اسلامياتالقران الكريم

مفاتيح السعادة في القرآن

ما مفهوم السعادة

كان هناك اختلاف قديما وحديثا في تعريف السعادة وفهمها بشكل دقيق، ولكن توصلوا إلى اتفاق على أن السعادة تتمثل في الشعور بالرضا واللذة بالإضافة إلى الشعور بالمتعة والراحة. ويمكن تعريفها بأنها حالة نفسية تتميز بالراحة واللذة الجسدية. ومع ذلك، تختلف وسائل تحقيق السعادة من شخص لآخر. وبشكل أخرى، تعرف السعادة أيضا بأنها الراحة التي تعيش بها القلوب والهدوء والسكينة. وهي أيضا الراحة الروحية والتآلف والسرور.

قواعد السعادة في القرآن

إن الحياة مكان للشقاء، ولكن من الممكن للإنسان أن يجد السعادة رغم ذلك، والسر في ذلك مذكور في القرآن الكريم. فمن بين مفاتيح السعادة المذكورة في القرآن الكريم هي

  • الصبر والتسبيح بحمد الله عز وجل، حيث تم ذكر أوقات التسبيح والإكثار منها في الأوقات المحددة، وهي آناء الليل وأطراف النهار. في الآية الكريمة في سورة طه الآية 130، قال تعالى: “فاصبر على ما يقولون وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها ومن آناء الليل فسبح وأطراف النهار لعلك ترضى”، وقد قال الله تعالى “لعلك ترضى” ولم يقل “لعلي أرضى”، وهذا الأمر من المفاتيح التي تؤدي إلى السعادة والتي تم ذكرها في القرآن الكريم.
  • تتجسد أعلى درجات السعادة في التحلي بصفة الرضا، فإذا رضيت بما حققت وبما رزقك الله به أو بما ابتليت به، فإنك قد حصلت على السعادة. والرضا هو الذي يوصل الإنسان إلى السعادة، ولكن كيف يمكن للإنسان أن يعرف أنه حقق الرضا؟ يوضح يحيى بن معاذ هذا الأمر بأنه يجب أن تقول لربك سبحانه وتعالى: `يا رب إن أعطيتني قبلت، وإن منعتني فرضيت، وإن تركتني عبدا، وإن دعوتني فأجبت`.
  • العفو عن الآخرين هو صفة تكسب الإنسان وتثير فيه مشاعر الحب والتقارب، بالإضافة إلى شعوره بأنه يقوم بالأمور الحسنة.
  • تجنب جهلة الناس هو أحد الأسباب الهامة للسعادة.
  • التمسك بالقرآن الكريم وعدم تركه أو تجاهله، حيث أن الله سبحانه وتعالى أنزل القرآن الكريم لنسعد ولسنا لنعاني، وقد ورد في القرآن الكريم أن سبب الألم والشدة هو تجاهله وتركه.

مفاتيح السعادة في الدنيا والآخرة

من مفاتيح السعادة التي يمكن أن تتحقق في الدنيا وتضمن النجاة في الآخرة في يوم الحساب هي كالتالي

  • الإيمان بفكرة الله معك يجعل كل أمورك سهلة، لذا أنت سعيد، فقد قال تعالى عز وجل: `إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا`.
  • يشعر الإنسان بالسعادة والطمأنينة عند ذكر الله سبحانه وتعالى، لأنه يشعر بأنه في حماية الله عز وجل.
  • عدم التخلط بالناس إلا عند الضرورة، وإظهار اللطف والغفران تجاه الآخرين والتعايش معهم.
  • الأعمال الصالحة لها تأثير كبير في الشعور بالسعادة في الحياة الدنيا، ولها أجر عظيم في الآخرة مثل الصدقة وبر الوالدين وصلة الرحم.
  • تجنب الغضب، فهو صفة تسبب الإزعاج.
  • أحسن الظن بالله سبحانه وتعالى.
  • الدعاء له أثر كبير في السعادة، فهو يشعر المسلم بتقربه من الله، وإن الإلحاح بالدعاء يغير الأقدار بإذن الله.
  • حسن التوكل على الله.

السعادة في السنة النبوية الشريفة

كان الرسول صلى الله عليه وسلم يقول لبلال بن رباح، مؤذنه: `أرحنا بها يا بلال`، وكان يشير إلى الصلاة. فالصلاة هي مصدر السعادة والراحة، حيث كان رسولنا الكريم يطلب من بلال رفع الأذان في وقت الصلاة لأنها تجلب السكينة والخشوع. في أداء الصلاة، يظهر الوقوف أمام الله سبحانه وتعالى والتواصل معه. ولهذا السبب، يدخل الفرح والسرور إلى النفس.

في السنة النبوية الشريفة، تتعدد أسباب السعادة بين الرضا بالمقسوم والقناعة برزق الله جل وعلا، ويردد رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام: “أرض بما قسم الله لك تكن أغنى الناس”، و”من أصبح منكم آمنا في سربه، معافى في جسده، عنده قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا”. وحث رسولنا الكريم الناس على عدم النظر إلى صاحب المال حتى لا تحزن النفس وتنكسر، ودعاهم للنظر إلى من هو أسفل منهم، قائلا: “إذا نظر أحدكم إلى من فضل عليه في المال والخلق فلينظر إلى من هو أسفل منه، فذلك أجدر أن لا تزدروا نعمة الله عليكم.

آيات عن السعادة في القرآن

إن الآيات التي وردت في القرآن الكريم عن السعادة هي:

  • قال الله تعالى في سورة آل عمران: {ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل اللـه أمواتا بل أحياءعند ربهم يرزقون، وهم سعداء بما أعطاهم اللـه من فضله، ويفرحون بأن الذين لم يلحقوا بهم من الخلف ليس عليهم خوف ولا حزن، بل يبتهجون بنعمة وفضل من اللـه، وإن اللـه لا يضيع أجر المؤمنين.
  • قال الله تعالى في سورة طه آية 2: {مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَىٰ}.
  • قال الله تعالى في سورة يونس آية 58: {قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ}.
  • قال الله تعالى في سورة الضحى: {وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى}.
  • قال الله تعالى في سورة طه آية 130: – يوصى بالصبر على ما يقولون، والتسبيح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وغروبها، وفي أوقات أخرى من الليل والنهار، عسى أن ترضى.

لم يرد لفظ السعادة في القرآن الكريم إلا في

يوجد لفظ “السعادة” في القرآن الكريم في موضعين فقط، ويتوقف تحقيق السعادة على تحقيق العبودية لله سبحانه وتعالى في الحياة الدنيا، للحصول على سعادة الآخرة والوصول إلى الجنة، والآيتين الكريمتين التي ورد فيهما لفظ السعادة هما:

  • قال تعالى في سورة هود آية 105: “يَوْمَ يَأْتِ لَا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلَّا بِإِذْنِهِ ۚ فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ”.
  • قال تعالى في سورة هود آية 108: وأما الذين سُعدوا، فسيكونون في الجنة خالدين فيها ما دامت السماوات والأرض، إلا ما شاء ربك، عطاءً غير مجذوذٍ.

دعاء السعادة

إن الدعاء هو من العبادات الهامة جداً حيث أنه يتجلى فيه الخضوع لرب العالمين، بالإضافة إلى حمده وشكره على نعمه، فالدعاء يشرح الصدور ويُشعر بالسعادة، وإن من الأدعية التي تقوم على جلب السعادة هي “لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ”، وإن هذا الدعاء يتكون من ثلاثة بنود تتجلى في:

  • لا إله إلا أنت” هي عبارة تعترف بوحدانية الله سبحانه وتعالى. والإيمان والتوحيد هما طريق السعادة.
  • تمجيد لك، يعني تنزيه الله عز وجل عن كل عيب، فإنه الذي له صفة الكمال.
  • أنا كنت أحد الظالمين، والقصد هنا هو الاعتراف بالخطأ، بالإضافة إلى التوبة والاعتراف بالخطأ.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى