معلومات عن ” نظرية سكاكتر ” بالتفصيل
الانفعالات هي من أقدم الأشياء على وجه الأرض، ننشأ ونكبر ونعيش بها بغض النظر عن فروق الأعمار، فمن منا لا يشعر بالخوف أو القلق أو الذعر من الأشياء التي تحدث في البيئة المحيطة؟ ونشعر أيضا بالسعادة والحزن في بعض الأحيان، وجميع هذه الأشياء تؤثر علينا ونشعر بها.
الانفعالات
تعتبر الانفعالات حالات وجدانية أو نفسية تحدث للفرد بشكل مفاجئ بسبب تعرضه لموقف معين، وتتضمن الكثير من الأنواع مثل الضحك والحزن والبكاء والقلق والدهشة والحب والسعادة والغضب.
ومهم أن نلاحظ أن الانفعالات تحدث للفرد منذ صغره وحتى يكبر، وخلال هذه الفترة الأولى من عمر الإنسان عندما يشعر بالانفعالات، لا يستطيع التحكم بها، لكن مع مرور الوقت وتقدمه في العمر يبدأ الفرد في تعلم كيفية التحكم بانفعالاته وإخفائها أيضا، ومع ذلك، لا يستطيع الكثيرون التحكم في انفعالاتهم.
نظرًا لأهمية التفاعل والسلوك الإنساني، قام العديد من العلماء بإجراء التجارب والأبحاث لفهم أهمية التفاعلات، وفيما يلي سنتعرف على العالم الأمريكي ستانلي شاشتر ونظريته المتعلقة بالتفاعلات.
السيرة الذاتية للعالم شاشتر
شاشتر هو عالم نفسي مشهور من الولايات المتحدة الأمريكية عاش في فترة ما بين 15 أبريل 1922 و7 يونيو 1997، ونظرية الانفعالات ثنائية العوامل هي واحدة من أهم النظريات التي ابتكرها، حيث يرون أن الانفعالات تتكون من مكونين رئيسيين وهما الدافع الفسيولوجي والحالة المعرفية، مما يجعل الشخص يشعر بالانفعال بسبب الاستثارة التي يتعرض لها جسده.
ولد ستانلي شاشتر لأبوين هما ناثان وشاشتر في مدينة فلاشنج بولاية نيويورك في الولايات المتحدة الأمريكية، وكان والده من اليهود الرومان وينتمي إلى بلدة فاسيلاو في ولاية بوكوفينا، بينما تنتمي والدته إلى رادوتشي. حصل شاشتر على درجة الماجستير في علم النفس بعد دراسة تاريخ الأدب في جامعة ييل، وتأثر بالعالم النفسي كلارك هل.
كان شغف شاشتر بالسلوك الإنسان الاجتماعي شديدا جدا، وخلال حياته المهنية، قام شاشتر بدراسة موضوع إساءة تقييم الفرد للاستثارة الانفعالية، وأسباب تناول الطعام بشكل مفرط والإصابة بالسمنة المفرطة، والأساس الفسيولوجي للإدمان على النيكوتين، والبخل المتجذر في النفس البشرية، وفي كافة المجالات التي يعمل بها شاشتر، كان يدمج بين القراء وتجاربه المبتكرة للفكر.
في عام 1946، توجَّه شاشتر إلى معهد ماساتشوستس للتقنية، وعمل مع العالم الأمريكي كيرت ليوين، الخبير في علم النفس، في مركزه الخاص للأبحاث حول الديناميكا الجماعية، وهو مركز متخصص في دراسة الموضوعات الاجتماعية.
بعد وفاة العالم كيرت ليون في عام 1947، انتقل مركز أبحاثه إلى جامعة ميتشيجان وأصبح جزءا من معهد البحوث الاجتماعية. حصل شاشتر، الذي أشرف عليه الأستاذ ليون فيستنجر، على درجة الدكتوراه في عام 1949، وكتب مع هنري ريكين كتابا بعنوان “عندما تفشل النبوءة” في عام 1956، حيث تناولوا فيه فشل تنبؤاتهم بنهاية العالم في الألفية الثالثة.
التحق شاشتر بكلية جامعة كولومبيا في ولاية نيويورك في عام 1961 كأستاذ لعلم النفس، وتم ترشيحه في عام 1966 من قبل أستاذ علم النفس روبرت جونستون نيفين، واعتزل شاشتر عام 1992 بعد أن تم ترشيحه لعدة مناصب فخرية.
ولد إيليا، الابن الوحيد لشاشتر، في عام 1969 ميلادية. ووفقًا للسجل التاريخي، توفي شاشتر في إيست هامبتون بولاية نيويورك في اليوم السابع من يونيو عام 1997. وقامت زوجة شاشتر، صوفيا دكوورث، بتخليد ذكراه، وتم الاحتفاظ بأوراق البحث التي كتبها شاشتر في مكتبة بينتلي التاريخية في جامعة ميتشجان.
نظرية الانفعالات ثنائية العوامل لشاشتر
تنص هذه النظرية على أن وجود عنصرين أساسيين هو الإثارة الجسدية والعلامة المعرفية يعدان ضروريين لحدوث الانفعال، ويمكن القول بأن تجربة الانفعال تتضمن وجود نوع من الاستجابات الفسيولوجية أولاً تتم تحديدها من العقل بعد ذلك.
ظهرت في بدايات الستينيات نظريات معرفية للعاطفة، وهي جزء من ما يشار إليه في علم النفس بالثورة المعرفية، وكانت النظرية التي اقترحها شاشتر وجيروم سينجر واحدة من أولى النظريات المعرفية للاستجابة العاطفية، وتسمى أيضا بنظرية الاستجابة العاطفية ذات العوامل المزدوجة.
نبذة عن نظرية الانفعالات ثنائية العوامل
مثل نظرية جيمس لانج لللانفعالات والعواطف، يرون شاشتر وجيروم سنجر أن الإثارة الجسدية تلعب دورًا هامًا في الانفعال والعواطف، ولكنهم يؤكدون أنه لا يمكن لتلك الإثارة أن تكون وحدها مسؤولة عن الاستجابة للانفعال أو العاطفة.
يركز نظرية الانفعال ثنائية العوامل على التفاعل بين الإثارة الجسدية وتحديد متى يمكن اعتبارها إدراكًا، فبمجرد الإثارة لا يكفي، بل يجب علينا تحديد وتفهم هذه الإثارة لنشعر بالانفعال والعاطفة.
أمثلة بسيطة على نظرية الانفعالات ثنائية العوامل
لنطبق النظرية على هذا الموقف: تخيل أن شخصًا ما ظهر فجأة من بين الأشجار وركض تجاهك، فماذا سيحدث؟
أنك رأيت رجلاً يهاجمك هو الشيء الذي دفعك للتحرك.
يتميز بالتسارع في ضربات القلب والارتجاف، وهذا ما يعرف بالإثارة الجسدية.
-تزايد في معدل ضربات القلب والارتجاف بسبب شعورك بالخوف، هذا هو الإدراك الذي يحدث بعده العاطفة وهو الخوف.
– يمكن أن يتم التعامل مع هذا الخوف بسرعة عن طريق الركض بسرعة في اتجاه آخر، وهذا هو الاستجابة المناسبة لهذا الوضع.