العلامة الشيخ محمد بن صالح العثيمين

محمد بن صالح العثيمين، عالم وداعية سلفي إسلامي سعودي، ولد في عام 1929م وتوفي في عام 2001. يعتبر من أشهر العلماء في المملكة والعالم الإسلامي. اسمه الكامل هو أبو عبد الله محمد بن صالح بن محمد بن سليمان بن عبد الرحمن العثيمين الوهيبي التميمي. ومن المعروف بلقب `عثيمين`. كان العثيمين من أبرز المشاركين في برنامج `نور على الدرب` الذي كان يبث على إذاعة القرآن الكريم السعودية .

بداية حياته وتحصيله العلمي :
وُلد الشيخ محمد بن العثيمين في عنيزة بالمملكة العربية السعودية، وينتمي إلى عائلة متوسطة حيث كان والده تاجرًا يعمل بين الرياض وعنيزة وكان يعمل أيضًا في دار الأيتام بعنيزة قبل وفاته .

تعلم القراءة في القرآن من قبل جده لأمه، ثم تعلم الكتابة والأدب والحساب، والتحق بمدرسة لتحفيظ القرآن الكريم، ومنها حفظ القرآن كاملا وهو في سن صغير. وقد حفظ أيضا مختصرات المتون في الحديث الشريف والفقه. ثم درس التفسير والحديث وأصول الفقه والفرائض والنحو تحت إشراف عبد الرحمن بن ناصر السعدي، الذي يعتبر أول أستاذ له وتأثر به وبطريقة تدريسه. وقد تعلم علم الفرائض والنحو والبلاغة خلال إقامته في عنيزة. ثم انضم بعدها للدراسة في المعهد العلمي في مدينة الرياض في عام 1372 هـ، واستمر هناك لمدة سنتين .

تعلم الشيخ عبد العزيز بن عبدالله بن باز صحيح البخاري وبعض رسائل ابن تيمية، وكان يراجعه وهو مرجع ثانوي بالنسبة له. بعد تخرجه من المعهد العلمي، التحق ب• الجامعة الإسلامية الأميرية محمد بن سعود في الرياض عن طريق الانتساب وحصل على الشهادة الجامعية .

فكره ومنهجه :
كان محمد بن العثيمين يعتقد بالسلف الصالح من أهل السنة والجماعة وكان ذلك جليا وواضحا في محاضراته ودروسه ومؤلفاته وفتاويه ، وكان له موقف صارم اتجاه مسألة تكفير الأشخاص وخاصة الحكام حيث بين خطورة الكلام في هذه المواضيع وحذر من التطرق له دون دراية أو علم به حيث أنه يقول بأن المرء يجب ألا يتسرع في حكمه على الأشخاص حتى يتبين الحق لأن في هذا خطورة وتعدي على حدود الله .

المنهج العلمي الذي كان يتبعه محمد بن عثيمين هو ذات المنهج الذي كان ينتهجه معلمه الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي وهو منهج خرج عن المنهج الذي يتبعه العلماء في الجزيرة عادة ، حيث كان الشيخ السعدي من الشيوخ المعروفين بخروجهم عن المذهب الحنبلي وكان من المتبعين لاراء ابن تيمية وابن القيم وكان يفضلهما عن المذهب الحنبلي .

من أشهر ما دعى إليه الشيخ العثيمين هو التروي والتفكير في الكلام قبل نطقه حيث أنه وضح العديد من الأخطاء الكلامية الشائعة بين الناس ومدى خطورتها مثل عبارة ” لاحو الله ” حيث وجب تعديلها لتصبح ” لا حول ولا قوة الا بالله ” ، كما أن عبارة ” لا سمح الله ” مكروهة لأنها يقصد بها بأن هناك أحد ما يجبر الله على فعل شيء ، كما أنه أوضح بأن عبارة ” لا قدر الله ” مسموح بها في حال كان المقصود بها الدعاء لله ، وعبارة ” شاءت قدرة الله ” خاطئة ، كما أن عبارة ” فلان دفن في مثواه الاخير ” عبارة حرام ولا يجوز قولها .

أعماله ونشاطاته في سطور :
كان مدرسا في الجامع الكبير بعنيزه في عام 1370 ثم مدرسا في المعهد العلمي بعد التخرج منه في عام 1370 هـ ، تولى إمامة المسجد في الجامع الكبير بعنيزة في عام 1376 هـ ، وكان يدرس في الجامع الكبير وكان يخطب فيه حيث كان يفد إليه العديد من الطلاب من المملكة وخارجها واستمر في التدريس بالجامع والقاء المحاضرات إلى أن توفي .
– يعمل الأستاذ كأستاذ في • الجامعة الإسلامية الأميرية محمد بن سعود بالقصيم. درس في المسجد الحرام والمسجد النبوي أثناء مراسم الحج وفي رمضان وفي العطل الصيفية، وألقى العديد من المحاضرات العلمية داخل المملكة وخارجها. كان رئيسا لجمعية تحفيظ القرآن الكريم الخيرية في عنيزة منذ بداية تأسيسها وحتى وفاته، وكان العثيمين عضوا في المجلس العلمي بجامعة الإمام بن سعود الإسلامية وعضوا أيضا في مجلس كلية الشريعة وأصول الدين بفرع القصيم من نفس الجامعة. كما كان عضوا في هيئة كبار العلماء بالمملكة منذ عام 1407 وحتى وفاته، وكان يجتمع كثيرا مع أعضاء هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ومع بعض قضاة منطقة القصيم .
فاز العلامة العثيمين بجائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام في عام 1414 هـ .

كتبه ومؤلفاته :
شرح ثلاثه الاصول ، الشرح الممتع على زاد المستقنع ، شرح مقدمة التفسير ، أسماء الله وصفاته وموقف أهل السنة منها ، شرح العقيدة الواسطية ، القواعد المثلى في صفات الله وأسمائه الحسنى ، مختصر لمعة الاعتقاد الهادي إلى سبيل الرشاد ، فتح رب البرية بتلخيص الحموية ، مجموعة أسئلة في بيع وشراء الذهب ، شرح الأربعين النووية ، شرح رياض الصالحين من كلام سيد المرسلين ، فتح ذي الجلال و الإكرام بشرح بلوغ المرام ، إزالة الستار عن الجواب المختار لهداية المحتار ، الإبداع في بيان كمال الشرع و خطر الابتداع ، القول المفيد على كتاب التوحيد ، شرح العقيدة السفارينية ، شرح كتاب السياسة الشرعية لشيخ الإسلام ابن تيمية ، فتاوى أركان الإسلام ، الرسائل و المتون العلمية ، صفة الحج و العمرة ، أصول في التفسير ، شرح مقدمة التفسير لابن تيمية .

عائلته :
يتزوج الشيخ محمد بن عثيمين من ابنة محمد إبراهيم منصور التركي، ولديه ثمانية أبناء هم عبدالله وعبدالرحمن وإبراهيم وعبدالعزيز وعبدالرحيم وثلاث بنات، كما أن لديه ستة وأربعين حفيدًا من أبنائه وبناته .
أما اخوانه فهم ، عدبالله وهو رئيس قسم التاريخ في جامعة الملك سعود والامين العام لجائزة الملك فيصل وعضو في مجلس الشورى ، وعبدالرحمن مدير عام الادارة المالية والادارية بمدينة الملك عبدالعزيز للعلو والتقنية ، ولديه اخت واحدة متزوجة من ابن عمه الشيخ محمد السليمان العثيمين .

يمكنك الاطلاع على مقالات أخرى :-
الشيخ سلمان العودة
الشيخ محمد العريفي
الشيخ علي الحذيفي