فوائد ضوء الشمس للصحة النفسية
أهمية الشمس
غالبا ما يجهل الكثيرون أهمية الشمس للصحة النفسية والجسمية وخطورة عدم التعرض لضوءها بشكل كاف. فإشعة الشمس الدافئة الصفراء تساعد الجسم على إنتاج فيتامين د الذي يعد مادة مغذية ضرورية لتحقيق وظائف الجسم بشكل طبيعي، ولا يمكن للجسم امتصاص أو استقلاب الكالسيوم دون فيتامين د. ويعتبر فيتامين د ضروريا لصحة العظام، والقلب، والرئتين، والأسنان، والجهاز المناعي، والأعصاب، والعضلات، بالإضافة إلى أهميته للصحة العقلية.
نقص فيتامين د (والكالسيوم) يمكن أن يؤدي إلى اضطرابات خطيرة مثل مرض الكساح العظمي، ويزيد من خطر الإصابة ببعض الأمراض مثل السرطان والسكري وارتفاع ضغط الدم والانفصام والاكتئاب لدى الأشخاص الذين يعانون من مستويات منخفضة من فيتامين د.
فوائد الشمس للصحة النفسية
هناك علاقة قوية بين نقص فيتامين د وخطر بعض الأمراض العقلية. تكون هذه الاضطرابات شائعة لدى الأشخاص الذين يعيشون في مناطق بعيدة عن خط الاستواء، مثل القطب الشمالي، حيث يتعرضون بشكل منخفض لأشعة الشمس وتكون ساعات النهار لديهم قصيرة في أشهر الشتاء.
الاكتئاب
الاكتئاب هو حالة نفسية يعاني منها أكثر من 121 مليون شخص حول العالم. هناك الكثير من الأبحاث حول الاكتئاب لفهم الأسباب وخيارات العلاج المتاحة لهذا الاضطراب المعقد. أظهرت الدراسات أن مستويات فيتامين د المنخفضة ترتبط بالأشخاص المصابين بالاكتئاب، ويمكن الحصول على فيتامين د من خلال أشعة الشمس أو الأطعمة أو المكملات الغذائية لتحسين الأعراض. تشير الأبحاث إلى دور فيتامين د في تنظيم السيروتونين والكالسيوم، مما يمكن أن يؤثر على الاكتئاب بشكل علاجي بعد زيادة مستويات فيتامين د.
الفصام
الفصام هو اضطراب صحي يتسبب في فقدان التواصل مع الواقع، ويؤدي إلى أعراض مثل الهلوسة والأوهام التي تؤثر على طريقة تفكير الشخص وسلوكياته. أظهرت الأبحاث أن الأشخاص المصابين بالفصام غالبا ما يكون لديهم انخفاض في مستوى فيتامين د الطبيعي ويعيشون في أماكن بعيدة عن ضوء الشمس.
أظهرت الدراسات أن قلة التعرض لأشعة الشمس لدى الأطفال يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بالمرض في وقت لاحق من الحياة. بالإضافة إلى ذلك، كشفت الدراسات أن الأشخاص الذين يشخصون بفصام الشخصية وذوي الأعراض الأكثر حدة غالبا ما يعانون من نقص فيتامين د بمستويات منخفضة مقارنة بالأشخاص الذين يعانون من أعراض أقل شدة.
الاضطراب العاطفي الموسمي
يعتبر الاضطراب العاطفي الموسمي بتغيير سلبي في المزاج يرتبط بتغير الفصول، ويحدث بشكل خاص في فصل الشتاء، ومع ذلك، يمكن حدوث الاضطراب العاطفي الموسمي في فصل الصيف ويسمى الاكتئاب الصيفي.
يؤثر الاضطراب العاطفي الموسمي بشكل أكبر على المناطق الشمالية حيث تتعرض لأشعة الشمس بشكل أقل وتكون ساعات النهار قليلة مقارنة بالأماكن التي تقع بالقرب من خط الاستواء، ولذلك تلعب الشمس دورًا كبيرًا في هذا الاضطراب العاطفي الموسمي.
عوز فيتامين د يمكن أن يؤثر بشكل كبير على تنظيم السيروتونين، وهو مادة كيميائية في الدماغ مسؤولة عن تنظيم المزاج ودورة النوم. أظهرت الدراسات أن العلاج بالضوء يكون فعال في تحسين وتقليل أعراض الاضطراب العاطفي الموسمي، وتظهر النتائج الإيجابية بعد أسبوع فقط من البدء بجلسات العلاج.
اضطرابات تناول الطعام
لاحظ الباحثون زيادة في شدة الأعراض وحدوث اضطرابات تناول الطعام في الأشهر الشتوية، مما يؤدي إلى نظرية أن عوز فيتامين د يمكن أن يلعب دورا في تطور هذه الاضطرابات الصحية العقلية. الأدلة تشير إلى فوائد الأشعة الضوئية ومكملات فيتامين د في العلاج والوقاية من اضطرابات تناول الطعام. يعتقد الباحثون بدور وأهمية فيتامين د (بالإضافة إلى الميلاتونين) في تنظيم الساعة البيولوجية والسيروتونين الذي قد يؤدي إلى إدارة اضطرابات تناول الطعام.
فوائد الشمس الأخرى
بناء العظام القوية
يمكن لتعرض البشر لأشعة الشمس أن يؤدي إلى إنتاج فيتامين د في الجسم، ويعتبر فيتامين د أحد العناصر الهامة لبناء صحة العظام، وتترافق المستويات المنخفضة من فيتامين د مع مرض الكساح لدى الأطفال وهشاشة العظام لدى الكبار في السن.
الوقاية من السرطان
على الرغم من أن أشعة الشمس المفرطة يمكن أن تؤدي لحدوث السرطان، لكن التعرض لأشعة الشمس باعتدال له العديد من الفوائد الوقائية عندما يتعلق الأمر بمحاربة السرطان. وفقًا للباحثين، الأشخاص الذين يعيشون في مناطق قليلة التعرض لأشعة الشمس أكثر عرضة للإصابة بالسرطانات من الأشخاص الذين يتعرضوا لأشعة الشمس، السرطانات يمكن أن تتضمن:
- سرطان القولون
- لمفومة هودجكين
- سرطان المبيض
- سرطان البنكرياس
- سرطان البروستات
شفاء الاضطرابات في الجلد
يمكن لتعرض الجلد لأشعة الشمس أن يعالج العديد من الاضطرابات الجلدية، ويصف الأطباء استخدام الأشعة فوق البنفسجية لعلاج البعض منها
الاضطرابات الأخرى
أظهرت الأبحاث وجود علاقة بين أشعة الشمس وعلاج العديد من الاضطرابات الطبية، بما في ذلك:
- التهاب المفاصل الروماتويدي
- مرض التهاب القولون
- الذئبة الحمامية الجهازية
تحذيرات أشعة الشمس وفيتامين د
على الرغم من أن التعرض لأشعة الشمس والحصول على فيتامين D يعتبر صحيًا لمعظم الأشخاص، إلا أن هناك بعض المخاطر التي يجب وضعها في الاعتبار
السمية
يمكن شراء مكملات فيتامين د لزيادة تناول فيتامين د، ولكن من المهم مراقبة الجرعة. يجب ملاحظة أن فيتامين د الذي ينتجه الجلد بفعل التعرض لأشعة الشمس يختلف عن فيتامين د المأخوذ من المصادر المعدة مسبقا، وقد يفقد فعاليته في عملية الامتصاص. بالإضافة إلى ذلك، ورغم أن هذه الحالة نادرة، يمكن أن يكون هناك خطر من الجرعة الزائدة (خاصة مع المكملات)
الجرعة الموصى بها من فيتامين د
يسبب زيادة مستوى الكالسيوم في الدم والغثيان والقيء والتعب والإمساك سمية فيتامين د. ينصح بتناول الجرعة المناسبة من فيتامين د على النحو التالي:
- الرضع من سن 0-1: 10 ميكروغرام
- العمر 1-70: 15 ميكروغرام
- سن 70 وما فوق: 20 ميكروغرام
لا يمكن الإفراط في جرعة فيتامين د المشتق من الشمس
الأشخاص ذوي البشرة الداكنة
يمكن أن يكون الأشخاص ذوو البشرة الداكنة أكثر عرضة لعوز فيتامين د بسبب الحماية الطبيعية التي يوفرها الميلانين فيبشرتهم من أشعة الشمس، والتي تقلل أيضًا من إنتاج فيتامين د.
نصائح لزيادة التعرض لأشعة الشمس
إذا كان الشخص مهتمًا بزيادة تعرضه لأشعة الشمس (وفيتامين د)، خاصةً إذا كان يريد مراقبة تأثير ذلك على صحته العقلية، فيمكن اللجوء إلى:
- مراقبة التعرض لأشعة الشمس: يمكن للشخص مراقبة الوقت الذي يقضيه تحت أشعة الشمس، والطقس، وكمية فيتامين د التي يحصل عليها، وكيفية شعوره في حال زيادة أو نقص التعرض للأشعة فوق البنفسجية
- الخروج لأوقات أطول: سواء كان الشخص يحتاج لاستراحة من العمل أو يرغب فقط في التمدد، يمكنه الخروج عندما يكون الطقس مشمسًا. وفي نهاية الأمر، سوف يشعر بتأثير أشعة الشمس على صحته النفسية. يجب مناقشة الطبيب في حال كان لدى الشخص أية استفسارات حول مستويات فيتامين د وإذا كان العوز يلعب دورًا في الصحة النفسية والعقلية.