اسلامياتقصص اسلامية

قصص عن فضل صيام الإثنين والخميس

قصة عن فضل صيام الاثنين والخميس

تحكى العديد من القصص والعبر عن الأشخاص الذين كانوا يصومون تطوعا ويصومون يومي الاثنين والخميس. تدل هذه القصص الكثيرة على عظمة هذا العمل العبادي وقيمته وتأثيره في حياة المسلم وفي الآخرة، حتى بعد وفاته ودفنه

  • القصة الأولى

يحكي ابن اعتاد أن والده كان يصوم أيام الإثنين والخميس، وقال له الممرض في المشفى التي كان والده يرقد فيها إن والده كان في غرفة الرعاية المركزة متصل بأجهزة لقياس ضربات القلب وغيرها، وكان يرتدي قناع الأكسجين

ذكر الممرض أنه كان مسؤولا عن مراقبة وملاحظة عمل تلك الأجهزة وأي تغيير يحدث فيها، والاستعداد الدائم لمواجهة هذه التغييرات. فجأة، انطلق جهاز القلب إنذارا بتوقف القلب، مما يعني وفاة الشخص. توجه الممرض لإبلاغ الأطباء، وفوجئوا بأن الرجل، على الرغم من توقف قلبه، كان يرفع السبابة نحو السماء، إشارة إلى التوحيد وشهادة أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له

  • القصة الثانية

زوجة متوفية تحكي قصة عن زوجها الذي كان يصوم دائما يومي الاثنين والخميس ويجمع معهم ثلاثة أيام في الشهر. يوم وفاته، عندما تم غسله، شم الجميع رائحة عطرة ومميزة تنبعث من مصدر غير معروف

وقف أولاده والشخص الذي قام بالغسل يبحثون عن مصدر الرائحة، وكل منهم يعتقد أن الشخص الذي قام بالغسل هو مصدر الرائحة. طلب الشخص الذي قام بالغسل منهم إحضار الطيب لتطييب جثة أبيهم، وأخبره أبناء المتوفين أنهم لا يستخدمون العطور، وأنهم ظنوا أن الشخص الذي قام بالغسل هو مصدر الرائحة. استمرت الرائحة موجودة معهم حتى وضعوا الجثة في القبر، واختفت الرائحة من الجو ولكن بقيت على يد الشخص الذي قام بالغسل

  • القصة الثالثة

يروي أحد الأشخاص الذين يُساعدون في دفن الموتى في القبور قصة أخرى، حيث يقول إنه اعتاد أن يجد حرارة مرتفعة داخل القبور، وأن الجو كان شديد الحرارة، مما يعني أن درجة حرارة القبر ستكون أكثر حرارة.

ويروي أن الناس وضعوا متوفي في القبر على جنبه الأيمن وكان يتبقى أن يضع خلف ظهره التراب حتى يبقى المتوفي على الجانب الأيمن ولا يسقط على ظهره، كما اعتاد أن يفعل، وأن يكون باتجاه القبلة، وحين بدأ في أخذ التراب لوضعه وجد التراب شديد البرودة رغم حرارة الجو، ولما خرج الرجل تعجب من ذلك فلما سأل أسرته عن حاله فلم يذكروا سوى حبه للمسجد، وصيامه الاثنين والخميس.

فضل صيام الاثنين والخميس

الصيام عبادة عظيمة وله أجر عظيم، وصيام التطوع طريقة للتقرب من الله سبحانه وتعالى، ولذا فإن للصيام فضل كبير، تبين من السنة وفيه قال النبي صلى الله عليه وسلم (إنَّ في الجَنَّةِ بَابًا يُقَالُ له الرَّيَّانُ، يَدْخُلُ منه الصَّائِمُونَ يَومَ القِيَامَةِ، لا يَدْخُلُ معهُمْ أَحَدٌ غَيْرُهُمْ، يُقَالُ: أَيْنَ الصَّائِمُونَ؟ فَيَدْخُلُونَ منه، فَإِذَا دَخَلَ آخِرُهُمْ، أُغْلِقَ فَلَمْ يَدْخُلْ منه أَحَدٌ).

من الحديث السابق يتضح فضل الصيام، ويمكن الإشارة إليه بشكلمفصل فيما يلي:

  • كان النبي صلى الله عليه وسلم يصوم يومي الاثنين والخميس لأنهما الأيام التي يُعرض فيهما عمل العبد، وروى الترمذي وابن ماجه عن أبي هريرة قوله صلى الله عليه وسلم: `تعرض الأعمال يومي الاثنين والخميس، فأحببت أن يُعرض عملي وأنا صائم.
  • أجرهما عظيم ولا يعلم به إلا الله. في الحديث القدسي، يقول الله تعالى: `كل عمل ابن آدم له إلا الصوم، فإنه لي وأنا أجزي به`. هذا متفق عليه
  • من فوائد الصوم السياحة، وهي مصطلح لم يذكر في القرآن الكريم إلا للصائمين فقط
  • يدخل الصائمون الجنة من بابٍ مخصصٍ لهم، وهو بابُ الريان، وحدهم هم من يدخلونه دون غيرهم.
  • يُعتبر الصيام من أسباب تكفير الذنوب؛ حيث يقول النبي صلى الله عليه وسلم: `فتنة الرجل في أهله وماله وولده وجاره، تكفرها الصلاة والصوم والصدقة`.
  • ليس هناك فضل يعادل فضل الصيام، حيث أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم بأنه لا يوجد شيء يعادله.
  • الصيام يرفع درجات صاحبه.
  • الصيام هي العبادة التي أضيفت لله سبحانه وتعالى، كما ذكر في الحديث القدسي بلفظ الصيام لي.
  • الصيام من فضله أنه نوع من الصبر على المباحات
  • تشير شفاعة الصوم إلى صفة جميلة للصوم، حيث يستأذن الصيام المولى في الشفاعة لصاحبه، كما جاء في الحديث النبوي الشريف.

الحكمة من صيام الاثنين والخميس

يعرف المسلمون عمومًا وخاصةً أن النبي صلى الله عليه وسلم وُلد في يوم الإثنين، وأن صيام يوم الإثنين أمر مباح ومستحب، ويحتوي على ترغيبٍ شديد، ويستند هذا الترغيب على قول النبي صلى الله عليه وسلم، عندما سُئل عن سبب صيامه في يوم الإثنين.

لما سأل صلى الله عليه وسلم عن ذلك قال هذا هو اليوم الذي ولدت فيه، وفيه أنزل علي، كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول عن صومه هذا أنه يوم تعرض فيه الأعمال على الله سبحانه وتعالى وقال في الحديث أن يومي الاثنين والخميس هما يومان تعرض فيهما الأعمال على النبي صلى الله عليه وسلم وأنه يحب أن تعرض أعماله وهو صائم.

أحاديث صيام الاثنين والخميس

يوجد في السيرة والسنة النبوية العديد من الأحاديث التي تؤكد صحة وشرعية صوم الاثنين والخميس، وحث النبي صلى الله عليه وسلم على تحريم تلك الأيام، وتم نقل ذلك في أحاديث صحيحة

ثبت عَنْ مَوْلَى أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ أَنَّهُ انْطَلَقَ مَعَ أُسَامَةَ رَضِي اللهُ عَنْهُ إِلَى وَادِي الْقُرَى يَطْلُبُ مَالًا لَهُ وَكَانَ يَصُومُ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ وَيَوْمَ الْخَمِيسِ فَقَالَ لَهُ مَوْلَاهُ: لِمَ تَصُومُ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ وَالْخَمِيسِ وَأَنْتَ شَيْخٌ كَبِيرٌ قَدْ رَقَقْتَ؟ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَصُومُ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ وَيَوْمَ الْخَمِيسِ فَسُئِلَ عَنْ ذَلِكَ فَقَالَ: “إِنَّ أَعْمَالَ النَّاسِ تُعْرَضُ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ وَيَوْمَ الْخَمِيسِ.

روى ابن ماجه -وقال الألباني: عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: `كان النبي صلى الله عليه وسلم يصوم الاثنين والخميس`. فقيل له: `يا رسول الله، إنك تصوم الاثنين والخميس؟` فقال: `إن يومي الاثنين والخميس يغفر الله فيهما لكل مسلم، إلا المتهاجرين`. يقول: `دعهما حتى يصطلحا`.

صيام الاثنين والخميس يعتبر شكر

لا يوجد في الإسلام شيء يمنع المسلم من الصيام أو أي عبادة أخرى للتقرب إلى الله، والتي تم تفصيلها في الكتاب والسنة وأجماع العلماء، ويجب أن تكون هذه العبادات تطوعا لله وشكرا له على نعمه. ولكن لا يوجد في الدين الإسلامي شيء يسمى “صيام الشكر” أو “صدقة الشكر”. وأما سجود الشكر، فقد ثبت أنه يجوز فقط عند حدوث نعمة من الله تعالى

لا يوجد في الشريعة الإسلامية أي تقريب للعبد إلى ربه تحت مسمى صيام الشكر أو صلاة الشكر، وبالتأكيد من يدعي ذلك فهو يتعرض لحديث النبي الذي يعتبرها بدعة ومردودة عليه.

وهذا لا يعني ان المسلم لا يحمد ربه ويشكره إذا أصابته نعمه، أو ارتفعت عنه غمه، بل على العكس لابد من كثرة شكر الله لكن دون تسميات مثل صلاة شكر وصيام شكر، في صحيح البخاري عن المغيرة رضي الله عنه قال: إن كان النبي صلى الله عليه وسلم ليقوم ليصلي حتى تورمت قدماه أو ساقاه فيقال له، فيقول: أفلا أكون عبداً شكوراً.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى