نصائح للمدخنين في شهر رمضان
الصيام هو إحدى فروض الإسلام، وقد فرضه الله على كل مسلم بالغ عاقل قادر عليه، ويعاني المدخنون كثيرا في الصيام بسبب توقفهم عن التدخين خلال فترة الصيام التي قد تصل إلى ستة عشر ساعة.
مخاطر التدخين على صحة الانسان
التدخين يعد أحد أهم أسباب الوفاة في العالم، ويزيد التدخين احتمالية حدوث الأمراض والبعض منها قد يكون قاتلا، ويسبب التدخين حوالي 7 من كل 10 حالات سرطان الرئة، ويسبب السرطان أيضا في أماكن أخرى كثيرة في الجسم، مثل الفم والحلق والحنجرة والمثانة والأمعاء، وعنق الرحم والكلى والكبد والمعدة والبنكرياس.
كذلك يضر التدخين بالقلب والأوعية الدموية، مما يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب وانسداد الشريان التاجي، والنوبات القلبية، ويزيد أيضا من خطر السكتة الدماغية، ويسبب التدخين تلفا في الرئتين مما يؤدي إلى حالات مرضية خطيرة مثل مرض الانسداد الرئوي المزمن COPD، والتهاب الشعب الهوائية وانتفاخ الرئة، ويمكن أن يقلل من خصوبة الرجال والنساء.
حكم التدخين في الاسلام
نهى الاسلام عن ضرر النفس، والتدخين يضر بالصحة واحيانا يؤدي للوفاة، وبالتالي فإن التدخين يعتبر حرام شرعا، وقد قال الله عز وجل في كتابه العزيز عن المحرمات: “يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث”، وهذه الآية في سورة الاعراف رقم 157، وهي توضح ان الخبائث محرمة وذلك لما لها من اضرار.
وكما يقول الله عز وجل في سورة البقرة آية رقم 195: “ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة”، وروى مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: “لا ضرر ولا ضرار”، ومعنى ذلك أن الضرر مرفوض في شريعة الإسلام، وقد بينا ضرر التدخين وآثاره السيئة على الصحة، وسيحاسب الإنسان على صحته يوم القيامة، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: “لا تزول قدما عبد حتى يسأل عن عمره فيما أفناه، وعن علمه فيما فعل، وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه، وعن جسمه فيما أبلاه”، وبحسب هذا الحديث، فإن التدخين يسبب ضررا ليس فقط على الصحة، بل يضر بالمال أيضا، فالمدخن ينفق الكثير من المال على التدخين، وبالتالي يعتبر إهدارا للمال والصحة والوقت.
نصائح للمدخنين في الصيام
في الصيام، يمتنع المدخن عن التدخين، وكذلك عن الأكل والشرب وكل ما حرمه الله، ويمثل الصيام فرصة لإعطاء الجسم راحة من التدخين وآثاره السيئة واستعادة صحته تدريجيا، وقد يمثل الصيام فرصة للمدخنين للإقلاع عن التدخين تماما، حيث يصوم المسلم تقريبا 16 ساعة دون التدخين، وهذه فترة كبيرة بالنسبة لمعظم المدخنين الذين يعتادون على تدخين السجائر بكثرة خلال النهار، وخصوصا في الصباح بعد الاستيقاظ من النوم.
المشكلة تكمن في وقت الإفطار، حيث يسرع معظم المدخنين في تدخين السجائر فور انتهاء أذان المغرب، وفي هذه الحالة يحتاج المسلم إلى شيء يشغله عن السجائر والتفكير فيها والحنين إليها، ويمكن ذلك عن طريق تشغيل الإنسان نفسه بأي شيء نافع، مثل دروس القرآن ومجالس العلم، وصلاة التراويح وصلاة قيام الليل، وتناول الحلويات التي تكون متوفرة في شهر رمضان.
أيضا، يجب أن تتجنب الجلوس مع المدخنين أو البقاء في الأماكن التي يزداد فيها عدد المدخنين، مثل الأماكن العامة التي يسمح فيها بالتدخين، وكذلك المطاعم والمقاهي. يمكن الاعتماد على المكسرات والفواكه المجففة كبديل عن التدخين عندما يشعر المدخن برغبة في التدخين.