اضرار مرض البلهارسيا
يعد مرض البلهارسيا (schistosomiasis) من الأمراض الثانوية وهو مرض طفيلي يسببه ديدان البلهارسيا ويصيب الناس في الدول النامية. وهو من الأمراض المميتة التي تؤدي إلى استنزاف جسد المريض. وتم تسمية هذا المرض باسم مكتشفه ثيودور بلهارس. توجد خمسة أنواع من ديدان البلهارسيا وهي البلهارسيا المنسونية (Schistosoma mansoni) والبلهارسيا الدموية (Schistosoma haematobium) والبلهارسيا اليابانية (Schistosoma mekongi) والبلهارسيا المقحمة (Schistosoma intercalatum) .
تسبب الإصابة بالمرض عندما يعيش في المياه العذبة، إذا لم يكن هناك عائل أو وسيط مثل القواقع (الأساسية)، يموت وهو مرض مداري مهمل. تتم دورة حياة الديدان في الإنسان وتتكاثر داخله أو داخل القواقع وتتكاثر في داخلها. ينتقل مرض البلهارسيا عندما يتعرض الإنسان للمياه التي يحتوي عليها الديدان والتي تكون ملوثة بالسركاريا. تخترق الديدان طبقة الجلد وتترك الذيل خارج الجسم وتنتقل مع تدفق الدم حتى تصل إلى أوردة الكبد، ولكنها لا تنتقل عن طريق تناول الماء الملوث، لأنها تموت عندما تصل إلى المعدة بفعل العصارات الهاضمة، وتستطيع البقاء على قيد الحياة في حالة تخطيها للأغشية المبطنة للفم والوصول إلى تدفق الدم. يوجد المرض في 74 دولة حول العالم ويقدر عدد المصابين بالمرض بما يقرب من 200 مليون شخص، بينهم 20 مليون مصاب بداء البلهارسيا الحاضر
في المرحلة الأولى من الإصابة بالطفيليات، يشعر المصاب بحكة جلدية خفيفة، وفي المرحلة الثانية يعاني المصاب من الديدان والسعال لعدة أيام، ويكون مصحوبا بالحمى. أما المرحلة الأخيرة، فيتحدد فيها نوع الطفيلي، وتظهر أعراض تتعلق بالجهاز البولي، مثل الحرقة والنزيف، ويصاحب ذلك انسداد الحالب. وفي المراحل المتقدمة للإصابة، قد يحدث الإصابة بالسرطان، مثل سرطان المثانة البولية. أما في حالات الإصابة بالبلهارسيا في الجهاز الهضمي والكبد، فتتسبب في نقل الديدان إلى الكبد، ويحدث تليف الكبد وانسداد الأوعية الدموية.
- اقراء :
اهم الوسائل في حماية الكبد
أضرار وأعراض الإصابة بمرض البلهارسيا : يتم تشخيص الإصابة بالمرض بفحص عينة البول، ويتم جمع البول عادة خلال 4 ساعات. في المراحل الأولى من المرض، يتم الكشف عن وجود أجسام مضادة في البول، وفي المراحل المتقدمة يحدث انتفاخ البطن وتمدد الطحال والكبد. تتألف الأعراض من ثلاث مراحل، حيث يعاني المصاب في المرحلة الأولى من الحكة عند اختراق الجلد، وفي المرحلة الثانية يحدث الحرقان والحكة عند إفراز البيض، ويصاحب ذلك زيادة في اليوزينيات. في المرحلة الثالثة، تصبح الأعراض أكثر صعوبة، حيث يحدث تليف الكبد ولا يشعر المريض بالأعراض الواضحة. وعندما يصاب المرض بالمراحل المتقدمة، يحدث ارتفاع ضغط الدم البابي، ويبدأ تدهور وظائف الكبد، ويحدث نزيف المعدة وتضخم البطن بالسوائل وتليف جدار المثانة، وعند ترسب الكالسيوم يحدث نزيف البول الأحمر، وقد يحدث انسداد في الحالب أو في إحدى الكلى أو كليهما مما يتسبب في الفشل الكلوي. وفي بعض الحالات، يحدث سرطان المثانة، لذلك فهو من أخطر الأمراض على الكبد والجهاز الهضمي.
علاج مرض البلهارسيا: يتم علاج الإصابة بالبلهارسيا باستخدام جرعة دوائية تحتوي على Praziquantel ، ويستمر العلاج لمدة يوم واحد فقط. يمكن استخدام أدوية بديلة مثل Oxamniquine أو Metrifonate بدلا من هذا الدواء. ومع ذلك، من الأفضل دائما الوقاية من الإصابة بدلا من العلاج، وينبغي تجنب النزول إلى مياه الأنهار والمصارف، خاصة للعاملين في مجال الزراعة، وينبغي تطهير مياه الشرب بالكلور قبل تناولها. على الدولة مكافحة القواقع التي تنقل البلهارسيا وتحسين الخدمات الصحية ونشر المعلومات الصحية وإعداد الأفلام الوثائقية والأحاديث والنشرات التوعوية لرفع الوعي الصحي للمواطنين والاهتمام بتطهير المياه الجارية وعدم التبول في المصارف والأنهار .
يعد مرض البلهارسيا واحدًا من أشد الأعراض القاتلة لأنه يؤثر على عضو حيوي وهو الكبد ..