متى يجب الغسل على المرأة
تعد الطهارة من أهم الأشياء التي شرعها الإسلام ، وهي تعني الاغتسال بالماء حتى يشمل سائر الجسم أو أعضاء معينة به لرفع الحدث وإزالة النجاسة لأداء العبادات الموقوفة عليها ، وقد شرح الإسلام كيفية الطهارة ومتى تكون واجبة ومستحبة وماهي شروطها ونواقضها ، وأوضح الفروقات بين جوانب الطهارة للذكر والأنثى .
ما هو الاغتسال
الاغتسال أو الغسل في اللغة يعني غسل الجسد بأكمله، والمصدر الذي جاءت منه الكلمة هو غسل الشيء، ويقال الغسل بضم العين للأمر الواجب، أما المصطلح الطبي فهو يعني غسل الجسم بالماء الطاهر وتوسيعه لتشمل الجسم بأكمله لغرض محدد وفقا لأمر الله .
موجبات الغُسل على المرأة
: “يعتبر الإنسان المسلم بطبيعته طاهرا من النجاسة، ولا يتغير هذا الأمر حتى لو تعرض جسده أو ثوبه للنجاسة. ومع ذلك، يتطلب ديننا الإسلامي أن يكون الجسم والثوب نظيفين وغير نجسين لأداء العبادات. على سبيل المثال، إذا كان الشخص جنبا فهو طاهر ولكنه لا يمكنه القيام ببعض العبادات التي تتطلب الاغتسال. وهناك بعض الحالات التي يتطلب فيها النساء الاغتسال
الغُسل بعد انتهاء الحيض
الدم الذي يخرج من المرأة عندما لا يتم تخصيب البويضة داخل رحمها يسمى الحيض، ويحدث هذا الأمر عند بلوغ المرأة ويستمر لعدة أيام، ويتم الطهر من الحيض في حالتين، إما بعد ظهور القصة البيضاء أي السائل الأبيض الذي يخرج من المرأة بعد انتهاء الحيض، أو بالجفاف وتوقف نزول الدم تماما .
يمكن التأكد من دخول الحيض عن طريق إدخال قطعة قطن في المهبل، ويوجد حديث لعائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم يدل على ضرورة ترك الصلاة أثناء الحيض، وغسل الدم عن الجسم عند الانتهاء منه والصلاة .
الُغسل بعد النفاس
النفاس هو الدم الذي يخرج من المرأة بعد الولادة، ويمكن أن يستمر لمدة حوالي أربعين يوما أو أقل. وضروري أن تكون المرأة طاهرة بعد انتهاء فترة النفاس وفقا للشريعة الإسلامية .
قال الترمذي رحمه الله : أجمع العلماء من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم والتابعين ومن بعدهم على أن المرأة التي تنفرد بالدم دون طهر تترك الصلاة لمدة أربعين يوما ما لم تر الطهر قبل ذلك، وإذا رأت الدم بعد المدة المذكورة فإن أكثر العلماء قالوا إنها لا تترك الصلاة بعد الأربعين يوما، وهذا هو الرأي الأكثر شيوعا بين الفقهاء، وصرح به سفيان الثوري وابن المبارك والشافعي وأحمد وإسحاق .
الغُسل عند نزول المني
يُعرف المني بأنه ذلك السائل الذي يخرج من الرجل والمرأة عند شعورهما بالشهوة ، وهو يكون رقيقًا لدى المرأة وغليظًا لدى الرجل ، ولكن لكي يكون من موجبات الغسل فإنه يشترط فيه الدفق والشعور باللذة ، قال النبي صلى الله عليه وسلم لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه : ” إذا فضحت الماء فقد وجب الغسل ” .
الغُسل بعد الجماع
في حالة ممارسة الجنس بين الزوجين، يجب الاغتسال على كل منهما حتى إن لم يحدث انزال للسائل المنوي، وقد ورد في ذلك حديث صريح عن النبي صلى الله عليه وسلم، حيث روى أبو هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: `إذا جلس بين شعبتها الأربع ثم جهدها فقد وجب الاغتسال` .
الغُسل عند الاحتلام ونزول المني
يصبح الاحتلام واجبًا في حالة الاحتلام وروية الماء ( المني ) ، أما الاحتلام بدون ماء فإنه ليس فيه غسل ، ويؤكد ذلك ما قاله النبي ﷺ لما سألته أم سليم، قالت: ” يا رسول الله! إن الله لا يستحي من الحق، فهل على المرأة من غسل إذا هي احتلمت؟ أجابها عليه الصلاة والسلام بقوله: نعم؛ إذا هي رأت الماء ” .
أحكام الطهارة لدى المرأة
أولى الدين الإسلامي اهتماما شديدا بالمرأة وخصص لها رعاية شرعية خاصة لتلبية احتياجاتها والحفاظ على استقرارها النفسي والجسدي، ويمكن رؤية هذا في أحكام الطهارة التي تتعلق بجسم المرأة وما يتعرض له من تغيرات مثل الحيض والحمل والولادة، ولذلك وضع الإسلام بعض الأحكام الخاصة بها في تلك الحالات .
في الإسلام، يمنع على المرأة أثناء فترة الحيض والنفاس أداء الفروض الدينية مثل الصلاة والصوم، حتى ينتهي هذان الحالان. وعندما تطهر، يجب عليها إكمال الصيام فقط، دون أداء الصلاة. وهذا يستند إلى ما ورد في الحديث الشريف: `سألت عائشة قائلة: لماذا تقضي الحائض الصيام ولا تقضي الصلاة؟ فأجابت: أأنت مجنون؟ قلت: لا، ولكني أسأل. فقالت: كانت تحدثنا ذلك، فكنا نأمر بقضاء الصوم ولكن لا نأمر بقضاء الصلاة` .