه على أنه الشخص الذي يصدر أحكاما بغير ما أنزله الله، وعلى الرغم من أنه يعلم حكم الله ويدرك أنه الحكم الصحيح، إلا أنه يستخدم ذلك لصالحه الشخصي أو يتبع هواه الشخصي أو يتوافق مع هوى آخر. وقد اختلف الناس في تمييز الظالم والفاسق، حيث اتفقوا على أن كلاهما يصدر أحكاما بغير ما أنزله الله، ولذلك يتطلب التوضيح والشرح للتمييز بينهما.
الفرق بين الظالم والفاسق :
وقد سأل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله عن الفرق بين الظالم والفاسق فأجاب : الفرق بينهما أن الذي نصنفه بأنه ظالم، حكم لطلب العدوان على المحكوم عليه وإن لم يكن له فيه مصلحة، لكن أهم شيء عنده هو الجور والظلم بالنسبة لهذا المحكوم عليه.
يستند الفاسق على مصلحة المحكوم عليه، ولا يهتم بإظلام الرجل المحكوم عليه،وبالتالي لا يفرق شخصية المحكوم عليه في الحكم، حيث يهدف إلى تحقيق مصلحة المحكوم عليه أو جني المنفعة الشخصية لنفسه، وهذا ما يميزه عن القاضي.
أنواع الظلم :
وقد قسم العلماء الظلم إلى ثلاثة أنواع وهي :
1. ظلم الشرك : قال الله تعالى : {إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ}[لقمان:13]، وقد سمي الشرك ظلمًا، لأنه من وضع الشيء في غير موضعه، أي وضع العبادة في غير موضعها وهو أعظم أنواع الظلم، الذي لا يغفر إلا بالتوبة والعزم على عدم العودة إليه {إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا}[النساء:48]
2. ظلم النفس : هذا يحدث عندما يرتكب الإنسان المعاصي ويتعرض للعقاب، وهذا العقاب هو شيء لا تطيقه النفس، مما يجعل الإنسان ظالما لنفسه. وقد قال الله تعالى: “قل إن الخاسرين الذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة ۗ ألا ذٰلك هو الخسران المبين” [الزمر: 15]، وهذا النوع من الخسارة يحدث بمشيئة الله، فإذا أراد غفرانه للشخص فسيغفر له، وإذا أراد عذابه فسيعاقبه.
3. ظلم الناس : قال الله تعالى فيما يتعلق بظلم العبد للناس: {إنما السبيل على الذين يظلمون الناس ويبغون في الأرض بغير الحق أولئك لهم عذاب أليم}[الشورى:42]. ويشمل ذلك أخذ أموال الناس بغير حق، والغيبة، والنميمة، والتعدي عليهم بالقول أو الفعل، وغير ذلك من أشكال ظلم العبد للناس، الذي لا يقبله الله إلا بالقصاص من صاحبه، إلا إذا تنازل المظلوم عن حقه من الظالم.
أنواع الفسق :
قسم العلماء الفسق إلى نوعين فسق كفري وفسق المعاصي وهما كالآتي :
1. فسق كفري : وقد أطلق عليه العلماء الفسق الأكبر، {وَلَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلَّا الْفَاسِقُونَ}[البقرة:99]، وقد اقترن الفسق بالكفر الذي يوجب الخلود في النار وهو كفر الإباء والاستكبار لذلك سمي بالكفر الأكبر ومنه أيضًا قول الله تعالى : {وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ} [الكهف:50]
2. فسق المعاصي : يطلق على الفسق الأصغر هذا الاسم لأنه لا يؤدي إلى الخلود في النار، ولا يخرج صاحبه من دينه، ومنه قول الله تعالى: {فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج} [البقرة: 197].