من أول من فصل طب الأطفال عن غيرهم
كان طب الأطفال جزءا من فروع الطب الأخرى، ولم يكن هناك تفريق بينه وبين تخصصات الطب الأخرى، حتى كتب أبو بكر محمد الرازي أول كتاب متخصص في طب الأطفال دون غيرهم.
نبذة عن أبو بكر محمد الرازي
لا توجد الكثير من المعلومات المتاحة حول حياة الرازي في فترة الطفولة والشباب، وكذلك لا توجد معلومات محددة حول تاريخ وفاته، ولكن على الأرجح عاش في الفترة من 840 ميلادية وحتى 925 ميلادية.
ولد أبو بكر محمد الرازي في مدينة الري في بلاد فارس، ودرس العديد من الفروع العلمية، حيث درس الكيمياء والأدب والعلوم والمنطق والفلسفة. وعلى الرغم من اهتمامه بكل هذه الفروع، إلا أنه قرر التخصص في الطب.
ذاع صيت الرازي عندما اختص في مجال الطب، وكتب العديد من الكتب المتخصصة في هذا المجال، والتي انتشرت في أنحاء أوروبا، ومن بين هذه الكتب كتاب الحاوي وكتاب المعنون في الطب المنصوري.
كانت شهرة الرازي كبيرة جداً في حياته وبعد وفاته أيضاً، ولقد أطلقوا عليه جالينيوس العرب، وكان له العديد من الآراء الهامة في مجال الطب، كما كان أول من اكتشف علاج عصب الحنجرة الراجع.
كان الرازي يروي أنه يجب أن يتناول المريض الغذاء الصحي كعلاج لأي مرض، لذلك يجب أن يتناول المريض الغذاء المناسب لحالته، وإذا لم تتحسن حالته عندئذ يمكن اللجوء إلى العلاج الطبي.
قدم الرازي مساهمة كبيرة في تشخيص العديد من الأمراض ووصفها بدقة، بالإضافة إلى تمييز الأمراض التي تتشابه في الأعراض مثل الحصبة والجدري، ووضح الفروقات بينهما في كتابه الذي يحمل عنوان “في الجدري والحصبة.
أبو بكر الرازي هو أول طبيب وضح الفرق بين الزائدة الدودية والقولون، كما كان الأول من يستطيع التمييز بين الغيبوبة والسكتة الدماغية، ويوضح الفرق بدقة.
قام هذا الطبيب بإستخدام الأفيون لتخدير المرضى أثناء العمليات الجراحية، وهو الذي اكتشف أن حدقة العين تضيق في ضوء النهار وتتسع في الظلام، وتم تأكيد ذلك بواسطة العلم الحديث.
إنجازات الرازي في مجال الطب
كان أول من يعتمد في تجاربه على الحيوانات هو، حيث كان يكتشف الدواء ويختبره في البداية على القرود، وإذا كانت النتائج جيدة ولم تظهر أي أعراض جانبية ضارة، فسيستخدمه في علاج البشر. وهذه الطريقة ما زالت معتمدة حتى الآن، لأنه يجب تجربة أي دواء جديد على الحيوانات قبل استخدامه لعلاج البشر.
كان أول من ابتكر خيط الجراحة هو، حيث استخدم أمعاء القطط لصنع خيوط جراحية عالية الجودة، واستمر الأطباء في استخدام هذا النوع من الخيوط لفترة طويلة جدا قبل تطوير الخيوط المستخدمة حاليا في الجراحة.
كان الرازي أول من فصل طب الأطفال عن باقي فروع الطب، حيث كان يعامل الطفل عند المرض بنفس المعاملة المستخدمة لكبار السن. قام الرازي بكتابة كتاب خاص بطب الأطفال دون غيرهم.
كان أول طبيب يميز بين أنواع النزيف المختلفة، حيث يفرق بين النزيف الشرياني والنزيف الوريدي، وعندما يتعرض المريض لنزيف وريدي، يلجأ للضغط على مكان النزيف، أما في حالة النزيف الشرياني، فيتم ربط مكان النزيف، وتستخدم هذه الطريقة حتى الآن لإيقاف النزيف.
أول طبيب عرف بأن الحمى وارتفاع الحرارة ليست مرضا مستقلا، بل هي من أعراض الإصابة بمرض ما، وأنه يجب علاج هذا المرض إلى جانب خفض الحرارة حتى لا تعود الحمى مرة أخرى.