طريقة الغسل من الجنابة

الغسل في الإسلام هو تطهير الجسم بالماء، ويمكن أن يكون واجبا أو مستحبا أو مباحا، وفرض الله تعالى الغسل في القرآن الكريم، حيث قال جل شأنه في سورة البقرة {ويسألونك عن المحيض قل هو أذى فاعتزلوا النساء في المحيض ولا تقربوهن حتىٰ يطهرن ۖ فإذا تطهرن فأتوهن من حيث أمركم الله ۚ إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين} الآية 222، كما قال في سورة المائدة {وإن كنتم جنبا فاطهروا} الآية 6 .

أنواع الغسل

يتم تقسيم الغسل عند العلماء إلى نوعان :

الغسل الكامل

الغسل الكامل هو أن يغسل المسلم جسده كله، وينوي الغسل ثم يسمي باسم الله الرحمن الرحيم، ويبدأ بغسل يديه ثلاث مرات، ثم يغسل الأذى ويتوضأ وضوء الصلاة، ثم يحثي الماء على رأسه ثلاث مرات مع مراعاة أن يروي بها جذور الشعر، ثم يفيض الماء على بقية أجزاء الجسد. وبعد الانتهاء، يبدأ في شقة اليمين ثم الشقة اليسرى مع تدليك البدن والتأكد من وصول الماء إلى جميع الأجزاء من الجسد والشعر، وذلك وفقا لحديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، حيث كان النبي صلى الله عليه وسلم يبدأ بغسل يديه، ثم يفرغ بيمينه على شماله، فيغسل فرجه، ثم يتوضأ وضوءه للصلاة، ثم يأخذ الماء فيدخل أصابعه في أصول الشعر، حتى يرى أنه قد استبرأ، ثم يأخذ ثلاث حفنات من الماء ويحث بها رأسه، ثم يفيض الماء على بقية جسده، ثم يغسل رجليه

وقد نقل الإمامان البخاري ومسلم في صحيحيهما عن أم المؤمنين ميمونة بنت الحارث، رضي الله عنها، قولها: `وضعت ماء لرسول الله – صلى الله عليه وسلم – ليغتسل به. فأفرغ على يديه، وغسلهما مرتين أو ثلاثا، ثم أفرغ بيمينه على شماله، وغسل مذاكيره، ثم دلك يده بالأرض، ثم استنشق ومضمض، ثم غسل وجهه ويديه، وغسل رأسه ثلاث مرات، ثم أفرغ على جسده، ثم انحنى عن موقفه وغسل قدميه

الغسل المجزئ

المقصود هو أن يقوم الشخص بإزالة أي نجاسة ومن ثم النية والتسمية، ثم يغسل جسده بالكامل بما في ذلك الأنف والفم والشعر والبطن .

فرائض الغسل

للغسل مجموعة من الأركان كالتالي :

أولًا النية : حسب جمهور العلماء، فإنها واجبة، ولكنها عند السادة الحنفية سنة، ولكن الرأي الأكثر تفضيلًا هو رأي الجمهور .

ثانيًا تعميم الشعر والجلد بالماء: وهذا فرض باتفاق جمهور الفقهاء .

ثالثًا المضمضة والاستنشاق: الغسل من الواجبات عند الحنابلة والحنفية، ولكن ليست من الواجبات عند المالكية والشافعية .

رابعًا الموالاة : يعني الموالاة غسل العضو قبل أن يجف الماء من العضو الذي قبله. وقال الجمهور أن الموالاة سنة، بينما اتفقت جميع مدارس الفقه المالكية على وجوب الموالاة .

خامسًا دلك الأعضاء : اعتقد الجمهور أن دلك الأعضاء يبطل الوضوء، في حين اتفق العلماء الشافعية والمالكية والمزني على أنه يستدعي الغسل .

سادسًا نقض الضفائر : يروى عن جمهور الشافعية أنه ينبغي تفكيك الضفائر في حال عدم وصول الماء إلى جذور ومنابت الشعر، بينما يروى عن المالكية عدم الحاجة لذلك .

موجبات الغسل

-الإسلام ، الدخول في الإسلام .

إن إنزال المني بلذة للإنسان غير أثناء النوم، فإن كان نائما فلا يشترك في الغسل .

-الجماع ، أو التقاء الختانين .

-خروج دم الحيض .

-خروج دم النفاس .

-الموت لغير الشهيد .

الجنابة

الجنابة تحدث بنزول المني من طرف الذكر أو دبره بشهوة ، والجنب هو الجماع سواء بخروج المني أو لا ويستوي فيه الرجال والنساء ، فقد أخرج الشيخان البخاري ومسلم في صححيها بسندهم عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أنها قالت “كان رسول الله – صلّى الله عليه وسلّم – إذا اغتسل من الجنابة غسل يديه، وتوضّأ وضوءه للصلاة ثمّ اغتسل، ثمّ يخلل بيده شعره؛ حتّى إذا ظنّ أنّه قد أروى بشرته أفاض عليه الماء ثلاث مرّات، ثمّ غسل سائر جسده “

طريقة الغسل من الجنابة

للغسل من الجنابة صفتين كما ذكرهما العلماء :

أولًا الغسل الموجب

يتطلب الغسل لرفع الحدث النية وتبليل الجسد بالماء بشكل كامل .

ثانيًا الغسل الكامل

وهو من صنفه العلماء ما بين الواجب والمستحب وطريقته كالتالي :

يقوم المرء بغسل كفية ثم يفرغ عن يمينه ثم شماله ثم يغسل المرء فرجه ، ثم يتوضأ وضوء الصلاة كاملًا ، ويؤخر غسيل القدمين لأخر الغسل ، ثم يفرق شعر الرأس ويفيض الماء ثلاث حثيات حتى يرتوي شعر الرأس ثم يضع الماء ويفيضه على الجانب الأيمن ثم يفيض الماء على الجانب الأيسر وهذا هو الغسل الكامل .

قالت أم المؤمنين ميمونة بنت الحارث: `أدنيت لرسول الله صلى الله عليه وسلم غسله من الجنابة، فغسل كفيه مرتين أو ثلاثا، ثم أدخل يده في الإناء، ثم أفرغ به على فرجه وغسل بشماله، ثم ضرب بشماله الأرض فدلكها دلكا شديدا، ثم توضأ وضوءه للصلاة، ثم أفرغ على رأسه ثلاث حفنات ملء كفه، ثم غسل سائر جسده، ثم تنحى عن مقامه ذلك فغسل رجليه، ثم أتيته بالمنديل فرده`، وهو اقتصر على النية وتعميم الجسد بالماء والوضوء، وهذا الغسل ينطبق على الذكر والأنثى، ولكن يجب على النساء رفع الضفائر إذا لم يصل الماء إلىمنبت الشعر. وهذا يعتبر تطهيرا للرجال والنساء من الجنابة، وكذلك للنساء في فترة النفاس والحيض .