اللغة العربيةتعليم

أمثلة على النكرة والمعرفة من القرآن

التعريف والتنكير في القرآن الكريم

تعتبر النكرة والمعرفة من أهم القضايا التي ورد ذكرها في القرآن الكريم؛ لما يقوم به كل منهما من وظيفة كبيرة في إبراز جماليات الكلام ودلالاته والقيم الفنية والجمالية التي يحملها، والتي تعطينا معان عميقة تظهر عظمة هذا الكتاب العزيز، ومعجزته الحجة الواضحة والمرجع الصحيح والمصدر الأول للدرس النحوي والدلالي. ويعود ذلك إلى استخدام التعريف والإنكار في النص القرآني، والجانب الجمالي الذي يعطيه. فالنحو علم يصلح اللسان، ويكسب الإفصاح والتبيان، ويفهم الحديث والقرآن، ومن دونه لا يحسن التكلم.

المعرفة

-مفهوم التعريف:

ينقسم مفهوم التعريق إلى شقين:

  • لغوياً: المدلول اللغوي هو العلم بالشيء وفهمه، وهو اسم يدل على شيء معين. وقد عرفه الخليل بن أحمد الفراهيدي بأنه عندما تصيب شيئا بالتعريف، يمكن لأي شخص يعرف هذا الشيء أن يعرفه.
  • اصطلاحاً: اسم مجزأ أو كلي يستخدم في سياق معين، ويتميز بخصائصه وعلاماته الخاصة التي لا يشاركها أحد، وتتسم بالوضوح والوصف.

-أدوات التعريف:

توجد اختلافات بين النحويين في تحديد المعارف وتحديد عددها، حيث يختلف كل منهم وفقا لوجهة نظره، ولكنها تأتي على النحو التالي مع وجود الآراء المتباينة:

  • رأي ابن قتيبة “المعارف الأربعة”: وهي الضمائر والأدوات المعرفة والمضافة إليها.
  • رأي سيبويه والمبرد وبن جني والحيدره اليمني “المعارف خمسة”: بإضافة الإشارة لما سبق.
  • رأي الزمحشري وابن يعيش وابن هشام وابن عقيل “المعارف الستة”: بإضافة الموصلات لما سبق.
  • رأي ابن الحاجب وابن مالك والأزهري في `المعارف السبعة`: يجب إضافة المنادى والنكرة المقصودة لما سبق.
  • رأي بعض النحويين “المعارف ثمانية”: وذلك بإضافة عبارات التأكيد لتأكيد المعرفة التي ذكرت سابقا.
  • أي ابن كيسان “المعارف تسعة”: الاستفهاميتان (من، ما) هما معرفتان وحجتهما هي أن إجابتهما تكون علمية.
  • رأي ابن خروف ونسبه الرضي لسيبويه “المعارف عشرة” : بإضافة (ما).

-دلالة التعريف وأغراضه:

دلالة التعريف:

  • الدلالة على معين في جنسه.
  • دلالة الاسم على معناه.
  • تحديد الشيء وتعيينه في نوعه.
  • الدلالة على معهود معين.
  • اكتساب المضاف التعريف من المضاف إليه.

أغراض التعريف:

  • المدح.
  • الذم.
  • التفاؤل.
  • التبرك.
  • الإيجاز والاختصار.
  • التفخيم والتهويل.

التنكير

-مفهوم التنكير:

  • لغوياً: تأتي النكرة من الجذر الثلاثي “نكرا” (الإنكار)، فالمعنى اللغوي للتنكير هو الدهاء والفطنة، والنكرة هي المقابل للمعرفة .
  • اصطلاحاً: يشير هذا المصطلح إلى شيء غير محدد في نوعه، فعلى سبيل المثال، عندما نقول `رجل` أو `كتاب`، فإن اللفظ يشير إلى اسم شائع.

ويتحقق التنكير للاسم بشروط هي:

  • أن يقبل دخول (أل).
  • قد لا يكون الاسم قابلًا للتحديد (أل)، ولكنه يمكن استخدامه كنكرة، مثل ذو بمعنى صاحب.
  • يعد التنوين علامة للأسماء، وإذا ارتبطت بها يدل ذلك على أن الاسم نكرة.
  • دخول كلمة “رب” فهي خاصة بالنكرات.

-دلالة التنكير:

  • النكرة لا تدل على شيء معين.
  • الدلالة على القليل والكثير.
  • تدل على الوحدة.
  • الدلالة على النوعية كما في قوله تعالى: في سورة البقرة، الآية 7: `وعلىٰ أبصارهم غشاو.

-أغراض التنكير:

  • يهدف التهويل أو التضخيم على سبيل المثال في قوله تعالى “واتقوا يومًا لا تجزي نفس عن نفس شيئًا” في سورة البقرة الآية 48 إلى توجيه التحذير.
  • الهدف هو التقليل من قيمة شيء، كما في قوله تعالى `ولتجدنهم أحرص الناس على الحياة` في سورة البقرة الآية 96.
  • يهدف إلى التقليل، مثلما قال تعالى في سورة الأحقاف الآية 35: `لم يلبثوا إلا ساعة من النهار`.
  • يهدف التعظيم كما ذُكر في قوله تعالى “وذلك يوم مشهود” في سورة هود الآية 103.

أمثلة على المعرفة والنكرة من القرآن

  • سورة آل عمران (وَلَا تُؤْمِنُوا إِلَّا لِمَن تَبِعَ دِينَكُمْ قُلْ إِنَّ الْهُدَىٰ هُدَى اللَّهِ أَن يُؤْتَىٰ أَحَدٌ مِّثْلَ مَا أُوتِيتُمْ أَوْ يُحَاجُّوكُمْ عِندَ رَبِّكُمْ ۗ قُلْ إِنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ ۗ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ).
  • سورة الشرح (إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً).
  • في سورة التوبة، وعد الله المؤمنين والمؤمنات بجنات تجري من تحتها الأنهار، يخلدون فيها ومساكن طيبة في جنات عدن ورضوان من الله. الله أكبر.
  • سورة الأعراف (رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً).
  • كما بدأنا أول خلق نعيده، سورة الأنبياء (3794).
  • سورة النمل (لقد منحنا داود وسليمان علما).
  • سورة الطور (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُم بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بهم ذُرِّيَّتَهُمْ).
  • سورة الزمر (أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَاحَسْرَتَى علَى مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّهِوَ إِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ).
  • سورة الدخان (ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ).
  • سورة التوبة (فإذا تولوا فقل حسبي الله لا إله إلا هو، عليه توكلت وهو رب العرش العظيم).
  • سورة يوسف (فَلَمَّا سَمِعَتْ بِمَكْرِهِنَّ أَرْسَلَتْ إِلَيْهِنَّ وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً وَآتَتْ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ سِكِّينًا وَقَالَتِ اخْرُجْ عَلَيْهِنَّ ۖ فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ وَقُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا هَٰذَا بَشَرًا إِنْ هَٰذَا إِلَّا مَلَكٌ كَرِيمٌ).

النكرة والمعرفة في سورة البقرة

الآية 5 في سورة البقرة

جاء في قوله تعالى في الآية 5 في سورة البقرة (أُولَٰئِكَ عَلَىٰ هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ).

  • الغرض هنا من التنكير “التعظيم”: نلاحظ أن كلمة `هدى` جاءت في النكرة لأن الهدى ينقسم إلى هداية الدلالة وهداية المعونة، وهو مصطلح يشير إلى شيء غير محدد أو غامض.
  • الكلمات المعرفة هي: رَّبِّهِمْ وأُولَٰئِكَ وهُمُ والْمُفْلِحُونَ.

الآية 19 في سورة البقرة

جاء في قوله تعالى في الآية 19 في سورة البقرة (أَوْ كَصَيِّبٍ مِّنَ السَّمَاءِ فِيهِ ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِم مِّنَ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ ۚ وَاللَّهُ مُحِيطٌ بِالْكَافِرِينَ).

  • الغرض هنا من التنكير “التنويع”: لننكر (الظلمات) بسبب عدم معرفتنا بدرجاتها وأشكالها، وإنكارها لا يعني عدم تعددية وجودها، وما نلاحظه من تعددية ليس نتيجة لإنكارها، وإنما ينبع من طبيعتها، والجماعة تضم عدة أفراد قد يكونون متشابهين أو مختلفين أو أن بعضهم متلازم.
  • الكلمات المعرفة هي: ويشملون السماء وآذانهم وأصابعهم والصواعق والموت والكافرين.

الآية 96 في سورة البقرة

جاء في قوله تعالى في الآية 96 في سورة البقرة (وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَىٰ حَيَاةٍ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا ۚ يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ وَمَا هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ الْعَذَابِ أَن يُعَمَّرَ ۗ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ).

  • الغرض هنا من التنكير “التخصيص”: رفضوا الحياة بسبب رغبتهم في الحصول على الحياة نفسها، بغض النظر عن مدى سعادتها أو بؤسها، حيث أن هذه الجوانب لا تهمهم وخارجة عن نطاق اهتمامهم.
  • الكلمات المعرفة هي: النَّاسِ والَّذِينَ والْعَذَابِ ومَا.

النكرة والمعرفة في سورة مريم

الآية 15 في سورة مريم

جاء في قوله تعالى في الآية 15 في سورة مريم (وَسَلَامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا﴾.

الآية 33 في سورة مريم

ذُكر في الآية الثالثة والثلاثين من سورة مريم، قول الله تعالى: (وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدتُّ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا).

نلاحظ في بداية الكلام أن كلمة السلام ظهرت مرة معرفة وأخرى نكرة، ولكن لماذا

في الآية 15، يتم استخدام التنكير في الإشارة إلى سيدنا يحيى، بينما في الآية 33 يتم استخدام التعريف في الإشارة إلى سيدنا عيسى. يتم استخدام كلمة “السلام” بشكل مختلف لثلاثة أسباب

  • السلام اسم من أسمائه جل ذكره.
  • يشعر برغبة في السلامة والأمان من الله تعالى.
  • تشعر بعموم التحية وليست مقتصرة على المتحدث.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى