الملوخية ومكافحة مرض السرطان
الملوخية هي أوراق خضراء صالحة للأكل، والتي تنتمي إلى جنس Corchorus، المصنفة تحت الفئة الفرعية Grewioideae من عائلة Malvaceae، وهي موجودة على نطاق واسع في المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية من آسيا إلى أفريقيا .
معلومات عن نبات الملوخية
الملوخية هي نبات عشبي سنوي يبلغ طوله 10-12 قدما (3-3.6 متر)، وهو طويل القامة، ويحتاج إلى مناخ دافئ ورطب وكمية كافية من الماء لتحقيق نمو جيد. وعادة ما يتفضل نمو الملوخية على التربة الرملية الطرية. يتراوح طول أوراق الملوخية بين 6-10 سم، ويتكون النبات من زهرة صغيرة باهتة اللون، عرضها 2 سم وطولها 3 سم، مستطيلة الشكل، والبتلات الصغيرة تصل طولها إلى 5 مم، كما أن الملوخية من بين أقوى الألياف النباتية الطبيعية، حيث تتميز بأنها طويلة وناعمة ولامعة، وتعد ثاني أهم الألياف النباتية بعد القطن من حيث الاستخدام والإنتاج والتوافر عالميا .
أضرار الملوخية
يعتبر استخدام الملوخية آمنا للبشر بما في ذلك الحوامل، ولكن يجب على الأفراد الذين يعانون من نسبة منخفضة من السكر في الدم أن يتوخوا الحذر عند تناول الملوخية، حيث إنها تميل إلى خفض مستويات السكر في الدم، وقد يؤدي تناولها إلى الإسهال واضطرابات المعدة. ورغم عدم وجود تفاعلات معروفة مع الملوخية، إلا أن بعض الأحداث المتعلقة بالسمية قد تم الإبلاغ عنها .
تاريخ زراعة الملوخية
يعود تاريخ زراعة الملوخية إلى العصور القديمة، وأشار العالم النباتي اليوناني ثيوفراستوس في القرن الرابع إلى زراعة هذا النبات، وكان الفيلسوف الروماني العالم الطبيعي بليني الأكبر يعلم بأن المصريين القدماء كانوا يزرعون الملوخية، وكتب العالم النباتي الأمريكي آسا رمادي وصفا للملوخية وذكر أصل الكلمة المشتقة من الاسم اليوناني القديم (الهليون البري) أو بعض الأعشاب البرية الأخرى، وتستخدم الملوخية في الطب الشعبي بوصفها ملينا ومدرا للبول، وقد تم استخدامها في علاج السيلان والتهاب المثانة والألم والحمى والأورام .
لقد تم استزراع الملوخية لعدة قرون للاستفادة منها كألياف وغذاء في أفريقيا وآسيا والهند. تستخدم أوراق النبات كخضروات في أفريقيا والشرق الأوسط، وتحتوي على قيمة غذائية عالية. تعتبر أوراق الملوخية مصدرا رئيسيا للغذاء في العديد من البلدان الاستوائية. عندما تنضج أو تستخدم في صنع الحساء، تكون الأوراق لزجة، ويتم استخدام الأوراق المجففة كمكثف في الحساء أو لتحضير الشاي. في مصر، تعتبر الملوخية طبقا شعبيا شهيا .
كيمياء أوراق الملوخية
تحتوي أوراق الملوخية على عدد كبير من الفيتامينات والمعادن، بما في ذلك بيتا كاروتين والحديد والكالسيوم والمغنيسيوم والزنك والثيامين والريبوفلافين وحمض الفوليك والنياسين وفيتامين C وفيتامين E والفوسفور. وتعد الملوخية واحدة من أفضل مصادر حمض الفوليك، حيث تحتوي على 32 جزءا في المليون على أساس وزنها الجاف، وتحتوي بعض النباتات الأخرى التي تحتوي على حمض الفوليك مثل السبانخ والهليون والبقدونس والبامية والملفوف. ويؤكد تقرير آخر أن تجفيف أوراق الملوخية لا يؤثر على محتوى حمض الفوليك فيها، ويمكن استخدامها لحفظ النبات دون التأثير على جودة المغذيات الموجودة فيها .
تحتوي الملوخية أيضا على كميات معتبرة من البروتين والألياف. نسبة البروتين في الصمغ تبلغ 44.8٪ مقارنة بنسبة 20.3٪ في البامية، ومحتوى الألياف في أوراق الملوخية هو 8.25٪ مقارنة بـ 2٪ في البامية. أظهرت دراسة أخرى أن أوراق الملوخية تحتوي على مزيد من البروتين الخام والألياف بالمقارنة بالملفوف. تم استخراج الصمغ من أوراق الملوخية الطازجة واستخدامه في تطوير الأقراص التجريبية بخصائص الربط .
تحتوي أوراق الملوخية على مركبات أخرى بالإضافة إلى البروتينات، وتشمل هذه المركبات triterpenes و ionones والسكريات، وتتكون السكريات من rhamnose والجلوكوز و galacturonic والأحماض الجلوكورونية، كما أن تركيز الأحماض الدهنية في الأوراق يصل إلى 49٪ وهو أعلى معدل يتم الإبلاغ عنه في أي نبات آخر، وتحتوي الأوراق أيضا على أحماض دهنية أخرى وزيوت جافة غنية بالهيدروكربونات والأحماض الدهنية .