متلازمة الإيمان بالذات
ما هي متلازمة الإيمان بالذات
تعتبر متلازمة الإيمان بالذات أو بالإنجليزية سوليبسيزم Solipsism هو اعتقاد الإنسان أن الواقع ليس له حقيقة، وأنه لا يوجد شيء يمكن أن يخرج عن عقل الإنسان، فمثلا ربما لا يصدق رواد الفضاء أن الفضاء الخارجي صعب ولا يصلح للعيش، ولكنهم يخاطرون بالخروج خارج المركبة الفضائية بزي الفضاء، وهذا قد يتسبب في عواقب كبيرة، فهم لا يعتقدون إلا أن عقل الإنسان هو المتواجد الوحيد بالفعل، وهذه حقيقة فلسفية تحمي على الواقع الذي يستند إلى تصورات العقل للشخص، وبالتالي لا يوجد شيء حقيقي إلا ما يدركه العقل فقط، وقد عرفت متلازمة سوليبسيزم من خلال الفيلسوف اليوناني جورجياس والذي تحدث عنها من قبل ديكارت، الذي أوضح أهمية توفر أصول المعرفة والفهم عن طريق نظرية المعرفة.
أعراض متلازمة الإيمان بالذات
تبين الدراسات التي أجريت على رواد الفضاء أن تواجدهم خارج الأرض لفترات طويلة وكبيرة يمكن أن يؤدي إلى إصابتهم بمتلازمة الإيمان بالذات (solipsism syndrome)، حيث يعتقدون أن العالم والحياة المادية غير موجودة بالحقيقة، وإنما هي مجرد خلق في عقولهم. تسبب هذه المتلازمة الإحساس بالوحدة والانفصال واللامبالاة، وتعد اللامبالاة عرضا سلبيا لحالة الانفصام، ولكن في الواقع، يمكن أن تصل اللامبالاة إلى حد التوقف عن الأكل أو الاستحمام أو الخروج من السرير.
كما أنه من الصعب تحديد وقت انتهاء هذه المتلازمة، ولا يمكن تحديد شدتها بالضبط من شخص لآخر. تسبب هذه المتلازمة شعورا شديدا بالوحدة، بالإضافة إلى أعراض أخرى. قد تختلف أشكال وشدة الأعراض من شخص لآخر، وقد يشعر البعض بأمور لا يشعر بها غيرهم. لذا، من الأفضل الاستعانة بالمتابعة الطبية الدقيقة للحصول على العلاج المناسب.
ومن الأعراض الأكثر الشائعة للمتلازمة هي العزلة ، والشعور بالوحدة ، والإحساس بالانفصال عن العالم الخارجي ، كما تظهر لدى البعض شعور بالرعب مع تزاحم كثير للأفكار ، الفكرة الوحيدة هي في الوجود ، قد تبدأ أفكار عن الموت ، وقد تكون هي عبارة عن مجرد فكرة ، وهذه الأفكار تسبب الأرتباك والتشتيت.
يمكن أن تشير هذه الأعراض إلى الإنفصام بدلا من المتلازمة، مما يزيد الارتباك، ولذلك يجب على الطبيب النفسي تحديد ما إذا كانت تلك الأعراض ناتجة عن المتلازمة أو الإنفصام.
مدى تأثير متلازمة الإيمان بالذات
- قد يتدهور الحالة النفسية والفسيولوجية للمرضى أو رواد الفضاء بشكل طفيف مع مرور الوقت، مما يدل على فعالية أعمالهم وإنجازهم لأهدافهم المهمة.
- في الرحلات الفضائية، ينتشر انحلال الفريق وأداؤه بشكل كبير إلى حد يمكن أن يؤدي إلى فشل المهمة.
- يمكن لفسيولوجيا المخ والإدراك المعرفي لرواد الفضاء أن تتأثر بطريقتين، إما بصورة مباشرة من خلال عوامل خارجية مثل التعرض للإشعاع لفترة طويلة، أو بصورة غير مباشرة من خلال عدم القدرة على النوم بشكل كافٍ ، مما قد يؤدي إلى تعطل أدائهم للمهمة.
- ومع ذلك ، فإن الأبحاث العلمية التي تهدف إلى تحديد وقياس تأثير متلازمة عددها قليل ، ويرجع ذلك جزئيا إلى القلق بشأن سرية بعض البيانات الصحية والسلوكية والعقلية لرواد الفضاء في وكالة ناسا.
- هناك احتمالية لحدوث خطر في حالات السلوك والاضطرابات النفسية. وعلى الرغم من ذلك، كانت سياسة وكالة ناسا تمنع الوصول إلى الاختبارات النفسية أو المعلومات الشخصية اللازمة للبحث في آثار هذه المتلازمة على الأداء أو السلوك أو الصحة العقلية. وبناء على ذلك، فإن الدراسات التجريبية التي تجرى على هذه المخاطر وتأثيرها على الأداء هامة للصحة، ولكنها نادرة. فمعظم المعلومات ذات الصلة تعتمد على شهادات الأفراد بدلا من الأدلة العلمية والنفسية.
كيفية التعامل مع متلازمة الإيمان بالذات
- تشجيع زيارة مكان يمكن فيه رؤية الأفاق البعيدة.
- الحصول على بعض المعلومات عن هذه الملازمة وأخطارها.
- محاولة قضاء الوقت مع الحيوانات الأليف.
- وقضاء وقت أكثر مع الأشخاص المقريبن.
- يمكن البحث عن شخص يمكن التحدث إليه حول مشاعرك.
- الإلتزام بالأكل الصحي.
- المحافظة على ترطيب الجسم.
- الحصول على قدر الكافي من النوم .
- ممارسة التمارين الرياضية.
- التنزة.
- اطلب المساعدة من المتخصصين.
الدراسات التي تمت على متلازمة الإيمان بالذات
تتوفر حاليًا العديد من الفحوصات والتقييمات العصبية والنفسية والمعرفية ، فقد تم تطوير أغلب الفحوصات عن قبل بهدف تحديد نقاط القصور في الأداء النفسي والعصبي الذي يدل على الإصابة بالحالات المرضية المعروفة ، وبالطبع ، فتحديد مثل هذه الأمور أو الأعراض خلال البعثات الفضائية أمر هام جداً ، يوجد دليل لتحديد واضح للاكتئاب ، وقلة التركيز ، والنعاس المستمر ، والقلق ، وما إلى هذا ، لضمان تطبيق الأمور المضادة الملائمة وتقييم فعالية هذه التدابير المضادة فيما بعد.
وبالرغم من ذلك، فإن المنفعة الرئيسية لوكالة ناسا هي في فهم الإدراك المعرفي لأفراد الطاقم، حيث يتم ذلك عن طريق القدرة على اختيار رواد الفضاء وتزويدهم بالمعلومات اللازمة لفهم الظروف التي يواجهونها خلال المهمات الفضائية. وبالإضافة إلى ذلك، يشمل ذلك القدرة على تحديد مدى تأثير المهام الفضائية على الصحة النفسية والعقلية للطاقم، سواء كانت على المستوى الفردي أو الجماعي. ولذلك، فإنه من الضروري اختيار الاختبارات المعرفية وتطويرها بشكل صحيح وموثوق به، وليس فقط بمعزل عن الظروف الفريدة التي تواجهها الطاقم خلال المهمات الفضائية، مثل قوة الجاذبية المختلفة، والتعرض للإشعاع، والعزلة، والروتين، والتلوث البيئي.
كيف يتعامل الإنسان مع إصابته بالتعب نفسي
- تغيير ظروف العمل: عندما يؤدي العمل إلى شعور الإنسان بالتعب، قد يحدث تغيير في الحياة المهنية يحسن الأمور، على سبيل المثال، قد يرغب الشخص في المزيد من الإجازات أو تخفيف العبء العملي أو الحصول على دعم من الزملاء.
- ممارسة الرعاية الذاتية الجيدة: يمكن أن يؤدي ممارسة الرياضة واتباع نظام غذائي صحي و• الحصول على قدر كافٍ من النوم وإبقاء الجسم رطبا إلى تحسين مرونة الإنسان، مما قد يقلل من أعراض الإرهاق العقلي أو يمنع ظهوره.
- محاولة اليوجا: تساهم ممارسة اليوغا بالتأمل في زيادة وعي الإنسان بمشاعره، مما يبسط إدارة الإرهاق أو التعب أو الاكتئاب.
- إجراء تغييرات في الأدوية: بعض الأشخاص يجدون أن بعض الأدوية، بما في ذلك بعض مضادات الاكتئاب، تسبب الإرهاق، لذا يجب استشارة الطبيب بشأن الأدوية.
- البحث عن رعاية صحية نفسية: بحكم ضرورته، يحتاج بعض الأشخاص الذين يعانون من حالات نفسية مثل القلق أو الاكتئاب إلى علاجهم، وكلما تأخر العلاج فإن ذلك يؤدي إلى زيادة التعب الناتج عن ذلك.