صحة

فوائد أشعة الشمس للاعصاب .. وأفضل أوقات التعرض لها

فوائد أشعة الشمس للجسم

بينما ندرك جميعا مخاطر التعرض لأشعة الشمس، فإن العديد منا قد لا يدركون الفوائد العديدة للتعرض لأشعة الشمس، مثل تحسين صحة العظام وزيادة المناعة، حيث تساعد هذه الأشعة الصفراء الدافئة في إنتاج فيتامين د، وهو عنصر غذائي أساسي يحتاجه الجسم للعمل بشكل صحيح، ولا يستطيع الجسم امتصاص الكالسيوم أو معالجته بدونه.

يعد الفيتامين ضروريًا للحفاظ على صحة العظام والرئة والقلب وتحسين المناعة والأعصاب والعضلات.

يمكن أن يؤدي نقص فيتامين د إلى أمراض خطيرة مثل هشاشة العظام والسكري وارتفاع ضغط الدم.

أهمية ضوء الشمس للأعصاب

إشعاع الشمس يزيد من إنتاج فيتامين د، حيث يلعب الضوء الشمسي دورا هاما في إنتاج فيتامين د في الجسم، وهذا الفيتامين له فوائد صحية عديدة.

وفيتامين د يلعب دورًا هامًا في عمل وتنظيم الجهاز العصبي ، حيث توجد مستقبلات لفيتامين د في جميع أنحاء الجهاز العصبي المركزي، ولذلك يشارك فيتامين د في تنظيم الإثارة العصبية بوساطة الكالسيوم ، وفي تقليل الإجهاد التأكسدي ، وفي تحفيز البروتينات الهيكلية المشبكية ، والعوامل التغذوية العصبية ، والنواقل العصبية الناقصة.

وفقا للعديد من الدراسات الحديثة، يوجد ارتباط بين فيتامين د وتنظيم عامل نمو الأعصاب (NGF) الذي يلعب دورا مهما في نمو الخلايا العصبية وبقائها على قيد الحياة.

أظهرت الدراسات أيضًا أن نقص فيتامين د يعد عاملاً أساسيًا في الإصابة بالعديد من الأمراض العصبية المركزية والمحيطية، بما في ذلك التصلب المتعدد والأمراض العصبية التنكسية مثل التصلب الجانبي الضموري ومرض باركنسون ومرض الزهايمر.

وأيضًا في  دراسة أجراها مجموعة من العلماء في جامعة مانشستر شارك فيها أكثر من 3100 رجل تتراوح أعمارهم بين 40 و 79 عامًا في ثمانية بلدان مختلفة في جميع أنحاء أوروبا، وبعد أن  بحثت في مستويات فيتامين د لدى الأفراد المشاركين في الدراسة ومتابعة والأداء المعرفي لهم أظهرت البيانات أن الأشخاص الذين لديهم مستويات منخفضة من فيتامين د أظهروا سرعة أبطأ في معالجة المعلومات، وقد ظهر هذا التأثير بدرجة أكبر بين الرجال الذين تزيد أعمارهم عن 60 عامًا.

وضوء الشمس هو الطريقة الأساسية للحصول على فيتامين د، ولذلك يسمى في بعض الأوقات بفيتامين الشمس. ومن المفاهيم الخاطئة الشائعة أن ضوء الشمس يحتوي في الواقع على فيتامين د، لكنه في الواقع يحتوي على الأشعة فوق البنفسجية التي تحفز الجلد على إنتاج فيتامين د.

ومن الأمراض العصبية التي يمكن أن يساعد ضوء الشمس في منعها:

  • الزهايمر أو الخرف
  • مرض الشلل الرعاش أو مرض باركنسون
  • مرض التصلب المتعدد
  • الصرع والنوبات العصبية
  • مرض الفصام.
  • ضعف الإدراك

أهمية ضوء الشمس للصحة النفسية

تساعد أشعة الشمس أيضًا في الحفاظ على الصحة النفسية وليس فقط الصحة العصبية، حيث تقلل من الاكتئاب والاضطراب العاطفي الموسمي.

تم العثور على روابط قوية بين نقص فيتامين د وخطر الإصابة بأمراض الصحة العقلية المختلفة أيضًا.

وبالتالي، اكتشف العلماء أن معظم الأمراض النفسية تنتشر في المناطق النائية عن خط الاستواء، مثل بلدان شمال أوروبا، التي تتعرض لكميات قليلة من أشعة الشمس ولديها ساعات نهار أقل بكثير من المناطق الأخرى، وخاصة في فصل الشتاء.

وجد العلماء أن ضوء الشمس قد يؤثر في المقام الأول على عمل الجهاز العصبي المركزي بخصوص مستويات هرمون السيروتونين.

السيروتونين هو مادة كيميائية وهرمون يفرزه الدماغ ويساعد في التواصل بين خلايا الدماغ وخلايا الجهاز العصبي الأخرى.

يلعب الكورتيزول أدوارا مختلفة في عادات نومنا وتناول الطعام، ولكن قد يكون معروفا بتأثيره على استقرار المزاج ومشاعر الرفاهية والسعادة بشكل عام.

يساعد ضوء الشمس على إفراز السيروتونين في الجسم، وبالتالي ينتج الوطاء كمية أقل من السيروتونين خلال فصل الشتاء حيث يكون ضوء الشمس أقل توفرًا.

يزيد ذلك من خطر إصابة الأشخاص بأعراض الاكتئاب والقلق، مما يمكن أن يؤدي إلى حالات نفسية مثل الاضطراب العاطفي الموسمي .

الاضطراب العاطفي الموسمي هو اضطراب مزاجي يحدث في فصلي الخريف والشتاء، ويتحسن عادة حال المصابين بالاضطراب القلق الاجتماعي في فصلي الربيع والصيف، نتيجة زيادة ساعات النهار والتعرض الأكبر لأشعة الشمس، ويمكن علاج الاضطراب بالضوء الاصطناعي الذي يزيد من مستويات السيروتونين في الجسم كما يحدث عند التعرض لأشعة الشمس.

المدة المناسبة للتعرض للشمس

إذن ما هو حجم أشعة الشمس التي نحتاج إليها لتحسين الصحة العصبية والنفسية؟ يقول الخبراء إن 1000 إلى 2000 وحدة دولية يوميا من فيتامين د هي كمية كافية للبالغين، وهي الكمية التي سينتجها جسمك تقريبا خلال 15 إلى 30 دقيقة من التعرض للشمس مرتين إلى ثلاث مرات في الأسبوع، وهذا هو النطاق المثالي لجميع البالغين الأصحاء تقريبا في العالم.

ومع ذلك، عليك الانتباه إلى أن لون الجلد والموقع الذي تعيش فيه وكمية الجلد المعرضة لأشعة الشمس تؤثر جميعها على كمية فيتامين د التي يمكنك إنتاجها من خلال أشعة الشمس.

أفضل وقت للتعرض للشمس

يعتبر منتصف النهار (الساعة 12 ظهرًا)، خاصةً في فصل الصيف، أفضل وقت للحصول على ضوء الشمس الصحي، حيث تكون الشمس في أعلى نقطة لها، وتكون أشعة الـ UVB أكثر كثافة.

وهذا يعني أنك تحتاج إلى فترة أقصر في أشعة الشمس لإنتاج كمية كافية من فيتامين د، وتشير الدراسات أيضا إلى أن الجسم يكون الأكثر فاعلية في إنتاج فيتامين د في فترة الظهيرة، على سبيل المثال، في المملكة المتحدة، 13 دقيقة من التعرض لأشعة الشمس في منتصف النهار خلال فصل الصيف ثلاث مرات في الأسبوع تكفي للحفاظ على مستويات صحية بين البالغين.

كما أن التعرض لأشعة الشمس في منتصف النهار يُعتبر أكثر أمانًا من التعرض لها في وقت لاحق خلال اليوم، حيث وجدت إحدى الدراسات أن التعرض لأشعة الشمس بعد الظهر قد يزيد من خطر الإصابة بسرطانات الجلد الخطيرة أيضًا.

لذلك يمكنك أتقضي الفترة من الساعة 11:يمكن الحصول على أقصى استفادة من أشعة الشمس في الفترة من الساعة 5:45 صباحًا وحتى الساعة 12:15 دقيقة مساءً، وفي المناطق الحارة يمكن التعرض للشمس لفترة أقل من ذلك، حيث قد تكفي 15 دقيقة فقط يوميًا.

عندما يكون للأشخاص ذوي البشرة الداكنة المزيد من الميلانين في بشرتهم، فإنهم يحمون بشرتهم من الأشعة فوق البنفسجية الممتصة، وذلك عن طريق تقليل التلف الذي تسببه هذه الأشعة. لذلك، قد يحتاج الأشخاص ذوي البشرة الداكنة إلى وقت أطول في ضوء الشمس لإنتاج نفس كمية فيتامين د التي ينتجها الأشخاص ذوي البشرة الفاتحة.

كيف اتعرض للشمس للحصول على فيتامين د

يوصي بعض العلماء بتعريض حوالي ثلث مساحة البشرة لأشعة الشمس، ووفقا لهذه التوصية ، يجب أن يكون الشخص قادرا على ارتداء بلوزة بدون أكمام وسروال قصير لمدة 10-30 دقيقة ثلاث مرات في الأسبوع خلال فصل الصيف في الأوقات المذكورة سابقا، وهو كاف للحصول على فيتامين د .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى