منوعات

ما هي بلاد فارس ؟

بلاد فارس” هو مصطلح يشير إلى سلالة عرقية تنتمي في الأصل إلى المجموعة الإيرانية، وهي المجموعة التي تتحدث اللغة الفارسية. تشكل هذه الشعوب والأعراق هوية الفرس، وهذا هو السبب في التسمية التي تطلق على منطقة إيران في الوقت الحاضر باسم “بلاد فارس” في الماضي. تقع بلاد فارس جغرافيا في الجزء الشمالي الشرقي من شبه الجزيرة العربية. تأسست بلاد فارس حوالي القرن الخامس قبل الميلاد على يد الملك الفارسي كورش. تاريخ بلاد فارس قديم وطويل، حيث كانت موطنا لأعظم الدول والإمبراطوريات في مراحل ما قبل الإسلام. كانت تنافس الإمبراطورية البيزنطية في القوة والنفوذ .

شكل الحياة قديماً في بلاد فارس  :- كانت الثروات في دولة فارس تحت سيطرة الأقوياء والنبلاء والطبقة الحاكمة والأغنياء بشكل كبير، حيث كانوا يمتلكون كل سبل الثراء والرفاهية على حساب الفقراء والشعب العام في فارس. كان الفقراء يستخدمون لخدمة السادة والنبلاء، ويمكننا أن نقول أن المجتمع الفارسي كان مجتمعا طبقيا، حيث كانت الطبقة الثرية والقوية تسيطر على الفقراء والضعفاء وتستغلهم لخدمتها وليس لخدمة أنفسهم. ربما ساهم في ذلك عدم اعتناق الشعب الفارسي أي من الديانات السماوية، حيث كانت الديانة المجوسية، وعبادة النار، الديانة السائدة، وبعدها جاءت الزرادشتية، وكانت هاتين الديانتين هما دين الدولة الرسمي. ووصفت الكتب والمراجع حياة الفارس القديمة بأنها مصابة بالانحطاط والتدهور الأخلاقي في جميع جوانبها، حيث كان هناك انقسام طبقي بين الأغنياء والفقراء، النبلاء والعبيد. وكانت المرأة تعاني من وضع مأساوي ومتدني، حيث كانت المرأة الفارسية أقل قيمة من الرجل وكانت تعامل كالعبد والرقيق. وكان الزوج قادرا على التخلي عنها في أي وقت لصالح زوج آخر. وفي تاريخ دولة فارس، كانت الدونية والتدهور الثقافي شائعين، بما في ذلك تعدد الزوجات وزواج المحارم، مما يبرز مدى الجهل والتخلف في المجتمع الفارسي في الجوانب الفكرية والثقافية. بشكل عام، يمكننا أن نقول أن المجتمع الفارسي كان مجتمعا جاهلا ومنحطا ومتدنيا فكريا وثقافيا واجتماعيا بشكل كبير .

التاريخ السياسي لدولة فارس :كان نظام الحكم السياسي في دولة فارس هو النظام الكسرى، ويرجع ذلك إلى تسمية الملك بلقب كسرى، والذي كان يعكس مدى التخلف والجهل في ثقافة المجتمع الفارسي، حيث كان ينسب للملك الفارسي صفات الألوهية ويعطيه صلاحيات واسعة لا يستطيع أحد الاعتراض عليها أو مراجعتها، وذلك بسبب المفاهيم المتدنية في المجتمع الفارسي التي تجعل الملك الفارسي إلها منزها عن الخطأ، ومن ثم لا يمكن مراجعته في قراراته. ومن بين أشهر الملوك الذين حكموا دولة فارس كان الملك “كسرى أبرويز” الذي وصف نفسه بالإله الخالد وزاد في استعباد شعبه، حيث اعتبرهم خلقا من أجل خدمته فقط وتنفيذ أوامره. ووصفته كتب التاريخ بأنه كان ملكا جشعا محبا للثروة وجمع المال والجواهر الثمينة، وكان مستمتعا بجمعها حتى إن خزائنه الشخصية كانت تفيض بالجواهر الثمينة، على الرغم من مستوى الفقر الكبير الذي عانى منه شعبه أثناء حكمه .

نهاية دولة فارس :تعرضت الدولة الفارسية للعديد من الفتن والمؤامرات الداخلية، حيث اشتد الصراع بين نبلاء الدولة، وزادت طموحاتهم في الحصول على السلطة. وذكرت كتب التاريخ أن أربعة عشر ملكا حكموا بلاد فارس خلال تسع سنوات فقط، مما أدى إلى ضعف الدولة الفارسية نتيجة لتلك الفتن والمؤامرات الداخلية وعدم الاستقرار في الحكم. وبعد ذلك، قامت الدولة الإسلامية بفتح بلاد فارس، وأنهت حكم الإمبراطورية الفارسية الكافرة، ونشرت الدين الصحيح ومفاهيم العدالة الاجتماعية التي كان الشعب الفارسي في أشد الحاجة إليها، كما عملت على إخراج المجتمع الفارسي من الجهل والتخلف الأخلاقي والفكري، وجعله ينعم بالنور والثقافة، وإخراجه من حالة العبودية وإنصاف المرأة وإعطائها حقوقها الكاملة .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى