ادبكتب

آراء علماء الدين في ضعف كتاب درة الناصحين

درة الناصحين” هو كتاب لعالم من القرن التاسع الهجري يدعى عثمان بن حسن بن أحمد الخوبري. يعتبر الكتاب أحد كتب الوعظ والإرشاد التي تحتوي على العديد من الأحاديث الضعيفة والمنكرة عن رب العزة تبارك وتعالى وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم. لذلك، يجب التحذير منه ومن كتب الوعظ والإرشاد الأخرى التي تحمل نفس الصفات، ويجب أخذ الحيطة عند قراءة أي كتاب للوعظ والإرشاد وعدم الاعتماد على الأسانيد القوية للأحاديث والروايات من السنة النبوية.

بعض ما جاء في كتاب درة الناصحين:
يقول الكاتب في فقرة من فقرات الكتاب: أن الله تعالى نظر إلى جوهرة فصارت حمراء ثم نظر إليها ثانية فذابت وارتعدت من هيبة ربها ثم نظر إليها ثالثة فصارت ماء، ثم نظر إليها رابعة فجمد نصفها فخلق من النصف العرش ومن النصف الماء ثم تركه على حاله ومن ثم يرتعد إلى يوم القيامة.

روي عن النبي صل الله  عليه وسلم أنه قال: «إن الله تعالى خلق له ملكًا له أربعة أوجه من وجه إلى وجه مسيرة ألف سنة فبوجه يسجد إلى يوم القيامة يقول في سجوده: سبحانك ما أعظم جمالك، وبوجه ينظر إلى جهنم ويقول الويل لمن دخلها، وبوجه ينظر إلى الجنان ويقول طوبى لمن دخلها وبوجه ينظر إلى عرش الرحمن ويقول: رب ارحم ولا تعذب صائمي رمضان من أمة محمد صل الله عليه وسلم».

حكى أن مجوسيًا رأى ابنه في رمضان يأكل في السوق فضربه وقال لما لم تحفظ حرمة المسلمين في رمضان؟ فمات المجوسي، فرآه عالم في المنام على سريره العزة في الجنة فقال: أنت مجوسيًا؟ فقال: بلى ولكن سمعت وقت الموت نداء من فوقي يا ملائكتي لا تتركوه مجوسيًا فأكرموه بالإسلام بحرمته لرمضان.

آراء العلماء في كتاب درة الصالحين:
يقول في هذا الكتاب فضيلة الشيخ عبدالعزيز ابن باز رحمه الله: هذا الكتاب غير موثوق به ويحتوي على أحاديث ملفقة وأحاديث ضعيفة غير موثوقة بها، وبالتالي يجب عدم الاعتماد عليه وعلى كتب مماثلة تجمع بين الحديث الضعيف والملفق. إن علماء أئمة السنة قد خدموا أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وبينوا صحتها من عدمها، وبالتالي ينبغي للمؤمن أن يقتني الكتب الجيدة والمفيدة مثل الصحيحين وكتب السنن الأربعة ومنتقى الأخبار لابن تيمية ورياض الصالحين وعمدة الحديث للحافظ، وكتب مماثلة معتمدة عند أهل العلم.

يقول فضيلة ا لشيخ محمد بن صالح العثيمين: رأيي في هذا الكتاب وفي غيره من كتب الوعظ أن يقرأها الإنسان بتحفظ شديد، لأن الكثير من المؤلفين في الوعظ يأتون بأحاديث لا سند لها ولا أصل لها عن الرسول صلى الله عليه وسلم، بل هي أحاديث موضوعة أحيانا، وضعيفة جدا أحيانا، يأتون بها من أجل ترقيق القلوب وتخويفها، وهذا خطأ عظيم. لأن الوعظ الذي جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم في السنة النبوية، والقرآن العظيم، يكفي للتذكير والتأثير على القلوب، وكما قال الله تعالى “{يا أيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين}” [يونس:57] فالوعظ الذي جاء في القرآن والسنة هو الأعظم والأفضل. وعندما يقرأ الإنسان مثل هذه الكتب، عليه أن يكون حذرا من الأحاديث الموضوعة أو الضعيفة جدا، ولا يجب عليه اتباعها، بل يجوز له قراءة الوعظ الذي يكتبه الكاتب، ولكن عندما يصل إلى الأحاديث، عليه أن يتحرى الصحة من خلال سؤال أهل العلم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى