أسباب نزول سورة البقرة
تعد علم أسباب النزول من علوم القرآن الكريم، ويهتم بمعرفة أسباب نزول آيات القرآن والأحداث والقضايا المرتبطة بها، بالإضافة إلى معرفة متى وأين نزلت. الهدف من هذا العلم هو فهم وتفسير الآيات واستنباط الحكمة من الأحكام القرآنية المشمولة فيها.
لذلك، تعد أسباب النزول فرعا هاما يساعد في تفسير النص القرآني العظيم، وتقسم آيات القرآن وفقا لأسباب النزول إلى قسمين، أحدهما نزل بدون سبب ويشمل معظم آيات القرآن، والآخر نزل مرتبطا بسبب.
فوائد علم أسباب النزول
أشار العلماء إلى أن دراسة أسباب النزول لها فوائد عديدة تتعلق جميعها بفهم النص القرآني، فمعرفة سبب النزول تساعد على الفهم، وقال مفسرو القرآن الكريم إن تفسير الآية يكون أوضح إذا كان هناك معرفة بقصة الآية وزمن نزولها ومكانها وسبب النزول.
يمكن معرفة سبب نزول الحكم من خلال فهم عميق لأسباب وحكمة تشريعه في آية ما، كما يساعد معرفة أسباب النزول في حفظ النص بشكل جيد، لأن النص يرتبط في الذاكرة بالحادثة التي أدت إلى نزوله والأشخاص المتورطين.
سورة البقرة
سورة البقرة هي السورة الثانية في ترتيب المصحف الشريف، وتتألف من 286 آية، ويبلغ عدد كلماتها 6144 كلمة، وهي من أطول سور القرآن الكريم، ويذكر المفسرون أنها كانت أول سورة من سور القرآن نزلت في المدينة، باستثناء قوله تعالى: “واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله” ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون.
لم تنزل سورة البقرة كلها في جملة واحدة، بل نزلت على عدة مراحل وعلى مدى سنوات، وتتضمن آيات عديدة منها آية الكرسي وأطول آية في القرآن وهي الآية رقم 282 التي تتناول الدين، وبفحص دقيق لسورة البقرة نجد أنها تتضمن ألف خبر وألف حكم وألف نهي وألف أمر.
تتضمن سورة البقرة قصة بني إسرائيل والبقرة التي وقعت في عهد النبي موسى عليه السلام، وذكرت هذه القصة في الآيات من الآية رقم 67 حتى الآية رقم 73، وأطلق على سورة البقرة هذا الاسم لأنها تحتوي على هذه القصة بين آياتها.
أسباب نزول سورة البقرة
لم يرد سبب نزول سورة البقرة إلا في رواية واحدة، واتفق واستنتج أغلب العلماء والمفسرون في صحتها، وهي الرواية التي رواها مجاهد وذكر فيها: `نزلت أربع آيات من أول هذه السورة في المؤمنين، ونزلت آيتان بعدها في الكافرين، ونزلت ثلاث عشرة آية بعدهم في المنافقين`.
أما آية `إن الذين كفروا`، فقد ذكر الضحاك أنها نزلت في عبد العزى بن عبد المطلب، المكنى بأبي جهل وخمسة من أهل بيته، وقال الكلبي: يعني اليهود.
ذكر ابن عباس أن سبب نزول الآية رقم 26 هو أن الله سبحانه وتعالى قال في سورة الحديد (مثلهم كمثل الذي استوقد نارا) و(أو كصيب من السماء) وكان يستخدم هذين المثلين للإشارة إلى المنافقين، فقالوا لعنهم الله، واتهموا القرآن بالتشكيك، وبأن الله أجل وأعظم من أن يستخدم هذه المثل، فنزل الله سبحانه وتعالى بآية شديدة الوضوح ليسكتهم ويمنعهم من التحدث بالبهتان والنفاق (إن الله لا يستحيي أن يضرب مثلا…)
وفقا لرواية من مجاهد، سأل سلمان الفارسي النبي صلى الله عليه وسلم عن الأشخاص الذين كان يعيش معهم ويؤمنون به وبيوم القيامة ويعملون الصالحات، فأنزلت الآية رقم 62: “إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارىٰ والصابئين من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون