كيفية الاستجمار و شروطة
على الرغم من أن قضاء الحاجة هو شيء أساسي يحتاجه جميع المخلوقات، فإن الإسلام يكرم الإنسان ويفضله ويؤدبه على بقية المخلوقات، حيث يمكن للمسلم أن يحصل على ثواب وأجر في قضاء حاجته إذا كانت لديه النية الحسنة. فعظمة هذا الدين لا حصر لها.
تعريف الاستجمار
تعريف الاستجمار لغة
الجمرات والجمار هي الأحجار الصغيرة التي تستخدم في رمي الجمرات.
تعريف الاستجمار اصطلاحا
يتمثل التخلص من الخبث من المخرج باستخدام الحجارة أو غيرها من الأدوات .
الاستجمار يعني تطهير القبل أو الدبر من البول أو الغائط باستخدام أحجار أو ما يقوم مقامها، ويمكن استخدام المناديل أيضا، شرط أن لا يقل عددها عن ثلاث مسحات، ولا يجوز استخدام أي شيء نهي عنه الدين كالعظام والروث والطعام وما شابه ذلك .
ويجوز الاستجمار مع وجود الماء وعدمه ، قال أهل العلم : الأفضل أن يجمع بينهما، لأنه يكتمل في الإنقاذ .
حكم الاستجمار
استخدام الحجارة في إزالة النجاسة من المخرج هو شرعًا جائز في الجملة والأدلة
من السنة
1- عن عائشة رضي الله عنها قالت: إن النبي صلى الله عليه وسلم قال: `عندما يذهب أحدكم إلى الحمام، فليذهب معه ثلاث حجارة يطيب بها، فإنها تكفي له .
2- عن سلمان رضي الله عنه، أنَّه: ((قيل له: أخبركم نبيكم صلى الله عليه وسلم بكل شيء حتى الخراءة! قال: نعم، فقد نهانا عن استقبال القبلة ونحن في حالة الغائط أو البول، أو عن استنجاء باليمين، أو استنجاء بأقل من ثلاثة أحجار…)) .
من الإجماع
حيث انه تم نقل الإجماع على ذلك: ابن حزم، وابن عبد البر، وابن رشد، وابن تيمية، وابن مفلح .
ما يستجمر به
حيث انه يجوز الاستجمار بكل ما هو منق وطاهر ويحصل به زوال الأذى، كالمناديل والحصى، والأوراق غير المحترمة، وانه لا يكون شر ط أن يكون بالأحجار، وهذا الرأي باتّفاق المذاهب الفقهية الأربعة: الحنفية ، والمالكية ، والشافعية، والحنابلة ، وهو كذلك مذهب الظاهرية ، وحكي فيه الإجماع .والأدلة على ذلك
مِن السنة
قال أبو هريرة رضي الله عنه، إنه كان يحمل مع النبي صلى الله عليه وسلم متعة الوضوء والاحتياج، وأثناء مرافقته له بتلك المتعة، سأله النبي صلى الله عليه وسلم: `من هذا؟` فأجاب أبو هريرة: `أنا أبو هريرة`، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: `احضر لي حجرا أستنفض به، ولا تحضر لي عظمة أو رثة .
وجه الدلالة:
عندما يشير النهي إلى العظم والروثة، فهذا يدل على جواز غيرهما حتى لو لم يكن الأمر يتعلق بحجر .
ثانيا: لا يوجد فرق في المعنى بين الأحجار وغيرها، طالما تحققت النية، لكن يجب الالتزام بتلك الأحجار لأنها كانت الأسهل، والله أعلم .
واجبات وشروط الاستجمار
ان يكون بثلاثة احجار
يعتبر الاستجمار غير مشروع بأقل من ثلاثة أحجار، وهذا هو مذهب أصحاب الحديث والشافعية والحنابلة
اختاره أبو الفرج المالكي، وابن حزم، وابن المنذر، وابن تيميم، وابن با .
الأدلّة من السنة
عن سلمانَ رَضِيَ اللهُ عنه قال: ((… يحظر علينا أن نستدبر القبلة ونحن في حالة غائط أو بول، أو أن نستنجي باليمين، أو أن نستنجي بأقل من ثلاثة حصى، أو أن نستنجي بالبراز أو العظم)) .
عن عائشة رضي الله عنها، قال النبي صلى الله عليه وسلم: `عندما يذهب أحدكم إلى الحمام، فليأخذ معه ثلاثة حجارة تعطر بها، فإنها تكفي له .
3- قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: `جاء النبي صلى الله عليه وسلم إلى الحمام، فأمرني أن أحضر له ثلاث حجارة، فوجدت حجرين وبحثت عن الثالث ولم أجده، فأخذت روثة وجئت بها، فأخذ الحجرين وألقى الروثة، وقال: هذا خراج`
ان يكون منقيا
ويجب أيضا أن يكون الحجر أو المادة البديلة نقية، وهذا متفق عليه بين المذاهب الفقهية الأربعة: الحنفية، والمالكية، والشافعية، والحنابلة .
الدليل من السنة
عن سلمان رَضِيَ اللهُ عنه قال: ((… تمنعنا من استقبال القبلة بعدم نظافة الجسم من البراز أو البول أو بعدم استعمال اليمين أو بعدم استعمال ثلاثة حصى أو بعدم استعمال ريح أو عظم)) .
وجه الدّلالة
أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن الاستنجاء بأقل من ثلاثة أحجار لأن المقصود بالاستجمار هو النقاء .
ان تكون الحجارة طاهرة
ينبغي أن تكون الحجارة نقية وفقًا لمذهب الجمهور، وتوجد الأدلة على ذلك
من السنة
عن عبدِ اللهِ بنِ مَسعودٍ رَضِيَ اللهُ عنه قال: جاء النبي صلى الله عليه وسلم لأداء الحاجة الصغرى، فأمرني بإحضار ثلاث حصى، فوجدت حجرين ولكنني لم أجد الثالث، فأخذت قطعة من البراز وأحضرتها له. أخذ الحجرين ورمى القطعة من البراز وقال: `هذا ركس` .
فإن الشيء النجس هو نجس، فكيف يمكن تطهير غيره؟
ان لا يكون عظما او روثا
الاستجمار غير جائز إذا كان بعظم أو روث، وهذا هو مذهب الشافعية والحنابلة، وقد اختاره ابن حزم وابن باز وابن المنذر وابن عبد البر وابن عثيمين، وهو قول أكثر أهل العلم .
الأدلة من السنة:
1- عن عبدِ اللهِ بنِ مَسعودٍ رَضِيَ اللهُ عنه يقول: عندما أتى النبي صلى الله عليه وسلم ليقضي حاجته في الغائط، أمرني أن آتيه بثلاثة أحجار، فوجدت حجرين ولم أجد الثالث، فأخذت روثة وأحضرتها له، فأخذ الحجرين وألقى الروثة، وقال: `هذا ركس` .
2- عن سلمانَ رَضِيَ اللهُ عنه قال: نحن محظورون من استخدام القبلة للأماكن المتسخة أو المتبولة، أو الاستنجاء باليمين، أو الاستنجاء بأقل من ثلاثة حصى، أو الاستنجاء بالعظمة أو الجلد .
3- عن ابنِ مَسعودٍ رَضِيَ اللهُ عنه في قصَّة الجِنِّ: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: `لا تستنجوا بهما، فإنهما طعام إخوانكم` .
4- عن جابرٍ رَضِيَ اللهُ عنه قال: نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن استخدام عظم أو بَعْرٍ للتطهير
ان لا يكون مائعا
ينبغي أن لا يكون مايستجمر به سائلاً، وهذا هو الرأي الأكثر شيوعًا بين المذاهب الإسلامية الرئيسية: المالكية والشافعية والحنابلة. يرجع ذلك إلى أن المستجمر به، وإن كان سائلاً، فإن النجاسة يمكن أن تنتشر بسهولة، حيث يصبح المستجمر به نجسًا فور اللمس، وبالتالي يصبح ما يصيب الجسم منه نجسًا أيضًا، والنجاسة لا يمكن تطهيرها.