هل الحمى الصفراء معدية
الحمى الصفراء هي حمى فيروسية تنتقل عن طريق البعوض الحامل للفيروس، والذي يوجد بكثرة في الأماكن المزدحمة بالسكان، خاصة إذا لم يتم تلقيح الأشخاص ضدها. ومن أعراضها النزف الحاد والتي يمكن أن تسبب مشاكل في الكلى والكبد، وغالبا ما لا تظهر الأعراض إلا على نسبة قليلة من المصابين. والسؤال هو: هل تعتبر مرضا معدا.
نبذة صغيرة عن الحمى الصفراء
يشير الرقم (811) إلى أن الحمى الصفراء هي عدوى تصيب اليرقات وهي منتشرة في أمريكا الوسطى والجنوبية من بنما إلى شمال الأرجنتين وشرق ووسط أفريقيا وغربها، وتتم وقاية الأشخاص من المرض عن طريق تناول جرعة واحدة من اللقاح للحماية طوال العمر، ويمكن علاج الحمى الصفراء بالراحة التامة وتناول بعض المسكنات والأدوية التي تقلل الحمى وتناول السوائل.
يتم نقل المرض عن طريق البعوض الحامل للفيروس، وخاصة خلال أوقات شروق الشمس؛ لأنها موعد نشاط البعوض. وهذا النوع من الحشرات يتكاثر حول المنازل بالبرك والمستنقعات، وعند لدغ الإنسان المصاب من أنثى البعوض، يتم سريان الفيروس مع الدم، ويبدأ الفيروس في التكاثر داخل البعوضة الأنثى، ثم يدخل إلى المعدة ويستقر في الغدد اللعابية، وتصبح البعوضة جاهزة لنقل العدوى.
أعراض الحمى الصفراء
خلال فترة الحضانة، وهي الأيام الأولى للإصابة بالمرض، لا يوجد أي أعراض أو شكوى، ويكون الحال مستقرا لمدة أسبوع على الأكثر، وبعد ذلك يبدأ المريض في الانتقال إلى المرحلة الحادة، وتظهر عليه الاحمرار في اللسان والوجه والعين، ويشعر بالدوخة وفقدان الشهية والقيء والغثيان وعدم تحمل الضوء، ويشعر بالحمى والصداع والألم في العضلات وخاصة الركبة والظهر.
ومن الممكن أن تخف حالة المريض قليلا ثم تعود مرة أخرى، وقد تصل الحالة إلى مرحلة التسمم التي تشكل تهديدا للحياة، وفي هذه المرحلة يصبح لون بشرة المريض أصفر ويصاب باليرقان، كما يشعر بالهذيان ويتعرض لنوبات الإغماء وقد يعاني من الفشل الكلوي والكبدي وبطء دقات القلب، وقد يصاب أيضا بالنزيف الشديد من الفم والأنف والعين، ويشعر بالألم في منطقة البطن ويتقيأ الدم.
من المعرضون للإصابة بالمرض؟
يتم انتشار عدوى الحمى الصفراء في العديد من المناطق، ووفقًا لدراسة لمنظمة الصحة العالمية، فإن الحمى تنتشر في أكثر من 47 بلدًا، وهذا يزيد فرص الإصابة بالمرض، وخاصة للأشخاص الذين يسافرون إلى تلك البلدان، حيث يمكن أن يتعرضوا للإصابة بالمرض ونقله إلى أماكن أخرى.
وعلى الدول أن تتأكد من تطعيم المواطنين ضد الحمى الصفراء بصفة عامة وتطعيم المسافرين إلى الأماكن الموبوءة بصفة خاصة لعدم نقل المرض، ومن أمثلة هذا نقل عدوى الحمى الصفراء إلى أوروبا وأمريكا الشمالية مما أحدث تفشي كبير وأثر بالسلب على اقتصاد البلاد وتوفى عدد كبير من المواطنين.
كيفية نقل المرض
– يتم نقل الحمى الصفراء عن طريق البعوض، مثل الزاعجة والهيماغوغيس، ويعيش هذا النوع من البعوض وغيره بالقرب من البيوت، مثل البعوض الداجن، والبعض يعيش في الغابات وهو العوض البري، وهناك أيضا البعوض شبه الداجن الذي يعيش في المناطق المهجورة، ويوجد لدى البعوض ثلاث طرق لنقل العدوى وهي:
الحمى الصفراء الغابية (الحرجية) هي عدوى تحدث في الغابات المدارية ذات الكثافة العالية للأمطار. تبدأ العدوى من خلال لدغ البعوض البري للقردة الذي يعد المسبب الأول للعدوى. ويتم نقل العدوى من قرد إلى آخر، وقد يصاب بعض الأشخاص العاملين في الغابات أو المسافرين من خلال لدغ البعوض المصابة.
الحمى الصفراء الوسيطة تنتقل العدوى من البعوض الذي يعيش في البرية إلى البشر والقردة. وهي أكثر خطورة من النوع الآخر بسبب وجود عدد أكبر من البشر، مما يؤدي إلى انتشار الفاشيات في مناطق متعددة ومتفرقة. وهذا يحدث في القارة الإفريقية ويؤدي إلى تفشي الوباء.
الحمى الصفراء الحضرية عندما ينتقل المصابين بالحمى الصفراء إلى أماكن مزدحمة بالسكان وبها البعوض بصورة كبيرة وبالتالي يتم نقل الفيروس من الإنسان المصاب إلى البعوض ومنه إلى الناس الأصحاء، ويكون الانتشار بعدد كبير عندما تكون المناعة ضعيفة أو منعدمة أو في حالة عدم تلقي التطعيم.
لمن يكون التطعيم؟
يتم تطعيم الأفراد قبل انتشار المرض كإجراء وقائي للأطفال الذين تقل أعمارهم عن 6 أشهر، والنساء الحوامل، والأشخاص الذين يعانون من حساسية حادة لبروتين البيض، والأفراد الذين يعانون من فيروس نقص المناعة البشرية (الإيدز) أو اضطرابات الغدة الدرقية.
طرق الوقاية الأخرى
ينشط البعض عند سطوع الشمس، والأهم هو عدم الخروج خلال هذا الوقت. يجب أن نحرص على ارتداء ملابس ذات أكمام طويلة وبنطلونات طويلة عندما نخرج إلى أماكن تواجد البعوض. يفضل البقاء في منازل مكيفة الهواء أو غلق النوافذ والأبواب جيدا، وإذا لم يكن ذلك متاحا يمكن استخدام شباك الناموس ومعالجته بالمبيدات الحشرية لتعزيز فعاليتها.
تستخدم بعض الدهانات البيرمثرينية على البعوض والأحذية والملابس والمخيمات، ويمكن شراء الأدوات التي تحتوي على بيرمثرين للمعالجة، وينصح الأشخاص المقيمين في المناطق الموبوءة باستخدام مواد فعالة مثل IR3535 أو ديت أو إيكاريدين لحماية البشرة لفترة طويلة، ويمكن تحديد تركيز هذه المواد حسب مدة الاستخدام، وكلما زاد التركيز، زادت مدة الحماية.
يجب أن يتم الحرص عند استخدام المواد الكيميائية لأنها قد تكون سامة ولا يجب أن تتعرض لها الأطفال، ويمكن تغطية عربة الطفل بشبكة لحمايته، ويمكن استخدام زيت الليمون والكافور على بشرة الأطفال الذين تتجاوز أعمارهم 3 سنوات.