حقوق المطلقة في السعودية
يعتبر الطلاق من أكثر الأمور التي يبغضها الله سبحانه وتعالى، وذكر ذلك في الحديث الشريف عن النبي صلى الله عليه وسلم: (إن أبغض الحلال إلى الله الطلاق). كما يذكر الطلاق في القرآن الكريم في سورة البقرة، الآية 227: (وإن عزموا الطلاق فإن الله سميع عليم). يؤدي الطلاق إلى مشكلات اجتماعية كبيرة، خاصة عند وجود أطفال.
ولكن في الوقت نفسه قد يصل مستوى الخلاف بين الزوجين إلى أقصى حد، ويشتد الخصام، وتصبح الحياة بينهما شبه مستحيلة، وتفشل جميع الحلول للإصلاح بينهما، في هذه الحالة لا يوجد حل سوى الطلاق. وببساطة شديدة الطلاق هو انفصال الزوج عن زوجته، ويمكن أن يتم بحسب الشريعة الإسلامية، من خلال إلقاء الزوج يمين الطلاق على زوجته لفظاً، أو غيابياً من خلال طلب الطلاق من القاضي، وذلك في حال غياب زوجته وعدم حضورها.
إحصائيات حول عدد حالات الطلاق في المملكة
وخلال الفترة الأخيرة، وطبقاً لأحدث إحصائيات حول عدد حالات الطلاق في المملكة، نجد أنّه قد ارتفعت نسبة الطلاق في سنة 2016 بشكل كبير، وأصبحت هناك 127 حالة طلاق يومياً، أي بمعدل خمس حالات طلاق كل ساعة، وذلك في جميع مناطق المملكة. ويجب إيقان حقيقة أنّ المرأة تعد الخاسر الأكبر في الطلاق، فضلاً عن المشاكل النفسية والاجتماعية التي تعاني منها، والتي تحتاج إلى فترة زمنية طويلة لتنتهي، بالإضافة إلى اضطرارها الخروج من منزلها، وإهدار حقوقها والتي يعتبر منصوص عليها ضمن الشريعة الإسلامية، ويقول الله جلّ وعلا بكتابه الكريم: (فَإِمْساكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسانٍ).
ومع ذلك، في الكثير من الأحيان نرى أن الأزواج ينتهكون حقوق زوجاتهم ولا يمنحونهن حقوقهن الكاملة كما هو مذكور في الشريعة، بل يتبنون القسوة وينتقمون من زوجاتهم. وبالإضافة إلى ذلك، يعاني المطلقون من الاحتقار في المجتمع رغم أنهم لديهم حقوق على المجتمع والأسرة. وبالتالي، فإن الفشل في الزواج لا يعني الفشل في الحياة، وقد تمتلك المرأة المطلقة صفات فريدة مثل الخبرة بحقوق الزوج وتربية الأولاد. وفيما يلي، سوف نستعرض حقوق المرأة المطلقة في المملكة التي يجب على كل امرأة معرفتها لنفسها وللأشخاص المقربين لها.
حقوق المطلقة في المملكة
أولاً: طبقاً لحكومتنا الرشيدة، فإنّه يتوجب على كل امرأة مطلقة، بعد وقوع حالة الطلاق، وإثباتها وفقاً لأحكام الشريعة الإسلامية، أن تتوجه إلى محكمة الأسرة، وتقوم باستصدار سجل أسرة، خاص بها وبأبنائها، ويتم استخراج هذا السجل، من خلال ملء البيانات المطلوبة ضمن الورقة، ورقة خاصة بها وورقة لأبنائها، ومن حقها استلام السجل الخاص بها، وذلك من الجهة المسؤولة عن الأحوال الشخصية للمواطنين، وبهذا يكون من حقها المطالبة بحقوقها كاملة، من نفقة للمتعة، والتي تعني دفع المال من قبل الرجل لمطلقته، بسبب تركه لها، ويقول الله سبحانه وتعالى في سورة البقرة، ضمن الآية رقم 241: (وَلِلْمُطَلَّقَاتِ مَتَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ).
تحق للمطلقة المطالبة بالنفقات الأخرى، ومن ضمنها سكن الأولاد ونفقتهم في الحضانة، ويتم الحصول على هذه الحقوق، ومع ذلك، يجب أن يُلزم المطلقة بالحضور في جلسة الطلاق للتعرف على حقوقها وواجباتها في المحكمة، وذلك لأهميتها.
ثانياً: توجد حالات معينة يقوم الرجل فيها، بعدم إسقاط بيانات مطلقته في سجل الأسرة، وعدم قيامه بتغيير بطاقة العائلة، وبالتالي تستطيع المطلقة في هذه الحالة، أخذ وثيقة الطلاق المقيدة شرعاً، والتوجه إلى محكمة الأسرة، واستصدار سجل أسرة طبقاً لهذه الوثيقة، يكون خاص بها وبأبنائها، ويتم تصديقه أيضاً في المحاكم الشرعية المختصة.
ثالثاً: : “للمطلقات في المملكة السعودية الحق في الحصول على قرض اجتماعي من البنك السعودي للتسليف والادخار وصندوق التنمية العقارية دون دفع أي فوائد. تم الاتفاق بين وزارة الشؤون الاجتماعية ووزارة العدل على مساعدة المطلقات ماديا من خلال خصم قيمة النفقة من راتب الزوج بشكل إجباري وفقا للمبلغ المستحق دفعه من قبل الرجل، ويحصل على هذا الحق الأم المطلقة وأولادها. هذا الخيار يعتبر حلا مهما للعديد من المشاكل المادية التي تعاني منها السيدة المطلقة.