حكم سب الصحابة
لأصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم منزلة عظيمة، إذ قاموا بنصرة الرسول والإسلام ولعبوا دورا كبيرا في انتشار الإسلام في العالم.
تعريف الصحابة
يتم تعريف الصحابة بأنهم الأشخاص الذين التقوا بالرسول صلى الله عليه وسلم، وهم مؤمنون به وماتوا وهم مسلمون وموحدون بالله، سواء قضوا وقتا طويلا في جلساته أو لم يجلسوا معه أبدا، أو لم يتمكنوا من رؤيته بسبب العجز مثل العمى.
ويعرف بعض الناس الصحابة بأنهم أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم، وهم من أفضل البشر بعد الأنبياء والرسل. وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم: `إن خيركم قروني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم`. وقد قال الله تعالى عنهم: `والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم`. وقد ورد عنهم أيضا في القرآن الكريم: `محمد رسول اللـه والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم. تراهم ركعا ساجدين يبتغون فضلا من اللـه ورضوانا`.
حكم سب الصحابة
اختلف العلماء فيما بينهم في الحكم على الشخص الذي قام بسب الصحابة ، فهناك من قام بتكفيرهم وهناك من رفض تكفيرهم، وهناك العديد من المراتب المتفاوتة حيث ينقسم سب الصحابة إلى عدة أنواع منها :
يوجد أشخاص يشككون في عدالة أحد الصحابة
يوجد أشخاص يسبون الصحابة دون النيل من عدالتهم.
يقوم بعض الأشخاص بسب الصحابة كنوعٍ من الإساءة للنبي صلى الله عليه وسلم.
قد يكون الشتم بهدف التقليل من قيمة الصحابي .
آراء العلماء في سب الصحابة
تكفير من قام بسب الصحابة
: اتفق بعض الفقهاء وعلماء الدين على أن الشخص الذي يسب الصحابة ويرى أن ذلك جائز، فإنه يكفر، لأنه ينكر حب الصحابة وأن الله ورسوله قد فضلوهم على باقي الخلق. ويقول السبكي رحمه الله في ذلك: “إن سب الجميع بلا شك كفر، وهكذا إذا سب واحدا من الصحابة حيث هو صحابي، فإن ذلك يعتبر استخفافا بحق الصحابة، ويعتبر ذلك تعرضا للنبي صلى الله عليه وسلم، لذا فإنه بلا شك كفر. وإذا كان يبغض واحدا من الشيخين أبي بكر وعمر بسبب صحبته، فإنهيعتبر كافرا، وكذلك إذا كان يبغض أي شخص آخر من الصحابة بسبب صحبته، فإنه يعتبر كافرا بلا شك.
كما يقول ابن تيمية أيضا في ذلك : أما من تجاوز ذلك وادعى أنهم ارتدوا بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإنهم لم يكونوا إلا قلة قليلة لا تتجاوز عددهم عشرة أو اثني عشر شخصا، أو قد انحرفوا عن الطاعة العامة للناس، فإنه لا شك في كفرهم؛ لأنهم ينكرون ما جاء في القرآن من الرضا والثناء عليهم. بل من يشك في كفر مثل هؤلاء فإن كفره لا محالة.
يقال إن من شتم السيدة عائشة أو وصفها بصفة لا تليق بها فإنه يكفر، وقد ذكر الإمام مالك: إن من شتم عائشة فإنه يجب قتله، وعندما سئل عن السبب قال: لأن من رماها فقد خالف القرآن
عدم تكفير من قام بسب الصحابة
في حالة سب الصحابة دون تكذيب شيء تم ذكره في القرآن الكريم، أو عدم الاعتقاد بأن سب الصحابة أمر جائر وحلال في الإسلام، أو ذكر أحد الصحابة بصفة لا تنطبق عليه، أو أنه قام بفعل ما لم يقم به في الحقيقة، فقد اتفق العلماء على أن الأمر لا يصل إلى التكفير، ولكن يكون الحكم في هذه الحالة أن الشخص الذي سب الصحابة هو فاسق، وقد ارتكب معصية كبيرة تستدعي التوبة، ولكنه ليس بكافر.