هل مرض الزهايمر وراثي ؟ وكيف يحدث ذلك

هل مرض الزهايمر وراثي 

لا يعد العامل الوراثي ضروريا لتطور مرض الزهايمر للفرد، ومع ذلك، تشير الأبحاث إلى أن الأشخاص الذين لديهم والد أو شقيق مصاب بمرض الزهايمر يكونون أكثر عرضة للإصابة بالمرض من الأشخاص الذين ليس لديهم قريب من الدرجة الأولى مصاب بالمرض، ويكون الأشخاص الذين لديهم أكثر من قريب من الدرجة الأولى مصابين بالمرض عرضة لخطر أكبر، وعندما تنتشر أمراض مثل الزهايمر وأنواع الخرف الأخرى في العائلات، فقد تلعب العوامل الوراثية أو العوامل البيئية، أو كليهما، دورا في ذلك

كيف تتحكم الوارثة في الزهايمر

هناك فئتان من الجينات التي تؤثر على إصابة الشخص بمرض ما: حدد الباحثون الجينات الوراثية لمرض الزهايمر في الفئتين الخطرة والحتمية

• الجينات الخطرة

تزيد جينات الخطر من احتمالية الإصابة بالمرض ولكنها لا تضمن حدوثه، وجد الباحثون العديد من الجينات التي تزيد من خطر الإصابة بمرض الزهايمر، ويعتبر APOE-e4 هو أول جين خطر تم تحديده ويظل الجين الأكثر تأثيرًا على المخاطر، يقدر الباحثون أن ما بين 40-65٪ من الأشخاص المصابين بمرض الزهايمر لديهم جين APOE-e4.

APOE-e4 هو واحد من ثلاثة أشكال شائعة لجين APOE، والأشكال الأخرى هي APOE-e2 وAPOE-e3. نحن جميعا نرث نسخة واحدة من إحدى أشكال APOE من كل من الوالدين.

إذا كان الشخص يرث نسخة واحدة من APOE-e4 من الأم أو الأب، فلديه خطر متزايد للإصابة بمرض الزهايمر، وإذا كان يرث نسختين من كلا الوالدين، فإنه يواجه خطرًا أكبر ولكن ليس مؤكدًا، بالإضافة إلى زيادة المخاطر، ومن الممكن أن يبدأ ظهور أعراض مرض الزهايمر في سن أصغر من المعتاد في حالة وجود APOE-e4 

يقدر أن 20-30٪ من الأفراد في الولايات المتحدة لديهم نسخة واحدة أو نسختان من APOE-e4، وحوالي 2٪ من سكان الولايات المتحدة لديهم نسختان من APOE-e4.

• الجينات الحتمية 

تسبب الجينات الحتمية المرض مباشرة، ويعني أن الشخص الذي يرث أحد هذه الجينات سيعاني من اضطراب، وقد اكتشف العلماء جينات نادرة تسبب مرض الزهايمر في بضع مئات من العائلات المنتشرة في جميع أنحاء العالم، وتقدر هذه الجينات بأنها تتحمل 1٪ أو أقل من حالات الزهايمر، وتؤدي إلى ظهور أعراض مبكرة للمرض في العائلات المصابة التي تظهر عادة في أوائل الأربعينيات ومنتصف الخمسينيات من العمر، ويعاني غالبية المصابين بمرض الزهايمر من الإصابة المتأخرة التي تحدث في سن 65 عاما أو أكبر

على الرغم من ندرة الجينات الوراثية التي تؤدي إلى مرض الزهايمر العائلي، إلا أن اكتشافها يوفر أدلة مهمة لفهم هذا المرض، حيث تؤثر كل هذه الجينات على إنتاج أو معالجة بيتا أميلويد، وهو جزء من البروتينات التي تتراكم في الدماغ وتشكل اللويحات

يعتبر بيتا أميلويد هو الشك الرئيسي في انخفاض وموت خلايا الدماغ. أدوكانوماب (أدوهيلم) هو الدواء الذي حصل على الموافقة السريعة من إدارة الغذاء والدواء، وهو أول علاج يثبت أن إزالة الأميلويد من الدماغ من المرجح أن تقلل بشكل معقول من التدهور الإدراكي والوظيفي لدى الأشخاص الذين يعانون من مرض الزهايمر المبكر، وهناك العديد من العلاجات الأخرى التي تستهدف الأميلويد قيد التطوير أيضا

أعراض الزهايمر 

• فقدان الذاكرة الذي يؤثر على الحياة اليومية

من أكثر علامات مرض الزهايمر شيوعا، خاصة في المرحلة المبكرة، هو نسيان المعلومات المكتسبة مؤخرا. وتشمل العلامات الأخرى نسيان التواريخ أو الأحداث المهمة وتكرار طرح نفس الأسئلة مرارا وتكرارا والاعتماد المتزايد على مساعدات الذاكرة، مثل ملاحظات التذكير أو الأجهزة الإلكترونية، أو الاعتماد على أفراد الأسرة للقيام بالأشياء التي كانوا يتعاملون معها بأنفسهم.

• التحديات في التخطيط أو حل المشاكل

قد يواجه بعض الأشخاص المصابين بالخرف صعوبة في تطوير واتباع خطط أو التعامل مع الأرقام، وقد يجدون صعوبة في اتباع وصفات مألوفة أو تتبع الفواتير الشهرية، كما قد يصعب عليهم التركيز ويستغرقون وقتا أطول للقيام بالأشياء أكثر مما كانوا يفعلون في الماضي

• صعوبة إكمال المهام المألوفة 

غالبا ما يعاني المصابون بمرض الزهايمر من صعوبة في إتمام المهام اليومية، وفي بعض الأحيان يواجهون صعوبة في الذهاب إلى مكان مألوف أو تنظيم قائمة التسوق أو تذكر قواعد اللعبة المفضلة لديهم

• الخلط بين الزمان والمكان

يمكن للأشخاص المصابين بمرض الزهايمر أن يفقدوا القدرة على تذكر التواريخ والمواسم ومرور الوقت، وقد يواجهون صعوبة في فهم شيء ما إذا لم يحدث على الفور، وأحيانًا قد ينسوا مكان وجودهم أو كيف وصلوا إليه.

• مشكلة في فهم الصور المرئية والعلاقات المكانية

قد يراه بعض الناس، وجود مشاكل في الرؤية علامة على مرض الزهايمر، ويمكن أن يؤدي ذلك إلى صعوبة في التوازن أو القراءة، ويمكن أن يعانوا من صعوبة في تحديد المسافة والألوان والتباينات، مما يسبب مشاكل في القيادة

• تظهر مشاكل جديدة في استخدام الكلمات في التحدث أو الكتابة

قد يواجه الأشخاص المصابون بمرض الزهايمر صعوبة في متابعة المحادثة أو الانضمام إليها، قد يتوقفون في منتصف المحادثة وليس لديهم أي فكرة عن كيفية الاستمرار أو قد يعيدون حديثهم، قد يواجهون صعوبة مع المفردات أو يواجهون صعوبة في تسمية شيء مألوف أو يستخدمون اسمًا خاطئًا (على سبيل المثال ، تسمية “الساعة” بـ “ساعة اليد”).

• وضع الأشياء في غير موضعها وفقدان القدرة على تتبع الخطوات

يمكن للشخص المصاب بمرض الزهايمر وضع الأشياء في أماكن غير مألوفة وفقدانها، وربما لا يتمكن من العودة لخطواته للعثور عليها مرة أخرى، كما يمكنه اتهام الآخرين بالسرقة، خاصةً مع تقدم المرض.

• انخفاض أو سوء التقدير

يمكن للأفراد أن يواجهوا تغييرات في الحكم أو اتخاذ القرارات، علىسبيل المثال، قد يستخدمون حكمًا سيئًا في التعامل مع المال أو يولون اهتمامًا أقل للعناية الشخصية أو الحفاظ على نظافتهم.

أنواع مرض الزهايمر

يمكن تصنيف أعراض الزهايمر النموذجية إلى أنواع فرعية مختلفة بناءً على شدتها

• مرض الزهايمر الخفيف

وهذا يشمل بداية الضعف الإدراكي الذي يسبب صعوبات في تذكر الروتين اليومي مثل المهام في العمل ودفع الفواتير وغيرها نظرًا لأن هذه الأعراض ليست خطيرة جدًا فإن المرضى في هذه المرحلة يتمكنون من الحفاظ على وظيفتهم بقدر معين من الصعوبة، يستغرقون وقتًا أطول لأداء نفس المهمة التي اعتادوا القيام بها بشكل أسرع من قبل ويصبح هذا نمطًا.

• الزهايمر المعتدل

تكون أعراض مرض الزهايمر المعتدل أكثر حدة بسبب وجود قدر كبير من الضرر العصبي، يصبح الارتباك أسوأ وبسبب مقدار فقدان الذاكرة يصبحون معتمدين بشكل متزايد على الآخرين، وهؤلاء الأفراد على الرغم من رشاقتهم الجسدية غير قادرين على أداء المهام الروتينية لأن الأوهام تسيطر على المعالجة الحسية لأفكارهم.

• مرض الزهايمر الشديد

في هذا النوع من الحالات، تبدأ خلايا الدماغ في الموت وتنكمش أنسجة المخ، وعادة ما يكون المرضى الذين يعانون من هذه الحالة طريحوا الفراش ولا يستطيعون التواصل.

تشبه الأنواع الفرعية هذه مراحل المرض بشكل كبير وغالبا ما تتطور من الشكل الأكثر اعتدالا إلى الشكل الأكثر حدة. وكلما تم تشخيص حالة المريض مبكرا، كانت فرصة العلاج والوقاية من تطور المرض أفضل