هل برودة اليدين من أعراض القلق
القلق هو مصطلح عام يشمل عدة أنواع مختلفة من اضطرابات القلق. وعلى الرغم من وجود مكون نفسي للقلق، إلا أن هناك أيضًا مكون جسدي للقلق يشمل:
يمكن التغلب على أعراض القلق الجسدية من خلال العديد من الطرق المختلفة لإدارة القلق، ومن بين هذه الطرق العلاجية هي معرفة سبب حدوث القلق.
لمَ تحدث برودة اليدين عند القلق
يظهر القلق بأعراض جسدية، حيث يستجيب الجسم للقلق بالهروب أو المواجهة، وتتوافق الحالة المزاجية مع الحالة العقلية التي يفسرها الجسم على أنها استجابة للخوف. في هذا النوع من الاستجابة الجسدية، يستجيب الجسم للقلق كما لو كان في حالة طارئة، حيث يتم توزيع الدم على الأعضاء الرئيسية مثل القلب والعضلات لمساعدة الجسم على الهروب أو المواجهة، ويمكن أن يؤدي ذلك إلى برودة في الأطراف القاصية مثل اليدين والأصابع والقدمين.
تشمل الأعراض الحادة الأخرى التعرق، وصعوبة التنفس، والشعور بألم الرأس. ويمكن أن يؤدي القلق أيضًا إلى الأرق والآلام العضلية.
الأسباب المؤدية لبرودة اليدين عند القلق
- نظام المواجهة أو الهرب
يبدأ الأمر بتنشيط نظام الموواجهة أو الهروب. يعتبر نظام المواجهة أو الهروب الأساس للقلق، حيث يتم تفعيله ليسبب الشعور بالخوف والتصدي له. عند تعرض الشخص للخطر، يتم تنشيط نظام المواجهة أو الهروب لتزويده بالأدوات اللازمة للتصدي والهروب. يحدث القلق عند فشل هذا النظام وعندما يتجاوز الجسم نفسه لمواجهة خوف أو خطر غير موجود. يتفاعل الجسم مع العقل، ويظهر هذا القلق على شكل أفكار عصبية ومخاوف، بالإضافة إلى ظهور أعراض جسدية ناتجة عن نظام المواجهة أو الهروب.
هذا الأمر معقد بشدة، حيث يفرز الجسم هرمون الأدرينالين الذي يزيد من سرعة ضربات القلب وتدفق الدم إلى أجزاء الجسم التي تحتاج الدم بشدة عند مواجهة الخطر. كما يتم تحويل الدم بعيدًا عن اليدين، وبالتالي فإن عدم وصول الدم إلى اليدين يجعلهم يشعرون بالبرودة.
- فرط التهوية
فرط التهوية يسبب استجابة مشابهة وينجم أيضًا عن القلق. فرط التهوية يحدث عند زفر ثنائي أكسيد الكربون بسرعة كبيرة. يحتاج الجسم لثنائي أكسيد الكربون. عند التنفس بسرعة كبيرة (وهو أمر شائع في نوبات القلق) يستنشق الشخص كميات كبيرة من ثنائي أكسيد الكربون ويسبب في إجهاد الجسم. يستجيب الجسم لفرط التهوية من خلال تسريع ضربات القلب وأخذ كمية أكبر من الدم، هذا الأمر بدوره يحول الدم عند اليدين والأصابع ويسبب الوخز والشعور بالبرد.
- التعرق
أحد أسباب برودة اليدين هو التعرق، عندما يواجه الجسم مواجهة أو هروبا، يتوقع الجسم أن يهرب الشخص، لذا يبدأ في التحمية ويتعرق للحفاظ على برودة الجسم. بالطبع، لا يقتصر ذلك على حماية اليدين فقط، وفي النهاية، يبرد العرق الجسم أكثر مما يحتاج، وخاصة اليدين.
- زيادة الحساسية
لا يحدث تنميل الأيدي بسبب تغيرات في الجسم فحسب، بل يمكن أن يحدث بسبب تغيرات في الحساسية. فالقلق الزائد يمكن أن يؤدي إلى زيادة الحساسية، وهو عندما يصبح الدماغ حساسا للتغيرات الجسدية بشكل كبير، مما يؤدي إلى ملاحظة أي تغير في الجسم.
بسبب ذلك، عندما يتم ملاحظة الإحساسات، يتم تضخيمها، وهذا يشبه لدغة الحشرة. إذا لم يتم الانتباه لها، فإن لدغة الحشرة تسبب حكة بسيطة وغير ملحوظة، ولكن عند التفكير فيها، يمكن أن تصبح الحكة غير محتملة، وهذا ما يحدث في حالات فرط الحساسية. يمكن أن تحدث بساطة برودة اليدين بسبب زيادة الحساسية التي يشعر بها الجسم نتيجة القلق.
هل تختفي برودة اليدين
تختفي برودة اليدين. بما أن هذه البرودة ناجمة عن استجابة القلق، يعود تدفق الدم للشكل الطبيعي بعد انتهاء موجة القلق. وتختفي هذه الاستجابة لأن الجسم لم يعد بحاجة إليها، ويعود تدفق الدم إلى اليدين والقدمين، مما يسبب تسخينهم. قد يستغرق الأمر بعض الوقت، حوالي 20 دقيقة، لذلك لا يجب الهلع في حال لم يحدث ذلك مباشرةً.
استشارة طبيب نفسي يمكن أن يساعد في إدارة القلق. العلاج السلوكي المعرفي هو علاج فعال للقلق. يساعد في التعرف وتغيير الأفكار غير المساعدة وغير الصحيحة التي يمكن أن تحفز القلق ويساعد على إعادة توجيه الأفكار بطريقة أفضل. هذا الأمر يساعد على إدارة الأعراض الجسدية الناجمة عن القلق. استشارة طبيب متخصص حول الأعراض يمكن أن يكون مفيدًا ايضًا. اعتمادًا على ما يجده الطبيب، يمكن أن يصف بعض الأدوية التي تساعد الشخص على التحكم بالقلق.
الأسباب الأخرى لبرودة اليدين
برودة اليدين ليست بسبب القلق فقط، فهناك أسباب أخرى محتملة للبرودة، وتتضمن:
- ظاهرة رينود
يحدث ظاهرة رينود عندما يتم حصر تدفق الدم إلى الأيدي والقدمين، وهذا يؤدي إلى برودة في القدمين. يمكن للتعرض للتوتر أو البرد أو حتى لمس سطح بارد، مثل عجلة القيادة، أن يؤدي إلى تقليل الدورة الدموية في تلك المنطقة، وهذا يسبب مرض الرينود.
- الخثرات الدموية
في بعض الحالات النادرة، يمكن أن تحدث أصابع باردة بسبب خثرة دموية تشكلت في منطقة أخرى من الجسم، وانتقلت إلى شريان في الذراع، مما يسبب شعورا بالبرد والألم في الأظافر واليدين والذراع. يجب اللجوء إلى الرعاية الطبية الطارئة في هذه الحالة.
- نقص نشاط الدرق
يُعرف هذا الحالة بنقص نشاط الدرقية، وتحدث عندما لا تنتج الغدة الدرقية كمية كافية من هرمون الدرق. يتطلب علاج نقص نشاط الدرقية تشخيصًا وعلاجًا من قبل الطبيب. وعادةً ما يتم علاج هذا الاضطراب من خلال الأدوية، ولكن قد يحتاج الشخص إلى فحص متكرر في بداية العلاج لتحديد الجرعة المناسبة.
- نقص فيتامين ب 12
يعد فيتامين ب12 من الفيتامينات الأساسية التي توجد في عدد كبير من المنتجات الحيوانية، وقد يؤدي نقصه إلى الشعور بالخدر والوخز والبرد في الأصابع، وفي الحالات الشديدة قد يسبب تورم اللسان واضطرابات فكرية وفقدان الذاكرة.
- الأمراض الشريانية:
يمكن أن تصاب الشرايين بأمراض تؤدي إلى تقليل تدفق الدم إلى بعض أجزاء الجسم، مثل الأيدي والقدمين، وعند حدوث ذلك، يتوقف تدفق الدم بشكل طبيعي.
- تدخين السجائر:
التدخين يؤدي إلى تضيق الأوعية الدموية في الجسم، مما يسبب انخفاض درجة حرارة اليدين والقدمين. على المدى الطويل، يمكن أن يتسبب ذلك في تلف القلب واضطراب تدفق الدم في الجسم. عند استشارة طبيب متخصص بشأن برودة الأطراف، سيطرح الأطباء بعض الأسئلة حول الأعراض وتاريخ المرض. قد يطلب إجراء بعض الفحوصات للتأكد من عدم وجود اضطرابات صحية تسبب برودة اليدين.
متى يجب الحصول على استشارة طبية
في حال كانت الأيدي باردة دائمًا في أي ظروف جوية، يجب استشارة الطبيب، حيث يمكن أن تكون هذه الأعراض مؤشرًا على العديد من الاضطرابات المختلفة، ويمكن أن يساعد العلاج المناسب في هذه المشكلة.
إذا كان القلق يؤثر على حياة الشخص اليومية بشكل كبير، فيجب عليه استشارة أخصائي صحي. يمكن للطبيب المعالج النفسي مساعدة الشخص على التغلب على أعراض القلق وتقليل الأعراض الجسدية. ويتوفر علاج لهذه المشكلة، ويجب على الشخص البحث عن المساعدة اللازمة.