السيرة الذاتية لشيخ الاسلام الامام ابن تيمية
سوف نتكلم اليوم عن امام جليل لقبه اهل العلم بشيخ الاسلام لمكانته العظيمة و علمه الوافر … و هو الامام العلامة الامام ابن تيمية … كانت أسرته إحدى أسر مدينة حران في دمشق و كانت اسرته مشتهرة بالعلم و الدين و كانت هذه الأسرة منذ أن عرف تاريخها حنبلية المذهب و تتزعمه في تلك الديار، و عمل أكثر رجالها العلماء بالتدريس و الإفتاء و التأليف … و للامام ابن تيمية مؤلفات عديدة في علوم عدة كالتفسير و اللغة العربية، و الفقه، و أصول الفقه، و الحديث، و الفتاوي و غيرها … و اضطهد كثيرا الامام ابن تيمية و سجن كثيرا بسبب فتاويه و ارائه .
– “السيرة الذاتية لشيخ الإسلام الإمام ابن تيمية
اسمه و لقبه : هو تقي الدين أبو العباس أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام النميري الحراني، وكان يُلقب بابن تيمية. ولقد ذُكرت عدة أسباب لتسميته بابن تيمية، منها أن جدَّه محمد بن الخضر كانت أمُّه تسمى تيمية وكانت واعظة، فنُسب إليها اسمها واشتهر به .
مولده و أسرته : يعد الإمام ابن تيمية من مواليد ربيع الأول عام ٦٦١ هـ الموافق الواحد والعشرون من يناير عام ١٢٦٣ مـ في مدينة حران بدمشق، المدينة المشهورة بالعلم والتمسك بالمذهب الحنبلي. وكانت عائلته إحدى عائلات مدينة حران المشتهرة بالعلم والدين، حيث كانت هذه العائلة منذ تاريخها حنبلية المذهب وتتزعمه في تلك الديار، وقد عمل أكثر رجالها العلماء بالتدريس والإفتاء والتأليف. وكان جده محدثا ومقرئا ومفسرا، وأحد فقهاء عصره، وكان والد الإمام ابن تيمية عالما ومحدثا وفقيها حنبليا. ولد في مدينة حران وتلقى العلم فيها، ثم رحل في صغره إلى حلب وسمع من شيوخها وأهل العلم فيها، حتى أصبح مدرسا ومفتيا، ثم صار شيخا لمدينته حران وخطيبها. وعند انتقاله إلى مدينة دمشق قام بالتدريس بصورة منتظمة في الجامع الأموي، وولي مع ذلك مشيخة دار الحديث السكرية بالقصاعين، وسكن بها حتى وفاته. وكانت أمه لها مكانة كبيرة في قلب الإمام ابن تيمية .
نشأته وعلمه وعمله : كان العصر الذي ولد فيه ابن تيمية مليئا بالقلق والاضطراب، وكان العالم الإسلامي بأسره يخاف من التتار، الذين كانوا إذا نزلوا على مدينة فسدوها وخربوها ونهبوا أموالها وقتلوا أهلها. وعندما غزا التتار بلدة حران وعمر ابن تيمية في سن الست سنوات تقريبا، هاجرت أسرته من المدينة بجميع ما كان لديها واستقرت في دمشق. ونشأ ابن تيمية في دمشق في بيئة علمية، وبدأ الاهتمام بالدراسة والعلم منذ صغره، وقيل إنه تعلم عن أكثر من مائتي شيخ وتعلم الخط والحساب وحفظ القرآن الكريم في صغره. وكان الإمام ابن تيمية محبا للعلم وعرف عنه وعن أسرته قوة الذاكرة وسرعة الحفظ والذكاء وسرعة الإدراك. وأتقن ابن تيمية عدة علوم، منها التفسير والحديث والفقه واللغة العربية، وقيل إنه أتقن ثلاث لغات غير العربية وهي العبرية والتركية واللاتينية. وبدأ الإفتاء في سن السابعة عشرة من عمره وبدأ التأليف فيسن العشرين من عمره، وقد كانت مؤلفاته تغطي مختلف العلوم الإسلامية وتشمل الفقه والتفسير والحديث والعقيدة والتصوف والرقائق. وكان ابن تيمية من العلماء المثيرين للجدل في عصره، حيث كان يتحدى العقائد والمذاهب الأخرى ويدافع عن رؤيته الخاصة في مسائل العقيدة والفقه. وقد تعرض ابن تيمية للانتقادات والاشتباكات مع العلماء الآخرين، ولم يتمكن من تحقيق مكانة موحدة بين العلماء، إلا أنه لا يزال يحظى بشعبية كبيرة في العالم الإسلامي حتى يومنا هذا، وتعتبر مؤلفاته من أهم المراجع الإسلامية التي لا غنى عنها لدى الدارسين والعلماء في العالم الإسلامي .
اهم مؤلفاته : لابن تيمية العديد من المؤلفات، منها: فتوى ابن تيمية في كتاب “فصوص الحكم”، و”منهاج السنة النبوية”، و”لاحتجاج بالقدر”، و”الاستقامة”، و”رفع الملام عن الأئمة الأعلام”، و”الرد على المنطقيين”، و”كيفية الخلاص في تفسير سورة الإخلاص.
وفاته : توفي العالم الجليل الإمام ابن تيمية في العشرين من ذي القعدة عام 726 هجرية، الموافق الخامس والعشرين من سبتمبر 1328 ميلادية. وتوفي في السجن (سجن القلعة) بعد مرضه في السجن لمدة عشرين يوما ثم توفي. وكان قيد الاحتجاز بسبب فتواه التي أصدرها، والتي أكد فيها عدم جواز السفر لزيارة قبور الأنبياء والصالحين. وعندما علم الناس بوفاته، اجتمعوا حول القلعة وفتح بابها، فامتلأت بالرجال والنساء وصلي عليه بعد صلاة الظهر، وكانت جنازته ذات حجم كبير جدا .