مزارع الوفرة الكويتية وأهم المحاصيل الزراعية فيها
تقع مدينة الوفرة في جنوب الكويت وهي مدينة صغيرة، وهي تابعة لمحافظة الأحمدي. كانت المدينة في الماضي جزءا من “المنطقة المحايدة” بين الكويت والمملكة العربية السعودية، والتي كان لكلا البلدين حقوق متساوية في إدارتها وفقا لاتفاقية العقير التي عقدت في واحة العقير بالمملكة العربية السعودية عام 1922، وتم الاتفاق بين الدولتين عام 1965 على تقسيم المنطقة إلى قسمين. ينضم الجزء الجنوبي إلى المملكة العربية السعودية، وينضم الجزء الشمالي إلى الكويت. لم يدخل هذا الاتفاق حيز التنفيذ إلا في 21 مايو 1970 .
مزارع الوفرة
تقع هذه المنطقة في جنوب شرق الكويت، على بعد 6 كم من المملكة العربية السعودية، وتبعد عن خط ساحل الخليج العربي حوالي 45 كم من جهة الغرب، وحوالي 95 كم عن مدينة الكويت من جهة الجنوب، وتتميز تربة هذه المنطقة بمكوناتها الطينية الصالحة للزراعة، كما تغطي الكثبان الرملية أجزاء كبيرة من هذه المنطقة، كونها منطقة مفتوحة لحركة الرياح، وتعد هذه المنطقة من أهم المناطق الزراعية في الكويت، وتوجد بها مجموعة كبيرة من الآبار الارتوازية، وهي آبار عميقة جدا تقوم برفع المياه الجوفية إلى السطح عن طريق الضغط، دون الحاجة إلى استخدام مضخة .
ويعود استخدام هذه المنطقة كمنطقة زراعية إلى ثلاثين عام مضت فقط، وتتكون تربتها من رمال سائبة بنسبة 85 إلى 95 %، وتتميز بكونها عميقة حيث يزيد عمقها عن 100 سم، وبها طبقات جاتش، ولكنها تربة فقيرة من حيث المواد العضوية، ورغم الظروف المناخية القاسية في هذه المنطقة، إلا أن المساحات الزراعية فيها ازدادت مع مرور الوقت .
المحاصيل الزراعية التي تنتجها الوفرة
تنقسم المحاصيل الزراعية التي تقوم بإنتاجها مزارع الوفرة إلى : محاصيل شبه دائمة مثل البرسيم والكراث، ومحاصيل شتوية مثل البصل والدرنات والبقوليات الخضراء والقمح والشعير، أما بالنسبة للمحاصيل الزراعية الصيفية سواء المبكرة أو المتأخرة فأهمها الشمام والبطيخ، والخيار، والكوسة، والبامية، واللوبيا، والورقيات مثل الريحان والبربيل ” الرجلة “، والملوخية، والأشجار المثمرة في المزارع أهمها أشجار النخيل، والسدر، والرمان، والعنب، والزيتون، والحمضيات، والموز، وغيرهم .
مشاكل التربة في مزارع الوفرة
تعاني التربة في مزارع الوفرة من ظاهرة تملح التربة، وهو ارتفاع مستوى الملح في التربة، والذي يظهر على سطحها، وذلك بسبب اضطرار المزارعين في هذه المنطقة إلى حفر الآبار واستخدام المياه الجوفية، بسبب فشل إيصال المياه المعالجة إلى المنطقة، والتي تعمل على زيادة ملوحة التربة، الأمر الذي يؤثر على خصوبتها، وعلى مستوى إنتاج النباتات، لذا فقد ولت وزارة الأشغال الكويتية اهتماما خاصا لمثل هذه المشاريع الهندسية، من أجل تحسين كفاءة شبكات الصرف الصحي للمحافظة على البيئة، ومن هنا قامت بوضع مشروع استراتيجي يعد من أهم مشاريع الوزارة، وهو مشروع ” إنشاء وصيانة خط نقل المياه المعالجة من مركز التحكم إلى محطة الوفرة ” .
مشروع ضخ المياه المعالجة إلى الوفرة
مشروع ضخ الماء المعالج إلى مزارع الوفرة هو مشروع يكلف أكثر من 46 مليون دينار كويتي، وهدفه نقل حوالي 250 متر مكعب من المياه المعالجة رباعيا من منطقة مركز تحكم المعلومات إلى منطقة الوفرة، عبر خط قطره 1600 مليمتر وطوله 93 كم، وأعلنت المهندسة عواطف الغنيم وكيلة وزارة الأشغال، اليوم، أن نسبة إنجاز المشروع بلغت الآن 35.4 %، وهذا يتجاوز التوقعات الزمنية المحددة لهذا المشروع والتي تم تحديدها بفترة زمنية لا تتجاوز 24 شهرا من تاريخ البدء فيه .
الأساليب المساعدة لتجديد التربة في الزراعة المكثفة
هناك بعض الطرق المساعدة لإعادة تأهيل التربة في مزارع الوفرة والتي من أهمها : خلط رمال نظيفة برمال التربة المتملحة، ثم الشروع في تحسين خصائص هذه التربة عن طريق الأسمدة، والتوجه إلى زراعة بعض النباتات التي لها القدرة على تحمل درجة عالية من الملوحة، وردم الآبار بصورة تدريجية، والتي اقتربت من الـ 500 بئر في هذه المنطقة، زيادة استخدام الأسمدة العضوية سريعة التحلل، والتي تعمل على تحسين خواص التربة الطبيعية والكيميائية، ومكافحة الآفات والتخلص منها بصورة دائمة ومنتظمة، وكذلك محاولة إنشاء نظام صرف للتربة، والذي يعمل على تصريف جزء من مياه الري بنسبة 10 إلى 20 % .