تعريف الدلالة واقسامها
تعريف الدلالة
الدلالة هي الحالة التي يكون الشيء عليها، وتحتاج إلى شيء آخر لمعرفة معناها، ويكون الشيء الأول هو الدال، والشيء الثاني هو المدلول.
تعريف الدلالة في المعجم
- تعريف الدلالة في اللغة:
قال ابن فارس أن الدال واللام أصلان أحدهما: تعني تحديد الشيء بواسطة إشارة تعلمها، والآخر: اضطراب في الشيء، فالأول يقولون: دللت فلانا على الطريق، والدليل: الإشارة في الشيء، وهو بين الدلالة والدلالة.
ويقول الجوهري: في اللغة، الدلالة هي مصدر الدليل على الطريق، وهي تشير وتوجه وتأشير، أي ترشد. وفي اللسان، الدلالة تشير إلى الشيء وتوجهه بالإشارة والدليل هو ما يستخدم للإشارة، والدليل هو الذي يدل على الطريق ويشير ويوجه
من هذا العرض المعجمي يستفاد أن:
أولًا: أن كلمة دلالة على وزن فعالة مثلثة الفاء، أو أنها مفتوحة الفاء ومكسورتها فهي من المثنيات، وثانيًا: أن المعنى المحوري الذي تدور حوله مادة الدلالة هو الإرشاد والإبانة والتسديد بالأمارة أو بأي علامة أخرى لفظية أو غير لفظية، وأصل الدلالة مصدر كالكتابة والأمارة، والدال: من حصل منه ذلك، والدليل: في المبالغة، كعالم وعليم.
ولقد وردت عدة مشتقات من لفظ الدلالة في القرآن الكريم في سبعة مواضع، خمسة منها مصحوبة بالقصد والإرادة، وذلك كما في قوله تعالى:(إِذْ تَمْشِي أُخْتُكَ فَتَقُولُ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى مَنْ يَكْفُلُهُ) وفي قوله تعالى:(فَقَالَتْ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ) ،وفي قوله تعالى:(هَلْ نَدُلُّكُمْ عَلَى رَجُلٍ يُنَبِّئُكُمْ إِذَا مُزِّقْتُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ)، وفي قوله تعالى:(يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ)، وفي قوله تعالى:(قَالَ يَاآدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ).
وهناك موضعان لا يلاحظ فيهما القصد والإراد، وذلك كما في قوله تعالى:(فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنْسَأَتَهُ) أما الموضع الآخر في قوله تعالى:(أَلَمْ تَرَ إِلَى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ وَلَوْ شَاءَ لَجَعَلَهُ سَاكِنًا ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلًا)
والمعنى في هذه الأماكن السبعة المذكورة هو أن الدلالة هي ما يتم الوصول إليها لفهم الشيء والتوصل إليه سواء كانت بالكلام أو بدونه.
- تعريف الدلالة في علم الاصطلاح:
ذكر التهانوي أن الدلالة في مصطلح أهل الميزان هي المنطق، وفي الأصول العربية هي أن يكون الشيء في حالة تدل على معرفة شيء آخر. واختصرها الأصفهاني بقوله: اعلم أن دلالة اللفظ تتمثل في أنه يكون بحيث إذا سمعته أو تخيلته، لاحظت النفس معناه. وقال الزركشي: إنه يكون بحيث إذا أطلق، يفهم منه المعنى من قبل من يعرف وضعه. وقال ابن النجار: إنه يكون بحيث يفهم من فهمه معنى شيء آخر. فالشيء الأول هو الدال، والشيء الثاني هو المدلو.
ومال أحد الباحثين إلى تعريف ابن حزم وغيره وهو أن الدلالة: يتمثل دور الدليل في أنه يوجهك إلى المقصود ويساعدك على الوصول إليه، ولا يوجد فرق بين استخدامه للحصول على العلم أو للتأكد من الظن.
تعريف علم الدلالة semantics
تعريف علم الدلالة: هو العلم الذي يهتم بدراسة المعاني، أي هو العلم الذي يقوم بدراسة الشروط التي يجب أن تتوفر في الكلمة حتى تكون حاملة لمعنى مفهوم، كما يسمى علم الدلالة في بعض الأحيان بـعلم المعاني، إذن فهو علم تكون مادته الألفاظ اللغوية والرموز، وكل ما يلزم فيها من النظام التركيبي اللغوي سواء للمفردة أو للسياق.
أقسام علم الدلالة
تأتي أقسام علم الدلالة على ثلاثة أنواع:
- الدّلالة الّلفظيّة: تعني الدلالة العلاقة الوثيقة بين اللفظ والمعنى، حيث تساعد الدلالة اللفظ على التعبير عن معنى أو حدث محدد، وتستمد الدلالة من المادة اللغوية التي يتكون منها اللفظ.
- الدّلالة الصِّناعيّة: تعني الدلالة التي يعبر عنها اللفظ زمانًا محددًا للحدث الذي يحمله، وأشار العالم ابن جني إلى أن مصدر الفعل يأتي من الأشكال التي تدل على الأزمنة الثلاث.
- الدّلالة المعنويّة: هي الدّلالة التي تُعنى تحديد خصائص من قام على فعل الفِعل أي الفاعل، فالسّامعُ لكلمة (لعب) مثلًا يعلم أنّها تدلّ على حَدَث (اللعب) والذي يقترن هذا الحدث بالزمن الماضي، ولكنْ لا يُعرف من الذي (لعب)، وعلى هذا النّحو تكون دلالتها المعنويّة أنّ اللعب يصلح لكل كائن حي يستطيع اللعب، فلا وجود لجملة تُخصِص هذه الدّلالة وتُحدِّد الفاعل الذي قام بعملية اللعب، فلو كانت ضمن جملة مثلًا: لعب التلاميذ لكانت الدّلالة المعنويّة: لعب التلاميذ الذُّكور، ولو كانت الجُملة: لعبت التلميذات لكانت الدّلالة المعنويّة: لعب التلميذات الإناث، وهكذا.
أنواع الدلالة
- الدلالة الصوتية
وهي الدلالة التي تعتمد على القيمة الصوتية للحرف، ولقد ذكر العالم ابن جني في كتابه الخصائص العديد من الأمثلة على الدلالة الصوتية مثل الفعلين (قَضَم- خَضَم)، فالفعل الأول يُقصد به: أكل الشّيء المتيبس الناشف، أمّا الثّاني فهو: أكل الشّيء الرّطب الطري، وبسبب الاختلاف في أول حرف في الفعلين السابقين، تغير معنى الفعل كليًا، وذلك لأن العرب كانوا يأخذون مسموع الأصوات إلى محسوس الأحداث كما ذكر في كتاب الخصائص، كما يُذكر في هذا الكتاب أيضًا أنّ هذا النّوع من الدّلالات الّلغويّة تشتهر في الحروف التي تعبّر عن الأصوات الطبيعية، مِثل: (الخرير، والحفيف، والعواء، كذلك الصّرير، والقلقة، وغيرها من الألفاظ.
- الدلالة النحوية
تحتم الهندسة الخاصة لترتيب الجملة العربية، وإذا تم اختلاف هذا الترتيب فقد يصعب فهم المراد من الجملة.
- الدلالة الصرفية
هذا النوع يأتي عن طريق بنية الكلمة وصيغتها، وذلك لأن كل صياغة في علم الصرف تفيد شيئًا ما في معنى الكلمة، ويعتمد اختلاف هذه المعاني هذه الكلمات على أصل الكلمة من النّاحية الإعرابيّة، ومن الناحية البنائية، وتختلف كذلك بحسب وُجودها ضمن جملة اسميّة، أو جملة فعليّة أو حرفيّة.
- الدلالة المعجمية
تشير هذه الدلالة إلى وجود معانٍ متعددة لكلمة واحدة، بناءً على السياق اللغوي الذي تستخدم فيه اللفظة، وهذه الدلالة هي أحد الأسباب الرئيسية لوجود عدد كبير من المعاني في المعجم العربي الوسيط.
- الدلالة الاجتماعية
ومن أنواع الدلالات اللغوية أيضا، الدلالة الاجتماعية، وهي التي يوجه إليها كل اهتمامنا. فكل كلمة من كلمات اللغة العربية لها دلالة اجتماعية، تستند إلى دلالات إضافية على الدلالة الأساسية، التي يتم التركيز عليها في الحياة الإنسانية وشعور الإنسان، لتحديد المعنى المراد للجملة.
- الدلالة السياقية
الدلالة السياقية هي الإشارة التي يكون فيها المعنى المقصود والمفهوم لهم نفس المعنى. فالمتحدث يعبر عن معنى، والمستقبل يفهم نفس معنى كلام المتحدث. يجب أن ندرك أن الكتابة المعزولة قد ذكرت في المفردات أن السياق لديه قدرة كبيرة على توضيح المعنى المقصود من الكلمات بمفردها، وذلك يتم عن طريق السياق فقط. وأحيانا، يتم فهم معنى الكلمة فقط من خلال فهم سياق الجملة.