اسلامياتقصص اسلامية

قصة الإسراء والمعراج

كانت رحلة الإسراء والمعراج هدية من الله عز وجل لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، ليخفف عنه ما واجهه أثناء تبليغه للرسالة، من تكذيب دعوته وما تلاه من إيذاء معنوي لا يحتمله بشر. وذلك بالإضافة إلى فقدانه الرفيق والسند من أهله، الذين كانوا ذخرا له، وهم زوجته خديجة بنت خويلد رضي الله عنها وعمه أبو طالب الذي كان يدعمه دائما. ولم تكن هذه الرحلة هي الغرض الوحيد منها، بل كانت أيضا معجزة قوية ودليلا ماديا على صدق رسالته التي كلفه الله بها

بعد مرور 10 سنوات من تبليغ الرسالة، حاب الله أن يأخذ النبي في تلك الرحلة العظيمة. لكن العلماء اختلفوا في تحديد متى وأين بدأت الرحلة، فلا يمكننا تأكيد ذلك بسبب وجود آراء متعددة حول هذا الموضوع. ويوجد من قال إنها حدثت قبل هجرة النبي من مكة إلى المدينة بعام أو ثلاثة أعوام، وهناك من قال إنها انطلقت من بيت أم هانئ بنت أبي طالب أو من المسجد الحرام، وهناك آراء أخرى أيضا.

رحلة الإسراء والمعراج

بينما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيته وهو بين النوم واليقظة، جاء ثلاثة من الملائكة الكرام إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهؤلاء الثلاثة هم ملك الوحي جبريل عليه السلام، وميكائيل عليه السلام وملك ثالث، فأتوا بطست من ذهب ملئ بالحكمة والإيمان، ثم شقوا من النحر إلى مراق البطن، ثم غسلوا البطن بماء زمزم، ثم ملأوه بالحكمة والإيمان، وأتوا بدابة بيضاء دون البغل وفوق الحمار، فانطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم هو وجبريل على البراق إلى المسجد الأقصى، فنزلوا في مدينة طيبة، وصلى الرسول صلى الله عليه وسلم فيها، وأخبره جبريل بأنه سوف يهاجر إليها، وبعدها نزل الرسول في طور سيناء وهو المكان الذي كلم الله عز وجل فيه نبيه موسى الكليم عليه السلام، ثم صلى الرسول صلى الله عليه وسلم هناك أيضا، وبعدها ذهبوا إلى بيت لحم، وهو المكان الذي ولد فيه نبي الله سيدنا عيسى عليه السلام، فصلى الرسول صلىالله عليه وسلم فيها، ثم اقترب جبريل عليه السلام من بيت المقدس، ونزلوا عند باب المسجد، وربطوا البراق بالحلقة التي كان يربط بها أنبياء الله، ثم دخل الرسول صلى الله عليه وسلم إلى المسجد ووجد داخله جميع الأنبياء الذين بعثهم الله قبله، فقام الأنبياء بتحية الرسول صلى الله عليه وسلم، ثم أمهم وصلى بهم ركعتين داخل المسجد.

الى سدرة المنتهى

سار جبريل عليه السلام مع محمد صلى الله عليه وسلم إلى الصخرة المشرفة، وهناك حمله على جناحه وصعد به إلى السماء الأولى. تم ذلك بعدما استأذن جبريل عليه السلام وأذن له. وبعد ترحيب رسول الله صلى الله عليه وسلم، شاهد الرسول بعض الأحداث التي كانت تجري في السماء الأولى. ثم حمله جبريل إلى السماء الثانية واستأذن، وهناك رأى الرسول صلى الله عليه وسلم نبي الله عيسى وزكريا عليهما السلام. وبعد ذلك، صعد جبريل عليه السلام برسول الله إلى السماء الثالثة، وتم ذلك بعد استأذن وأذن. وهناك رأى الرسول سيدنا يوسف عليه السلام. ثم صعد جبريل إلى السماء الرابعة ووجد فيها سيدنا إبراهيم عليه السلام. وفي كل سماء يصعدها الرسول، يجد استقبالا حارا وترحيبا كبيرا، حتى وصل به جبريل عليه السلام إلى سدرة المنتهى. وعندما اقترب جبريل عليه السلام والرسول من الحجاب، الذي يعد نهاية الخلق، تركه جبريل وقام ملك آخر بأخذه. ثم صعد الملك به إلى عرش الرحمن. وهناك ألقى الله عز وجل التحية على رسوله، فقال محمد صلى الله عليه وسلم: “التحيات المباركة والصلوات الطيبة لله”. وفي ذلك المكان، فرض الله عز وجل على الرسول وأمته الصلاة، وكانت الصلاة خمسين صلاة في كل يوم وليلة.

ما بين خمسين صلاة

 بعد ذلك عاد جبريل ليصاحب رسول الله من جديد، ولكن هذه المرة نحو الجنة. رأى الرسول ما فيها من نعيم أبدي لا يمكن تصوره بالعقل. ثم رآه النار وشهد معاناتها وعذابها المعد للعاصين والمشركين. ثم عاد جبريل بالنبي موسى، فقام سيدنا موسى بإعادته إلى ربه ليطلب تخفيف عدد الصلوات. فخفف الله عنه عشر صلوات، فأصبحت الصلوات أربعين في اليوم والليلة. ثم عاد جبريل إلى موسى مرة أخرى، فأعاده موسى إلى ربه ليطلب المزيد من التخفيف. فخفف الله عنه حتى وصلت الصلوات إلى ثلاثين في اليوم والليلة. ثم عاد إلى موسى، فأعاده إلى ربه مرة أخرى ليطلب التخفيف. فخفف الله عنه، واستمر هذا حتى خفف الله عنه وعن أمته في عدد الصلوات، فأصبحت الصلوات خمس في اليوم والليلة. ثم أعاده موسى إلى ربه ليطلب المزيد من التخفيف، ولكن الرسول تواضع واستحى أن يطلب من الله المزيد، احتراما وتقديرا له. فنادى الله عز وجل رسوله صلى الله عليه وسلم قائلا: `لقد فرضت عليك وعلى أمتك خمسين صلاة، والخمس كالخمسين، وقد أتممت فريضتي وخففت عن عبادي`. ثم عاد جبريل بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم إلى مكانه في السرير، بعد أن مر بكل تلك الأحداث العظيمة في ليلة واحدة، وذلك بقدرة الله عز وجل.

حديث الاسراء والمعراج

عن مالك بن صعصعة رضي الله عنه قال: صلى الله عليه وسلم قال: بينما كنت عند البيت وبين النائم والمستيقظ – والمقصود هنا رجل بين رجلين – أتيت بطستا من ذهب ملؤها الحكمة والإيمان، فشققتها وأدخلتها في فتحة البطن، ثم غسلت البطن بماء زمزم وملأتها بالحكمة والإيمان، ثم أتيت بدابة بيضاء أفضل من البغل وأعلى من الحمار وهي البراق، وانطلقت مع جبريل حتى وصلنا إلى السماء الدنيا، فسئل: من هذا؟ فقال جبريل: هذا محمد. وسئل: من معك؟ فقال: جبريل. فسئل: هل أرسل إليه؟ فقال: نعم. فسئل: مرحبا وسعدا بمن جاء، فوصلت إلى آدم فسلمت عليه، فقال لي: مرحبا بك، يا ابني ونبي. ثم وصلنا إلى السماء الثانية، فسئل: من هذا؟ فقال: جبريل. فسئل: من معك؟ فقال: محمد صلى الله عليه وسلم. فسئل: أرسل إليه؟ فقال: نعم. فسئل: مرحبا وسعدا بمن جاء، فوصلت إلى عيسى ويحيى وقالا لي: مرحبا بك، يا أخي ونبي.

فأتينا السماء الثالثة, قيل: سئل عن هذا: جبريل. سئل: من معك؟. قيل: محمد. سئل: وقد أرسل إليه؟. قيل: نعم. سئل: مرحبا به ولنعم المجيء جاء. فأتيت على يوسف فسلمت عليه. قال: مرحبا بك من أخ ونبي. فأتينا السماء الرابعة. سئل: من هذا؟. قيل: جبريل. سئل: من معك؟. قيل: محمد صلى الله عليه وسلم. سئل: وقد أرسل إليه؟. قيل: نعم. سئل: مرحبا به ولنعم المجيء جاء. فأتيت على إدريس فسلمت عليه. فقال: مرحبا من أخ ونبي. فأتينا السماء الخامسة. سئل: من هذا؟. قال: جبريل. سئل: ومن معك؟. قيل: محمد. سئل: وقد أرسل إليه؟. قال: نعم. سئل: مرحبا به ولنعم المجيء جاء. فأتيت هارون فسلمت عليه. فقال: مرحبا بك من أخ ونبي.

فأتينا على السماء السادسة، قيل: من هذا؟، قيل: جبريل، قيل: من معك؟، قيل: محمد صلى الله عليه وسلم ، قيل: وقد أرسل إليه، مرحبا به ولنعم المجيء جاء، فأتيت على موسى فسلمت عليه، فقال: مرحبا بك من أخ ونبي، فلما جاوزت بكى، فقيل: ما أبكاك؟، قال: يا رب هذا الغلام الذي بعث بعدي ، يدخل الجنة من أمته أفضل مما يدخل من أمتي، فأتينا السماء السابعة، قيل: من هذا؟، قيل: جبريل، قيل: من معك؟، قيل: محمد، قيل: وقد أرسل إليه، مرحبا به ونعم المجيء جاء ، فأتيت على إبراهيم فسلمت عليه، فقال: مرحبا بك من ابن ونبي، فرفع لي البيت المعمور، فسألت جبريل فقال: هذا البيت المعمور، يصلي فيه كل يوم سبعون ألف ملك، إذا خرجوا لم يعودوا إليه اخر ما عليهم.

رفعت لي سدرة المنتهى، فوجدتها كالحجلة المنسابة بالدم، وأوراقها كأذناب السوس، وفي أصلها أربعة أنهار: نهران باطنان، ونهران ظاهران، فسألت جبريل، فقال: أما النهران الداخلان ففي الجنة، وأما النهران الخارجان فهما النيل والفرات. ثم فرضت علي خمسين صلاة، فذهبت حتى وصلت إلى موسى فسألني عن ما فعلت، فقلت: فرضت على نفسي خمسين صلاة، فقال: يا محمد إن أمتك لن تطيق ذلك، فارجع إلى ربك واطلب تخفيفها، فرجعت حتى وصلت إلى الله وطلبت منه تخفيفها، فأعادها لي خمسين، ثم أعادها مرارا لي حتى جعلها خمسا، فقال: يا محمد إنها خمس صلوات، ولكن كل صلاة تحسب عند الله عشرا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى