سبب تسمية السيدة عائشة بالحميراء
عائشة بنت أبي بكر هي إحدى أمهات المؤمنين والزوجات الثالثة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، وهي المرأة الوحيدة التي لم يتزوج النبي بكرا غيرها، وكانت ابنة خليفة النبي الأول، أبو بكر بن أبي قحافة. تزوجها النبي محمد صلى الله عليه وسلم بعد غزوة بدر في شوال سنة ٢ هـ، وكانت من بين النساء اللواتي خرجن يوم أحد لسقي الجرحى .
في حادثة الإفك، اتهمت السيدة عائشة رضي الله عنها، ولكن الوحي نزل بآيات من القرآن لتبرئتها وفقا لمعتقدات أهل السنة والجماعة بشكل خاص. وقد كان لملازمة عائشة للنبي محمد دور فعال في نقل الكثير من أحكام الدين الإسلامي والأحاديث النبوية، وكانت تتميز بالفصاحة والبلاغة إلى درجة أن الأحنف بن قيس قال: “لم أسمع الكلام من أي فم مخلوق أفخم وأجمل منه، إلا في كلام عائشة رضي الله عنها .
كنية السيدة عائشة
اعتبر العرب التكني علامة شرف وفخر وفضل، ولم يكن الاحتفاظ بالتكني مقتصرًا على الرجال فقط بل كانت هناك العديد من النساء في الجاهلية وفي الإسلام الذين كانوا يتكنون. وكانت للسيدة عائشة رضي الله عنها أكثر من كنية بينها “أم عبد الله .
فيما يتعلق بهذه اللقب، هناك اختلاف في الآراء ولم يتم تأكيد سبب تسميتها بهذا الاسم. هناك وجهة نظر تعتقد أن النبي صلى الله عليه وسلم هو من أطلق هذا اللقب عليها، حيث كانت ترغب في أن يكون لها لقب، وتقول رواية أخرى عن عروة بن الزبير عن السيدة عائشة أنها قالت لزوجها محمد صلى الله عليه وسلم: `جميع صديقاتي لهن لقب، فاختر لقبا لابنك عبد الله` – وهو ابن أختها أسماء – فقال: `اختر لها لقب أم عبدالله`.
يحتمل أن رضي الله عنها أسقطت ولدًا للنبي صلى الله عليه وسلم فمات، وقد سمي عبدالله، ولكن هذا الرأي لا يستند إلى دليل .
سبب تسميتها بلقب الحميراء
ذكر في كتاب السنن الكبرى للنسائي، عن عائشة رضي الله عنها، أن الحبشة دخلوا المسجد وهم يلعبون، وقال لها: يا حُميراء، هل تحبين أن تنظري إليهم، والمعنى هو بيضاء .
قال الذهبي إن كل سيدة بيضاء جميلة تلقب بالحميراء، وفي لغة أهل الحجاز يعني الحميراء البيضاء التي تشوب بشرتها بالحمرة، وعندما يقول العرب فلان أبيض، فإنهم يقصدون اللون الحنطي مع حلية سوداء، وإذا كان لون الشخص كالهنود فيقولون أسمر أو آدم، وإذا كان شديد الأدمة يقولون أسود على كل من غلب عليه السواد .
وقال الأزهري، وكانت العرب تسمِّي العجمَ: يشير لون الحمراء إلى الأغلبية البيضاء على الألوان الأخرى، ويقولون للشخص الذي يكون لونه البياض أكثر سيادة: أحمر؛ ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم لعائشة: يا حميراء، للإشارة إلى أن البياض يسود لونها، ورضي الله عنها .
القابها المشهورة
كان للسيدة عائشة رضي الله عنها أكثر من لقب، وقد لقَّبها بغالبية هذه الألقاب النبيُّ صلى الله عليه وسلم، والذي كان يحبها حبا كبيرا، وكان لها عنده منزلة وقدرا كبيرا في قلبه صلي الله عليه وسلم، إذ كان أكثر الأيام في دارها، ويكفيها أن روحه الطاهرة خرجت إلى بارئها والرسول يضع رأسه علي صدرها، ومن الألقاب التي لقبها بها الرسول الأعظم :
– عائش : يعني اسم عائشة “ترخيم وتدليل”، وقد تأكد صحة تسمية الرسول لها بهذا الاسم من خلال حديثه صلى الله عليه وسلم لها قائلاً: “يا عائشة، هذا جبريل يقرأ عليك السلام .
– موفقة : هذا هو اللقب الذي ذكر في سنن الترمذي عن ابن عباس يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، حيث قال: `من كان له فرطان من أمتي أدخله الله تعالى بهما الجنة.` فسألت عائشة: `فمن هم الذين لديهما فرط يا رسول الله؟` فأجاب: `ومن يكن له فرط يا موفقة .