فوائد وأضرار الحليب للمعدة
بعض الأشخاص يشعرون بالغثيان بعد تناول الطعام، ويرتجعون على الفور إلى تناول الحليب كعلاج مهدئ، ولكن هل فكرت يومًا فيما إذا كان الحليب يزيد من الغثيان بدلاً من تخفيفه؟.
عندما تشعر ببعض الغثيان بعد تناول الطعام، أو إذا كان لديك صعوبة في الهضم، فما الذي يمكن أن يكون أفضل من تناول كوب من الحليب اللطيف حتى يعود معدتك إلى حالتها السابقة؟ فالحليب يعد من المشروبات المهدئة والمغذية، وهذا العلاج متوفر منذ سنوات في البلدان التي تتمتع بشعبية كبيرة للحليب، وحتى في الثمانينيات كان الأطباء يوصون بتناول الحليب بعض الأحيان، وخاصة للمرضى الذين يعانون من قرحة المعدة الاثني عشر للمساعدة في تخفيف الألم.
الأبحاث التي تم استخدام الحليب بها :
كما ان الحليب يساعد على توفير مخزن مؤقت من حمض المعدة، ولك مؤخرا اثبتت بعض الدراسات ان الحليب يحفز انتاج الحمض، مما قد يجعلك تشعر بالغثيان مرة أخرى بعد فترة قصيرة من الراحة، وقد تم عمل اختبار في عام 1976م، فقد تم وضع عشرة من المشاركين في الأبحاث القاسية لاختبار أنفسهم، وقد تم افراغ معدتهم بالكامل ثم تم اطعامهم بالحليب من خلال انبوبة وضعت على انوفهم، وبعد ساعة واحدة من ذلك تم شفط محتويات بطونهم مرة اخرى، ثم تم قياس افراز حمض المعدة كل خمس دقائق، فوجد الباحثون ان الحليب قد تسبب في زيادة افراز حمض المعدة لمدة ثلاث ساعات، وهو ما قد يفسر لماذا يعاني الأشخاص المصابون بالقرحة عادة من الألم بعد بضعة ساعات من تناول أي وجبة.
بعض الأبحاث الأخرى :
أظهرت الدراسات أن الحليب ليس العامل الوحيد الذي يؤثر على المعدة، حيث توصلت الدراسات أيضًا إلى أن القهوة والشاي والبيرة والحليب جميعها يحفِّزون إفراز الحمض، ولكن يظل الحليب له التأثير الأكبر بينهم، وهذا يمكن أن يفاجئ بعض الأشخاص.
مكونات الحليب :
يتساءل البعض ما هو المكون الموجود في الحليب الذي يتسبب في ان المعدة تنتج الحمض، وقد بدا الباحثون في الدراسة في عام 1976م، في الدهون عن طريق مقارنة الحليب كامل الدسم وخالي الدسم او خالي الدهون، ولكن وجدوا ان كل منهم يزيد من افراز الحمض، وفي وقت اخر عندما حاولوا تجربة استخدام الحليب منخفض الكالسيوم تم انتاج حمض اقل، ولكن كان هناك بعض الاستثناءات، فالمرضى الذين لديهم قرحة في الاثني عشر، لكنهم لا يعانون في الوقت الحالي، فقد انتجت معدتهم المزيد من الحمض.
في كلتا الحالتين، أصبح الحليب غير موصى به للأشخاص الذين يعانون من قرحة في المعدة، لأنه يعكس ذلك وقد يجعلها أسوأ. في عام 1986، أمضى المرضى الذين يعانون من قرحة الاثني عشر أربعة أسابيع في المستشفى كجزء من التجربة، وتم تعيين مجموعة أخرى لشرب الحليب فقط، وتناولت المجموعة الأولى النظام الغذائي المعتاد لديها، وتم تقديم مجموعتين من الفاكهة لكلا المجموعتين. وبالتالي، كان هناك كميات مماثلة من السعرات الحرارية بين المجموعتين. وفي نهاية الأربعة أسابيع، تم إجراء تنظير لجميع المرضى لفحص القرحة. تعافى العديد من الأشخاص الذين كانوا يتبعون نظاما غذائيا محددا وكانوا يعانون من قرحة، بينما كان عدد الأشخاص الذين تناولوا الحليب وتعافوا أقل من المتوقع. تم إثبات أن الحليب يعوق عملية الشفاء