صحة

الفرق بين انزيمات الهضم والبروبيوتك

الهضم هو عملية حيوية تبدأ بمضغ الطعام في الفم وتحويله إلى جزيئات صغيرة، ثم البلع عبر البلعوم والمريء حتى يصل الطعام إلى المعدة، حيث تعمل العصارة المعدية على هضم بعض أنواع المواد الغذائية مثل البروتينات وتعديل التركيب الكيميائي لأنواع أخرى.

بعد ساعة أو ساعتين، يمر الطعام عبر الاثني عشر ويختلط بالصفراء القادمة من الكبد، ثم يتم هضمه في الأمعاء الدقيقة وامتصاص المواد الغذائية، وأخيرا يصل إلى الأمعاء الغليظة حيث يمتص المحتوى المائي .

أسباب عسر الهضم

تناول الطعام يمكن أن يسبب بعض المشاكل الصحية للإنسان مثل عسر الهضم، والذي يتمثل في الشعور بالألم والضيق في أعلى المعدة، بالإضافة إلى الإنتفاخ والغثيان والقلق، ويمكن أن يحدث ذلك بسبب عدم تكيف المعدة مع الطعام المتناول بسبب خلل في فرز الأنزيمات في الجسم .

على سبيل المثال، إذا لم ينتج جسمك ما يكفي من إنزيم اللاكتاز (lactase)، فمن الصعب هضم اللاكتوز (lactose)، وهو السكر الموجود في الحليب والمنتجات الأخرى التي تعتمد عليه، أو قد يكون سبب ذلك بعض العوامل النفسية مثل القلق والاكتئاب، ومن ثم يصبح من الضروري اللجوء إلى بعض الطرق لتعويض هذا النقص، مثل الحصول على الإنزيم من البنكرياس لدى الحيوانات (مثل الأبقار والماعز) أو من مصادر نباتية مثل بعض أنواع الفواكه والخمائر والفطريات والأسماك .

من الأمثلة على ذلك إنزيم `بورمالين` المستخلص من الأناناس، وإنزيم `بابيان` المستخلص من ثمرة البابايا الاستوائية، وكذلك إنزيم `لاكتاز` المستخلص من الخمائر المصفاة أو الفطر، أو بدائل حبوب مصنعة طبيا، وذلك لمساعدة جدار المعدة على التكيف والاسترخاء .

انزيمات الهضم

تعرف الإنزيمات الهضمية الطبية بأنها إنزيمات تعادل الإنزيمات التي يفرزها الجهاز الهضمي والبنكرياس، ويوجد منها أكثر من خمسة آلاف نوع في جسم الإنسان. يتناولها عادة مرضى التهابات البنكرياس المزمن بجرعات عالية، ولكن يستخدمها البعض للتخلص من صعوبة الهضم .

علاج عسر الهضم

تشير أقوال الخبراء والأطباء إلى أن عدم مضغ الطعام جيدا والفرط في استخدام المضادات الحيوية وسوء التغذية والحمية التي تفتقر إلى الكثير من الألياف والإكثار من الأطعمة المصنعة خاصة التي تعتمد على الدقيق الأبيض والسكر عاملا مهما في المعاناة من عسر الهضم، إذا فيمكننا تلافي تلك المعاناة بتجنب هذه السلوكيات الخاطئة في الطعام إلى جانب الإكثار من تناول السوائل الطبيعية وشرب المياه، تتشابه كثيرا الأعراض الصحية التي يتم اللجوء الاستعانة فيها بأنزيمات الهضم وبالبكتيريا النافعة أو ما يعرف طبيا بـ”البروبيوتك” وهو ما جعل الكثيرون يقعون في الخلط بين متى ينبغي تناول كلا منهما

فوائد البروبيوتك

تساعد البكتيريا النافعة أو البروبيوتيك في الحصول على العديد من الفوائد الصحية، مثل مساعدة في هضم اللاكتوز والسكر في الحليب، وتخلص الجسم من الإمساك والانتفاخ والغازات غير المرغوب فيها مثل القولون العصبي والتهاب الأمعاء، كما تقوي جهاز المناعة الذي يحمي الجسم من الأمراض والعدوى عن طريق إنتاج السيتوكين، مما يمنع حدوث اضطرابات المناعة الذاتية مثل التهاب القولون التقرحي ومرض كرون والتهاب المفاصل الروماتويدي والالتهابات الجلدية والالتهابات المهبلية، وليعمل الجهاز المناعي بشكل صحيح يجب الحفاظ على توازن بين البكتيريا النافعة والضارة .

لا تتوقف فوائد “البروبيوتك ” الصحية عند هذا الحد بل يتخطى ذلك إلى قدرة هذه البكتيريا إلى تخفيف الوزن والوقاية من السمنة المفرطة حيث تعمل منتجات بروبيوتيك على تصحيح الخلل الذي يحدث في القناة الهضمية ومن ثم زيادة قدرة الجسم على حرق المزيد من السعرات الحرارية ، وقد أجريت الكثير من الدراسات على أشخاص يعانون من زيادة الوزن وبعد المداومة على تناول المكملات التي تحتوي على البروبيوتيك خاصة قبل الذهاب إلى النوم وُجد حدوث تغير ملحوظ في الوزن.

للأطفال نصيب أيضا من فوائد هذه الخمائر والتي هي بمثابة حل مضمون لتقوية جهاز مناعته بداية تكوين جسمه ، والتخفيف من آثار الإنتفاخ الذي يُعتبر مصاحبا لهم في أعمارهم الأولى نتيجة للرضاعة ، أو تأقلم معدته مع انتقاله من الرضاعة إلى بدائلها من الأطعمة ، كما أنها مصدر قوي لمضادات الأكسدة

أنواع البروبيوتك

-وللبروبيوتك العديد من الأنواع أشهرها وأكثرها شيوعًا : بكتيريا اللاكتوباسيلس هي نوع من بكتيريا حمض اللبنيك، وهي أكثر الأنواع شيوعًا خاصة في المنتجات الألبانية والأطعمة المخمرة، ويعتبرها البعض مفيدة ومناسبة للأشخاص الذين لا يستطيعون هضم السكريات .

-وكذك بكتيريا “بيفيدو باكتيريوم” : هي سلالة من البكتيريا الإيجابية، وتوجد في بعض منتجات الألبان، ويمكن أن تساعد في تخفيف أعراض متلازمة القولون العصبي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى