كم كان عمر سيدنا آدم عندما خلق ؟.. هل خلق طفلاً
آدم عليه السلام
يعد النبي آدم عليه السلام أول نبي من أنبياء الله جل وعلا، وأبو البشر، خلقه الله تعالى وعلمه جميع الأسماء، ثم أمر الملائكة بالسجود له، ثم عاش آدم عليه السلام في الجنة، وخلق الله له زوجته حواء، وأعطاهما كل ثمرات الجنة ونعيمها ما عدا شجرة واحدة، فوسوس لهما الشيطان فأكلا منها فأنزلهما الله تعالى إلى الأرض وأمرهما بعبادته وحده لا شريك له، ودعوة الناس إلى ذلك.
كم كان عمر سيدنا آدم عندما خلق
تختلف الأنباء حول عمر سيدنا آدم عليه السلام، حيث يقول البعض إنه عاش لمدة ألف سنة، ويقول البعض الآخر إنه عاش لمدة تسعمائة وستة وثلاثين سنة، ويزعم أهل التوراة أن آدم عليه السلام عاش تسعمائة وثلاثين سنة، وتم نقل هذا القول عن جماعة منهم سعيد بن جبير وابن عباس.
ومن الروايات الواردة في هذا السياق:
روى أبو هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه قال: قال الله تعالى لآدم عند خلقه: `تعال إلى تلك الجموع من الملائكة وقل: السلام عليكم.` فأتاهم وسلم عليهم. فقالوا له: `عليك السلام ورحمة الله.` ثم عاد إلى ربه، فقال له: `هذه تحيتك وتحية ذريتك بينهم.` ثم أمسك بيديه، فقال له: `خذ واختر.` فقال: `أحب يمين ربي وكلتا يديه يمينا.` ففتح الله يديه، فإذا فيهما صورة آدم وذريته بأكملهم، وعلى كل رجل منهم مدة معينة مكتوبة، ولآدم كتب عمره ألف سنة.
وإذا قوم عليهم النور، فقال: يسأل المتكلم الله: “من هؤلاء الذين عليهم النور؟” فيجيب الله: “هؤلاء هم الأنبياء والرسل الذين أرسلتهم إلى عبادي، وإذا كان هناك شخص منهم فهو نور من نورهم ولم يكن عمره أكثر من 40 عاما.” يقول آدم: “يا رب، هذا الشخص من أنوارهم ولم يكتب له سوى 40 عاما.” بعد أن علمه الله أنه داود عليه السلام. فيجيب الله: “هذا ما كتب له.” يطلب آدم من الله أن ينقص من عمره 60 عاما. يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: “عندما هبط إلى الأرض، كان يحصي أيامه، وعندما جاءه ملك الموت ليأخذه، قال آدم له: “أسرع يا ملك الموت! لقد بقي لي 60 عاما.” فقال ملك الموت لآدم: “لا شيء بقي”. طلب آدم من الله أن يكتب هذه ال60 سنة لابنه داود، ولكن الله لم يفعل ذلك. فيقول النبي صلى الله عليه وسلم: “آدم نسي وذريته نسيت، وكذب وذريته كذبت، فوضع الله الكتاب وأمر بالشهود.
وروي عن ابن عباس قال: عند نزول آية الدين، قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: `إن أول من جحد آدم ثلاث مرات، وإن الله عندما خلق آدم، مسح ظهره وأخرج منه ما هو ذر إلى يوم القيامة، ثم عرضهم على آدم. فرأى من بينهم رجلا يزهر، فقال: `أي رب، من هذا الشخص؟` قال: `هذا ابنك داود.` قال: `ما عمره؟` قال: `ستون سنة.` قال: `زده من العمر.` فقال الله تعالى: `لا، إلا إذا زدته أنت.` وكان عمر آدم ألف سنة، فأهداه أربعين سنة.
وفقًا للقصة، كُتب على آدم بأنه منح ابنه داود 40 عامًا من عمره، وشهدت الملائكة على ذلك. وعندما حان وقت وفاته، جاءت الملائكة لاستلام روحه، وقال آدم إنه لديه 40 سنة متبقية، فأخبرته الملائكة بأنه قد منحها لداود، لكنه أنكر ذلك. فأرسل الله له الكتاب وأقام الملائكة شهودًا، وبقي آدم على قيد الحياة لمدة 1000 سنة، وداود لمدة 100 سنة.
نبي الله آدم أُهدي لداود عليهما السلام أربعين سنة من عمره، وبهذه الهبة استنفذ أربعين سنة من عمره، ولذلك بدأت حياته من سنِّ الأربعين.
في النهاية، نرى أن عمر الأنبياء وزوجاتهم وذرياتهم لم يكونوا يعرفون قيمة ما قدموه لنا من عقيدة ثابتة وواضحة بنفس القدر الذي نحن نعرف بها. لو كان الأمر كذلك، لكنا وجدنا معلومات واضحة توضح لنا مدة حياة كل نبي وتفاصيل حياته، ولكن الأمر ليس كذلك؛ لأن مصلحة ديننا تكمن في المعرفة الفعالة والإنجازات والبحث عن ما يرتقي بقيمة أمتنا بين الأمم. أما غير ذلك، فهي معارف لا تفيدنا، وجهلها لا يؤذينا. والله سبحانه وتعالى هو الأعلى والأعلم.
كيف خلق آدم عليه السلام
في القرآن الكريم، أخبرنا الله تعالى عن خلق آدم عليه السلام وأنه خلق من تراب، وجعله طينا، ثم صوره بيديه. وقال تعالى: “قال يا إبليس ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي”. وبعد خلق آدم، خلق الله منه حواء، كما قال تعالى: “يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها” في سورة النساء.
ذرية سيدنا آدم عليه السلام
عاش سيدنا آدم عليه السلام مع السيدة حواء على الأرض وأنجبا ذرية كبيرة، وكانت حواء تنجب توأما ذكرا وأنثى في نفس الوقت، وكان الشرع في ذلك الوقت لا يسمح بزواج الذكر من الأنثى التي ولدت معه في نفس المرة، ولكنه يسمح له بالزواج من فتاة لم تولد معه في نفس الوقت، وكان هذا هو السبب الرئيسي الذي دفع قابيل لقتل أخيه هابيل، لأن أخت قابيل كانت أجمل من أخت هابيل التي كان عليه أن يتزوجها.
طلب إبليس من الله عز وجل
عندما علم إبليس بفقدانه لدنياه وآخرته، طلب من الله تأجيل حكمه عليه إلى يوم القيامة وعدم تنفيذه الآن، ووافق الله سبحانه وتعالى على طلبه، في تلك الفترة، توعد إبليس بني آدم بأنه سيغويهم ليدخلوا النار معه، حيث إن النار هي المصير لمن يسلك طريق الشيطان ويبتعد عن طريق الإيمان، وحذر الله تعالى الناس من الشيطان وأوضح لهم أن الشيطان كان عدوا لابن آدم منذ بداية الخلق، وأن هدف الشيطان الأساسي هو إغواء الناس ليدخلوا النار معه، ومصيرهم سيكون بئيسا.
المستفاد من قصة آدم عليه السلام
يوجد مجموعة من الدروس المستفادة من قصة سيدنا آدم عليه السلام، ومنها
- يعتبر آدم عليه السلام أبو البشر وذلك ما اتفقت عليه جميع الديانات السماوية، إذ كان يعيش في الجنة، ولكنه عندما وقع في فتنة إبليس وأخطأ، أُخرج من الجنة ونُزِلَ على الأرض، ومنذ ذلك الحين بدأ تاريخ البشرية.
- أخطأ آدم عليه السلام عندما أكل من الشجرةالتي نهى الله سبحانه وتعالى عن الاقتراب منها، ولكن هذا الخطأ لم يكن مقصودًا منه، بل كان دليلًا على الضعف والنسيان.
- خُلق آدم عليه السّلام من طين لازب، ومن حمأ مسنون.
- جعل الله سبحانه وتعالى آدم خليفة له في الأرض بحكمته وإرادته، وتوالت عنه ذريته.
- تعتبر العداوة بين إبليس وذريته، وسيدنا آدم وذريته عداوة قديمة وشديدة، وستستمر حتى يرث الله الأرض ومن عليها.
- على الإنسان الذي يعيش في نعمة الحفاظ عليها وشكر الله تعالى عليها، والدعاء إليه ليبقيها دائمة، وعدم ارتكاب أي عمل يتعارض مع أوامر الله تعالى، فإذا كفر الإنسان بالنعمة التي يتمتع بها، قد يحرمها الله سبحانه وتعالى عنه.