انجازات أبو الطب ” أبو بكر الرازي “
أبو بكر الرازي هو عالم مسلم من علماء العصر الذهبي ومؤسس علم الكيمياء الحديثة. وأطلق عليه لقب “أبو الطب” لأنه كتب العديد من المؤلفات في مجال الطب، بما في ذلك كتاب “تاريخ الطب”. كما اشتهر الرازي بحكمته وحبه للشعر والموسيقى وضربه للعود.
نشأة أبو بكر الرازي :
ولد الرازي في عام 865م في مدينة الري بإيران، عرف بحبه للعلم وتفوقه على أقرانه، سافر إلى العراق ودرس الطب في مدينة بغداد، أنهى دراسته سريعاً وعاد إلى الري بدعوة من “منصور بن إسحاق” حاكم الري، تولى أبو بكر إدارة مستشفى الري، والعديد من المناصب المرموقة بالدولة حتى توفى في عام 923م.
أصبح الرازي مشهورا بزهده وتقشفه في الحياة والابتعاد عن صراعات ونزاعات الناس، وأكد أنه لم يسع إطلاقا لجمع الثروة أو السعي وراء المناصب والشهرة، وتحدث عن ذلك بوضوح في كتابه الشهير “السيرة الفلسفية”، حيث قال: “لم يظهر مني أي اهتمام بجمع المال أو إضاعته، ولم أتورط أبدا في الخلافات والظلم والخصام، بل على العكس تماما، أنا معروف بالابتعاد عن كل هذه الأمور ورفض حقوقي الكثيرة، وفيما يتعلق بطعامي وشرابي وترفيهي، فإن من يشاهدني يعرف أني لم أتجاوز حدود الاعتدال، وهذا ما ينطبق على كل جوانب حياتي، سواء كان في ملابسي أو سيارتي أو خادمي أو جاريتي.
انجازات الرازي أبو الطب :
رازي كان مشهورا بمهارته في العلوم الطبية وتشخيص وعلاج الأمراض، وكان يولي رعاية واهتماما كبيرا لمرضاه. اشتهر أيضا بتحريمه إجراء التجارب والتشريح على البشر واستخدام الحيوانات بدلا من ذلك. كان يرى أن الطلاب الراغبين في تعلم مهنة الطب ومزاولتها بمهنية يجب أن يمارسوا الطب في المدن الكبيرة والمزدحمة بالسكان حيث يوجد الكثير من المرضى، حتى يتعرفوا على أنواع مختلفة من الأمراض التي تساعدهم على تحسين مهاراتهم. امتهن الطب وصناعة الدواء حتى أصبح شيخ الأطباء في عصره.
كان الرازي ذكيا للغاية، وقد أمره أحد الخلفاء ببناء مستشفى واختيار الموقع المناسب له، فقام الرازي بتقطيع قطع من اللحم ووضع كل قطعة على عمود خشبي، وتوزيعها في مناطق مختلفة وانتظار تعفنها، ثم أمر ببناء المستشفى في المنطقة التي تعفنت فيها آخر قطعة، مؤكدا أن هذا المكان هو الأكثر نقاء وأفضل لرعاية المرضى.
كتب ومراجع :
تمت ترجمة جميع كتبه إلى اللغة اللاتينية والعديد من اللغات الأوروبية، خاصة كتب الطب والكيمياء والفيزياء والتي يزيد عددها إلى أكثر من مائتي كتاب، من أجل تدريسها في الجامعات الأوروبية فقد كانت جميعها مراجع أساسية لا يستهان بها، كذلك اشتهر بإسهاماته المتميزة في علم الفيزياء وعلم الكيمياء وصناعة الأدوية، له مؤلفات عديدة مثل كتاب الحاوي في الطب وغيرها من المؤلفات الشهيرة مثل :
كتابُ `الجامع الكبير`، كتابُ `الكيمياء وأنها إلى الصحة أقرب`، كتابُ `إن للعبد خالقاً`، كتابُ `أخلاق الطبيب`، كتابُ `في الفصد والحجامة`، كتابُ `الطب الروحاني`.
وفاته :
توفي أبو بكر الرازي في عام 923م في مدينة بغداد، بعدما ناهز ثماني وخمسون عاماً قضاها جميعاً في خدمة الطب والمرضى والعلم، بعد صراع مع المرض فقد بصره رحمه الله، فقد كان أميناً في علمه ودينه حاول مساعدة العلم والبشرية بكامل طاقته ولم يتسنى يوماً أو يتراجع عن أهدافه النبيلة، فهو احد علماء العصر الذهبي أبو بكر الرازي أبو الطب.