تأثير المورفين والباراسيتامول على صحة الكلى
من بين المشاكل الأكثر صعوبة التي يواجهها المرضى الذين يعانون من أمراض مزمنة هي مشكلة الألم المستمر، ويعتمد هؤلاء المرضى كثيرا على تناول المسكنات بكميات كبيرة للتخلص من هذه الآلام، ولكن المشكلة تتمثل في تأثير هذه المسكنات على وظائف الكلى، وسنشرح هذا بالتفصيل.
أنواع المسكنات
يوجد هناك ثلاثة أنواع رئيسية من المسكنات، و التي تستخدم على نطاق واسع في علاج العديد من الألام التي تسببها الامراض المختلفة، و كثيرا ما يستخدم الأشخاص هذه المسكنات بدون وصفة طبية، و أنواعها هي المسكنات المضادة للالتهابات الغير استيرويدية NSAIDS و مسكن الباراسيتامول Paracetamol، و المواد المخدرة مثل الأفيونات، و هذه الأنواع الثلاثة تستخدم في تخفيف الآلام، على الرغم من أن كل منها يعمل بطريقة مختلفة تماما، و له آثار جابية مختلفة ايضا، و كذلك يؤثر كل منهم على الكليتين بطريقة مختلفة.
المسكنات المضادة للالتهابات الغير استيرويدية
مضادات الالتهاب الغير الستيرويدية هي مجموعة من الأدوية المسكنة و المعروفة مثل الايبوبروفين، و الديكلوفيناك، و نابروكسين الصوديوم، و كذلك يضا الأسبرين، و هذه المواد تعمل على تسكين الآلام عن طريق وقف انتاج الجسم لماددة تسمى سيكلو-أوكسيجيناز، أو إنزيمات كوكس، و انزيمات كوكس هي المسؤولة عن إنتاج البروستاجلاندين، و هو ما يسبب الالتهاب في اماكن الجروح في الجسم.
و بالنسبة للمرضى الذين يعانون من أمراض الكليتين، لا ينصح أن يتناولوا هذه العقاقير، باستثناء الاسبرين و الذي يمكن تناوله بجرعات صغيرة فقط، للعمل على عدم تخثر الدم، و هو ما يساعد على الحد من حدوث النوبات القلبية، و جدير بالذكر ان تناول جرعات كبيرة من الأسبرين، أو الايبوبروفين، أو النابروكسين يمكن أن يؤدي إلى أمراض في الكليتين، و هي التهاب كلوي مزمن، و الذي يؤدي في النهاية إلى الفشل الكلوي.
الباراسيتامول و علاقته بأمراض الكليتين
الباراسيتامول هو احد اكثر المسكنات شيوعا في هذه الأيام، و اسمه العلمي هو اسيتامينوفين، و هو المادة الفعالة الموجوجدة في أقراص البنادول، و ما زالت طريقة عمل الباراسيتامول غير معروفة بالكامل، و لكن يعتقد العلماء أنه يؤثر على إنزيمات كوكس الموجودة في كل من الدماغ و الحبل الشوكي، و هو يعمل ايضا كخافض للحرارة، و لكن ليس له خصائص مضادة للالتهابات.
يُعتبر الباراسيتامول من بين أكثر المسكنات أمانًا للاستخدام لدى المرضى الذين يعانون من أمراض في الكليتين، ولكن يجب استخدامه تحت إشراف طبيب، حيث إن الإفراط في استخدام الباراسيتامول يمكن أن يؤدي إلى فشل وظائف الكبد.
المسكنات الأفيونية مثل المورفين
المسكنات الأفيونية هي نوع من الادوية التي تعمل على مستقبلات الأفيونيات في الدماغ و الحبل الشوكي، و من اهمها المورفين، و يستخدم المورفين في تخفيف الألم القوي، و و هو مشتق من نبات الأفيون ” الخشخاش“، و يوجد ايضا مواد أفيونية أخرى مصنعة مثل الهيدروكودون و الأوكسيكودون، و تعتبر اكبر مشاكل هذه المواد أنها تسبب الادمان، و تستخدم فقط في ما بعد اجراء العمليات الجراحية أو في علاج الآلام المزمنة الشديدة، و قد يتم وصفها لمرضى الكليتين في حالة ما بعد العمليات الجراحة فقط.
ونفهم من ذلك أن المسكنات الاستيرويدية لها آثار ضارة على الكليتين، وقد يصل تأثيرها إلى الفشل الكلوي، بينما يعتبر الباراسيتامول آمنا على الكليتين، وكذلك المورفين ولكن يستخدم فقط بعد العمليات الجراحية.