كيف تؤثر الصدفية على الرئتين ؟ ” وكيف منع هذا التأثير

ما هي الصدفية

الصدفية هي حالة جلدية مزمنة وأيضا أحد أمراض المناعة الذاتية، وهذا يعني أن الجهاز المناعي يهاجم الأنسجة السليمة عن طريق الخطأ. في حالة الصدفية، يقوم الجهاز المناعي المعيب بمطاردة خلايا الجلد المسببة للالتهاب والأجزاء المتقشرة أو البقع. يمكن أن يؤثر الالتهاب أيضا على أعضاء أخرى إلى جانب الجلد، وتشمل مضاعفات مرض الصدفية الشائعة التهاب المفاصل، الاكتئاب، وأمراض العيون. ومع ذلك، تشير بعض الأبحاث إلى وجود صلة بين الصدفية وأمراض الرئة

آثار الصدفية على الرئتين

درس الباحثون وظائف الرئة لدى الأشخاص المصابين بالصدفية، ووجدوا انخفاضا طفيفا في وظائف الرئة وزيادة في ضيق التنفس لدى المصابين بالصدفية، وكان المرضى المصابون بالصدفية أكثر عرضة للتدخين، ولكن حتى بعد إجراء تعديلات لمراعاة التدخين، لا تزال النتائج تظهر انخفاضا في وظائف الرئة مع الصدفية، ويقترح الباحثون أن التفسير الأكثر ترجيحا هو التهاب مجرى الهواء وانسداده، وهذا مشابه جدا لمرض آخر في مجرى الهواء وهو مرض الانسداد الرئوي المزمن، ومن بين الأمراض الرئوية التي يمكن أن تسببها الصدفية هي

• مرض الانسداد الرئوي المزمن

يُعد مرض الانسداد الرئوي المزمن مرضًا تدريجيًا في الرئتين، ويعد السبب الأكثر شيوعًا لهذا المرض في ال 

 التدخين واستنشاق الدخان أو المهيجات الأخرى يسبب التهابا مزمنا في الرئتين. هذا يؤدي إلى تضييق المسالك الهوائية وزيادة إفراز المخاط وتلف الحويصلات الهوائية في الرئتين. النتيجة هي صعوبة في التنفس وضيق في التنفس وسعال مزمن. لا يزال العلماء غير متأكدين تماما ، ولكن الدراسات تشير إلى أن الأشخاص المصابين بالصدفية يواجهون خطرا متزايدا للإصابة بمرض الانسداد الرئوي المزمن. يبدو أن الخطر أعلى عندما تكون الصدفية شديدة. ومع ذلك ، لا يزال السبب المحدد لهذا الرابط غير واضح. كلا المرضين ينطوي على التهاب ، والتدخين عامل خطر في كلتا الحالتين. لذلك ، قد يكون هناك عامل خطر مشترك أو قد يكون بسبب عملية التهابية أساسية مماثلة. إذا كنت تعاني من الصدفية وتدخن ، فإن الإقلاع عن التدخين هو أفضل إجراء يمكن اتخاذه لتقليل خطر الإصابة بمرض الانسداد الرئوي المزمن.

• الساركويد

مثل الصدفية ، الساركويد هو مرض آخر مرتبط بفرط نشاط الجهاز المناعي ، يسبب التهابًا يؤدي إلى تكوين مجموعات من الخلايا الالتهابية تسمى الأورام الحبيبية ، الأماكن الأكثر شيوعًا للعثور على هذه الأورام الحبيبية هي الرئتين والجلد والعقد الليمفاوية ، في الرئتين ، هو ساركويد رئوي.

بسبب أوجه التشابه في العمليات الالتهابية مع المرضين ، تساءل الباحثون عما إذا كان يمكن أن يكون هناك ارتباط ، لمدة 10 سنوات ، تابعوا عددًا كبيرًا من الأشخاص الذين لا يعانون من الصدفية أو الساركويد ، ووجدوا أن الأشخاص الذين أصيبوا بالصدفية خلال تلك الفترة كانوا أكثر عرضة للإصابة أيضًا بمرض الساركويد ، مثل مرض الانسداد الرئوي المزمن.

• مرض الرئة الخلالي

يشير مرض الرئة الخلالي (ILD) إلى مجموعة من الاضطرابات التي تؤثر على الأنسجة المحيطة بالحويصلات الهوائية والنسيج الخلالي في الرئة، ويشمل ذلك الساركويد والتليف الرئوي المجهول السبب والتهاب الرئة الخلالي.

يسبب مرض الرئة الخلالي تندبًا في أنسجة الرئة وصعوبة في التنفس، وفي معظم الحالات لا يعرف السبب، ومع ذلك، يمكن أن تسببه بعض الأدوية، مثل مثبطات المناعة التي تعالج الصدفية.

وجدت دراسات تبحث في فحوصات التصوير للرئتين للأشخاص المصابين بالصدفية دليلا على الإصابة بمرض السكري، وهذا ينطبق حتى على الأشخاص الذين لم يتناولوا أي مثبطات مناعة، مما يشير إلى وجود صلة بين مرض الرئة الخلالي والصدفية نفسها، وليس فقط مع بعض الأدوية التي تعالج المرض

كيف يمكن منع تأثير الصدفية على الرئتين

هناك بعض الطرق للتقليل من تأثير الصدفية على الرئتين مثل:

• المتابعة الدائمة وتناول العلاج

إذا كنت تعاني من الصدفية، فينبغي لطبيب الأمراض الجلدية فحصك بانتظام مرة على الأقل في السنة، حيث يزيد الكشف المبكر وبدء العلاج من فرص استجابتك للعلاج ويمكن أن يقلل من فرص حدوث تلف دائمفي المفاصل.

ينصح الأطباء الأشخاص المصابين بالصدفية بفهم علامات وأعراض المرض، مثل آلام المفاصل والتورم والحساسية، خاصة في الأصابع والقدمين والتهاب الارتكاز، أو التهاب النقاط التي توجد فيها الأوتار في العظام، وبالإضافة إلى ذلك، فإن إصابة الأظافر أو فروة الرأس أو طيات الجلد بالصدفية يجب أن تثير الشكوك حول إصابة المريض بالتهاب المفاصل الروماتويدي، بالإضافة إلى التاريخ المرضي للعائلة 

في حال ظهور أي أعراض جديدة، يجب إبلاغ الطبيب على الفور لتجنب أي مضاعفات على الرئة أو الأعضاء الأخرى.

• تغيير نمط الحياة

يمكن أيضا أن يساهم اتباع نظام غذائي صحي في تقليل استهلاك الكحول والإقلاع عن التدخين وممارسة التمارين الرياضية بانتظام والحفاظ على الوزن الطبيعي أو تحقيقه، وإدارة الإجهاد من خلال ممارسة اليوغا أو التأمل أو تقنيات أخرى لتخفيف الالتهابات وخطر الإصابة بالأمراض المصاحبة لمرض الصدفية مثل أمراض الرئة

اماكن ظهور الصدفية

يمكن أن تظهر الصدفية في أي مكان على الجسم، ولكن المواقع الشائعة التي تظهر بها الصدفية هي

• الصدفية التناسلية 

تعتبر الصدفية التناسلية شائعة جدا، حيث يعاني ثلثا المصابين بالصدفية من الصدفية التناسلية خلال فترة من حياتهم، ويمكن أن تظهر الصدفية التناسلية على الجلد في منطقة الأعضاء التناسلية، وكذلك على الفخذين الداخليين والعلية.

• فروة الرأس

تصيب صدفية فروة الرأس أكثر من 60٪ من الأشخاص المصابين بالصدفية، وتؤثر صدفية فروة الرأس عادة على خط الشعر والجبهة ومؤخرة العنق والجلد داخل وحول الأذنين.

• الوجه

تُصيب صدفية الوجه حوالي واحد من كل ثلاثة أشخاص مصابين بالصدفية، وقد يؤثر هذا المرض على أي منطقة من الوجه، بما في ذلك الحاجبين والجلد بين الأنف والشفة العليا، وكذلك الجزء العلوي من الجبهة.

• اليدين والقدمين والاظافر

 يمكن أيضًا أن تتأثر اليدين والقدمين والأظافر بالصدفية ، تشير الصدفية النخاعية (PPP) إلى الصدفية التي تصيب راحتي اليدين و / أو باطن القدمين ، يعاني ما بين 12 و 16 بالمائة من الأشخاص المصابين بالصدفية من الصدفية النخاعية ، يمكن أن تحدث تغيرات الأظافر أيضًا في 50 بالمائة من الأشخاص المصابين بالصدفية.

• طيات الجلد

يمكن أن تتأثر طيات الجلد الموجودة تحت الذراعين والثدي بالصدفية، حيث تتهيج هذه المناطق بسبب الاحتكاك والتعرق.

أنواع الصدفية

• الصدفية النقطية

تُصيب الصدفية النقطية ما يقرب من 8 في المائة من الأشخاص المصابين بالصدفية، وتشمل علامات الصدفية النقطية بقعًا حمراء صغيرة مستديرة ناتجة عن الالتهاب، وغالبًا ما تظهر على الأذرع والساقين والجذع، ومع ذلك، فإنه يمكن أن يؤثر على أي منطقة من الجسم.

• الصدفية البثرية

تصيب الصدفية البثرية نحو 3% من مرضى الصدفية، وتتميز بظهور بثور بيضاء مليئة بالصديد ومؤلمة تكون محاطة بجلد ملتهب أو بلون أحمر. وقد تنتشر في مناطق معينة من الجسم مثل اليدين والقدمين، أو تغطي مساحة واسعة من الجسم.

• الصدفية القشرية أو اللويحية

تعد الصدفية اللويحية النوع الأكثر شيوعًا، حيث تصيب ما يصل إلى 80% من المصابين بالصدفية، ويمكن أن تظهر اللويحات في أي مكان من الجسم على شكل بقع مرتفعة من الجلد الملتهب والمؤلم والمثير للحكة، وتترافق مع وجود قشور على سطح الجلد.

بالنسبة لبعض الأفراد، قد تكون الجلد أحمر مع قشور بيضاء فضية، وبالنسبة للبعض الآخر، قد تظهر القشور بلون أرجواني أكثر، وهذا يعتمد على نوع بشرة المريض. وغالبا ما تظهر هذه القشور على فروة الرأس والركبتين والمرفقين وداخل أو حول زر البطن وأسفل الظهر، ومع ذلك، قد تؤثر على أي منطقة في الجسم

• الصدفية المعكوسة 

تصيب الصدفية المعكوسة ربع المصابين بالصدفية، وتتضمن علاماتها جلدًا ملتهبًا ذو لون أحمر عميق ناعم وغير متقشر.

تؤثر الصدفية المعكوسة على طيات الجلد في الجسم مثل الإبطين وتحت الثديين ومنطقة الأعضاء التناسلية والأرداف. يمكن أن تسبب حكة شديدة وألما وتزداد سوءا بسبب العرق والاحتكاك في هذه المناطق

• الصدفية المحمرة للجلد

تُعدُّ الصدفية المحمرَّة للجلدِ نادرة الحدوث، حيث تصيبُ حوالي 2% من الأشخاص المصابين بالصدفية، وقد يسبب هذا النوع من الصدفية احمرارًا شديدًا وتساقُط طبقات الجلدِ في طبقاتٍ كبيرةٍ.

يصيب الجسم بأكمله عادة ويمكن أن يشكل تهديدا للحياة، ويتضمن الأعراض الأخرى حكة شديدة وآلاما وتغيرات في معدل ضربات القلب ودرجة الحرارة والجفاف وتغيرات في الأظافر، وهي حالة تحتاج إلى تدخل طبي عاجل