هل الصدفية تظهر وتختفي
هل مرض الصدفية تظهر وتختفي
الصدفية هي مرض من أمراض المناعة الذاتية يصيب 2 إلى 3 في المائة من السكان، وعند الإصابة بأي عدوى، يقوم الجسم بمحاربة البكتيريا أو الفيروسات، ولكن في حالة أمراض المناعة الذاتية، يقوم الجسم بمهاجمة نفسه وتدمير الخلايا السليمة.
عند الإصابة بالصدفية، يجب أن تدرك بأنها مرض مزمن وأنه يجب التعامل معه طوال حياتك.
ومع ذلك، نظرًا لأن الصدفية هي مرض يحدث بسبب المناعة الذاتية، فقد تظهر وتختفي في بعض الأوقات وتهدأ تمامًا من تلقاء نفسها وتسمى هذه الفترة فترة الهدوء للصدفية.
لا يمكن التنبؤ بظهور الصدفية، ولا يوجد جدول زمني لمعرفة متى تحدث فترة هدوء الصدفية، وفي بعض الأحيان، يمكن أن تستمر فترة الهدوء لفترة طويلة، ولا يعاني بعض الأشخاص من أي أعراض لعدة شهور أو حتى سنوات.
يمكن أن تكون فترة الهدوء قصيرة الأجل، حيث يمكن أن تعود الأعراض مرة أخرى في غضون أسابيع قليلة من اختفائها.
تختلف مدة ظهور واختفاء أعراض الصدفية حسب حالة الفرد نفسه.
أسباب عودة أعراض الصدفية
على الرغم من أن الصدفية يمكن أن تعود بمفردها، إلا أن هناك أسبابًا قد تؤدي إلى عودتها، وتسمى هذه الأشياء المحفزات، ويمكن التعرف عليها ومحاولة تجنبها، مثل:
- الضغط والإجهاد الشديد
قد يؤدي الشعور بالضغط الزائد أو الإجهاد إلى عودة نشاط مرض الصدفية، ولذلك يجب على مرضى الصدفية البحث عن الاسترخاء ومحاولة التخلص من التوتر حتى لا يعود المرض .
- الطقس
يعتبر طقس الشتاء البارد والجاف قاسيا على بشرة بعض الأشخاص، وقد يكون تأثيره أسوأ على البشرة الحساسة، لذلك يجب على مرضى الصدفية الحفاظ على ترطيب بشرتهم باستخدام مستحضرات الترطيب، وخاصة خلال الأشهر الباردة، حتى في حالة اختفاء أعراض المرض.
- ضوء الشمس
بما أن الجو البارد يسبب تهيج الجلد وظهور أعراض الصدفية، فإن الجو الحار وشمس الصيف قد تسبب حروق الجلد، وهذا قد يتسبب في عودة ظهور الأعراض مرة أخرى .
تستخدم بعض الأشخاص ضوء الشمس لعلاج أعراض الصدفية، ولكن يتم تعريض أجزاء صغيرة فقط من الجلد للضوء، ويتم ذلك تحت إشراف طبيب لأن الطبيب هو الأقدر على تحديد مدة التعرض الآمنة للشمس.
- فرك البشرة
قد يقوم بعض الأشخاص أثناء الاستحمام بفرك الجلد بشدة، ولكن ذلك قد يسبب تهيج البشرة ويزيد من أعراض الصدفية، لذا يجب على مرضى الصدفية أن يفركوا أجسامهم بلطف أثناء الاستحمام، ثم يجففوها جيدا.
- الالتهابات المزمنة
يمكن لمرضى الصدفية الذين يعانون من ضعف المناعة أن يصابوا بأي عدوى بكتيرية أو فيروسية مثل التهاب الحلق المزمن، ويمكن أن تؤدي هذه العدوى إلى تفاقم حالة الصدفية.
علاجات الصدفية الحالية
تركز العلاجات الحالية لمرض الصدفية على تخفيف الأعراض التي تظهر وتختفي في مناطق معينة، وتشمل ما يلي:
- المرفقين
- الركبتين
- فروة الرأس
- الظهر
- الوجه
- باطن اليد
- القدم
وتشمل العلاجات الحالية المستخدمة في تخفيف الأعراض، وتشمل استيراتيجيات العلاج:
- المستحضرات الموضعية
- العلاج بالأشعة فوق البنفسجية
- العلاج الجهازي غير البيولوجي
- العلاج البيولوجي النظامي.
ويعتمد اختيار العلاج في الصدفية على عدد من العوامل، منها :
- شدة المرض تعتمد على مساحة الجسم المصابة
- درجة منطقة الصدفية ومؤشر الخطورة
- تأثير المرض على جودة حياة المريض وتأثيرها النفسي عليه.
- تفضيل المريض
- مدى الاستجابة للعلاج
- عمر المريض وصحته العامة والأمراض المصاحبة.
العلاجات الموضعية للصدفية
العلاجات الموضعية هي مراهم وكريمات يتم استخدامها لتخفيف الأعراض، وتشمل:
- كريمات الستيرويد : هذه الكريمات تقوم بتبطئة الخلايا المناعية في بشرة المريض، ويمكنها تخفيف التورم والاحمرار.
- كريمات الستيرويد الخفيفة: يمكن الحصول على هذه الكريمات دون وصفة طبية، ولكن عند استخدام أنواع أقوى منها يجب الحصول على وصفة طبية، حيث يمكن أن تسبب آثارا جانبية مثل حرق الجلد أو ترققه، ولا ينصح باستخدامها في المناطق الحساسة مثل الوجه والأعضاء التناسلية، ويجب اتباع تعليمات الطبيب بدقة.
- حمض الصفصاف: تساعد كريمات حمض الصفصاف (حمض الساليسيليك) في تنعيم البشرة المتقشرة بسبب الصدفية وتقليل سمكها، ولكن يمكن أيضا أن تسبب تهيج البشرة إذا تركت لفترة طويلة، وقد تؤثر على بصيلات الشعر وتسبب تساقطا مؤقتا للشعر أيضا.
- كالسيبوتريول (كالسيبوترين): هذا الدواء هو شكل اصطناعي قوي من فيتامين د، ومن المعروف أنه يتحكم في نشاط خلايا الجلد المفرطة، ويمكن للطبيب إقران استخدامه مع كريم الستيرويد.
الحمية الغذائية وعلاج الصدفية
على الرغم من ندرة الدراسات التي تربط بين الحمية الغذائية والصدفية، إلا أن العديد من الأبحاث أثبتت تأثير نوع التغذية والنظام الغذائي على مرضى الصدفية. ولذلك، ينصح الأطباء دائما مريض الصدفية بفقدان الوزن الزائد، ويمكن لبعض الأطعمة أن تؤثر على الصدفية
- الأنظمة الغذائية الخالية من الجلوتين
تشير بعض الدراسات إلى وجود ارتباط بين الصدفية وحساسية الجلوتين، حيث وجد أن مرضى الصدفية يعانون من حساسية أعلى للجلوتين
وجدت دراسةٌ أخرى أجريت عام 2001 أن الأشخاص الذين يعانون من حساسية الغلوتين في الوجبات الغذائية قد عانوا من تحسُّن في أعراض الصدفية عند التوقف عن تناول الجلوتين، وعندما عادوا إلى نظامهم الغذائي المعتاد، تفاقمت أعراض الصدفية مرة أخرى.
- مضادات الأكسدة
رغم أن الفواكه والخضروات تعد جزءًا مهمًا من أي نظام غذائي صحي، إلا أنها قد تكون ذات أهمية خاصة بالنسبة لمرضى الصدفية.
أظهرت بعض الدراسات أن تناول مريض الصدفية الأغذية الغنية بمضادات الأكسدة الصحية يخفف من ظهور أعراض الصدفية.
ومن الأطعمة المهمة الغنية بهذه المواد الثوم والبروكلي والكرنب واللفت والقرنبيط.
- زيت السمك
وفقًا للأبحاث التي أجريتها في مايو كلينيك، تبين أن تناول زيت السمك لمدة 4 أشهر يقلل من أعراض مرض الصدفية.
علاج الصدفية الجديد 2021
على الرغم من أن الصدفية هي مرض مزمن، فإن العلماء والباحثين لم يتوقفوا عن البحث عن علاجات لهذا المرض. وفي الوقت الحالي، توصل العلماء في بلجيكا إلى دواء جديد يسمى bimekizumab لعلاج الصدفية، وتسعى إدارة الغذاء والدواء البلجيكية حاليًا للموافقة عليه، بالإضافة إلى إدارة الغذاء والدواء الأمريكية.
وفقًا للباحثين، أظهرت الأبحاث أن هذا الدواء يمكن أن يخفف من علامات الصدفية، حيث اختفت لدى 67% من المرضى لويحات الصدفية بعد استخدام الدواء لمدة 48 أسبوعًا
يعمل الدواء الذي تم تطويره عن طريق منع شكلين من مادة كيميائية تفرز في الجسم وتسمى إنترلوكين 17 (IL-17)، وهذه المادة هي المتسبب الأساسي في حدوث الصدفية لأنها تعمل كمادة داعمة للالتهابات.
بالنسبة لأشهر نوعين من الأدوية المستخدمة بشكل أساسي لعلاج الصدفية، وهما سيكوكينيوماب وأداليموماب، فإنهما يعملان عن طريق منع IL-17A، وهي أقوى أشكال الإنترلوكين المسؤولة عن الإصابة بهذا المرض.
يعمل الدواء الجديد المسمى بيميكيزوماب على منع إطلاق مادة IL-17A وشكل آخر منها يسمى IL-17F.
يتم إعطاء هذا الدواء عن طريق الحقن مرة واحدة في الشهر وهو يستخدم للعلاج.