من قائل “لا تجادل الأحمق فقد يخطئ الناس في التفريق بينكما”
هذه المقولة القديمة “لا تجادل الأحمق فقد يخطئ الناس في التفريق بينك وبينه” ينسب تاريخيا إلى العالم اليوناني فيثاغورس، عالم الرياضيات المشهور، ولكن هناك روايات تنسبها إلى الزعيم الألماني هتلر، ولكن الأرجح أنها لفيثاغورس، والهدف منها تقديم النصيحة بعدم الدخول في جدال غير مثمر لا يعود بفائدة على صاحبه.
من هو فيثاغورس ؟
هو فيلسوف يوناني قديم اشتهر بولعه الشديد بعلم الرياضيات وإنشاء النظريات الهندسية أقام في الكثير من الدول العربية مثل العراق وسوريا ومصر اشتهر بتقديسه للرقم 10 واعتبره رمزاً للكمال كذلك اهتم بالموسيقى.
سرد عن فيثاغورث الكثير من الأخبار حيث اشتهر بعاداته الغريبة التي أجبرت الكثيرين من أتباعه على تنفيذها، مثل ارتدائه للملابس البيضاء والامتناع عن تناول اللحوم والفول وتخصيص أوقات معينة للتأمل وغيرها من العادات الغريبة. تزوج فيثاغورث من سيدة يونانية تدعى ثيانو وأنجب منها ولدا وثلاث بنات، وعاش حياة هادئة وكرس حياته للعلم والموسيقى، وتوفي في العام 500 قبل الميلاد.
الغرض من المقولة :
أياً كان صاحب المقولة سواء هتلر أو فيثاغورس فالغرض منها واحد وهو عدم الدخول في جدال أو نقاش مع الحمقى والجهلة لأن هذا النقاش سوف يتحول إلى جدال يخلو من أي نتيجة وبدون أي فائدة كما أن الدخول في نقاش مع الأحمق سوف يؤدي إلى ظهورك بمظهر الأحمق أيضاً وذلك نتيجة لطبيعة الحوار القائم أثناء النقاش والردود والإجابات التي سوف تظهر صاحبها بمظهر الأحمق
لذلك تعد هذه المقولة أو النصيحة التي قالها صاحبها نتيجة للخبرة والحكمة الطويلة والتعرض لمثل هذه النقاشات تعد من النصائح الثمينة التي يجب على الفرد الالتزام بها وعدم الدخول بتاتاً في مناقشة غير مثمرة ولا تحوي سوى الجدال حتى لا تتحول أنت نفسك في لحظة من اللحظات إلى شخص أحمق
قول مشابه للإمام علي رضي الله عنه :
وقد روي عن الإمام علي كرم الله وجهه أنه قال ” ما جادلت جاهلاً إلا وغلبني وما جادلت عالماً إلا وغلبته” فالمقولة هنا تشبه مقولة “لا تجادل الأحمق فقد يخطئ الناس في التفريق بينك وبينه” إلى حد كبير
هنا يوضح الإمام علي كرم الله وجهه خطورة مجادلة الجاهل وتأثيرها على الحوار والمناقشة، حيث يظهر دائما عجز سيدنا علي كرم الله وجهه أمام جهل الرجل وعدم قدرته على التوصل إلى حلول مرضية. على العكس من ذلك، فإن المجادلة والمناقشة مع أهل العلم والعلماء تكون مفيدة وتؤتي ثمارا طيبة وتعم النفع العلمي على المكان وجميع الحاضرين في هذه المناقشة.
الفائدة من المقولات والمواعظ والحكم :
وأخيراً يجب علينا الاستفادة قدر الإمكان من تجارب الأوائل وعدم الوقوع في نفس الأخطاء التي وقعوا فيها سابقاً فهذه الأقوال والنصائح والحكم التي يطلقونها في أي مناسبة ما هي إلا خلاصة تجربة طويلة اختصرها صاحبها في مقولة صغيرة أو موعظة يريد بها نقل التجربة إليك في جملة تفيد المعنى وتوضحه للسامع مما يوفر عليه السير على نفس الخطوات والمرور بنفس التجربة للوصول إلى نفس النتيجة فمجرد سماع المقولة أو الحكمة تعني اختصار هذا المشوار الطويل في جملة لا تزيد عن سطر ينقلها الراوي إلى المستمع لتعم الفائدة على الجميع مما يساعد على استمرار الحياة بشكل أفضل مع خوض تجارب جديدة قد ينقلها في يوم من الأيام على صورة مقولة أو حكمة إلى أولاده أو أحفاده.