أحداث الهجرة النبوية من مكة المكرمة للمدينة
منذ بدء بعثة النبي محمد صلى الله عليه وسلم بالإسلام العظيم والدعوة لله، تعرض المؤمنون لأشكال مختلفة من التعذيب والإيذاء من قبل المشككين والرافضين للدعوة، وذلك لأنهم كانوا يعلمون أن دعوة الإسلام تتعارض مع مصالحهم الشخصية وأفعالهم الخاطئة، وأن مبادئ الرحمة والمساواة التي دعا إليها الإسلام تتعارض مع رغباتهم. وكان الصمود في سبيل نشر الدعوة الإسلامية من قبل سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم هو السبيل للقدرة على نشرها .
أسباب هجرة الرسول للمدينة المنورة
1. كان أول أسباب الهجرة تتمثل في رفض أهل قريش ، الذين كانوا يقيموا في مكة المكرمة ، لنشر الدعوة الإسلامية و شعائرها ، و على الرغم من الأسلوب اللين الذي كان يتعامل به معهم ، كانوا يقابلوا تلك المعاملة الحسنة بالسوء و التعزيب و المهانة ، و قد صبر النبي الكريم على ذلك ، حتى جاء أمر الله بالانتقال إلى المدينة كمكان آمن للنشر ، و كان أفضل مكان لذلك هو المدينة المنورة .
كانت المدينة المنورة هي أفضل مكان لنشر الدعوة الإسلامية، خاصةً بعد مبايعة النبي محمد في المرتين .
من بين الأسباب الرئيسية التي دفعت إلى ذلك كان انتشار الدعوة الإسلامية .
بعض التفاصيل عن هجرة الرسول
– بعد أن تم تحديد يوم هجرة الرسول إلى المدينة المنورة ، كان الاتفاق على أن يخرج النبي و بصحبته ، أبو بكر الصديق .
عندما علم أهل مكة بذلك، فكروا في مكيدة للإيقاع بالنبي وقتله، حيث قرروا أن يكون مجموعة من الرجال من كل قبيلة في انتظار النبي أمام بيتهم حتى يقتلوه. ولكن كان هذا أول تجلي لحفظ الله لنبيه الكريم، حيث نام النبي صلى الله عليه وسلم بدلا منه على بن أبي طالب، وخرج النبي من أمامهم دون أن يروهم وهو يردد “وجعلنا من بين أيديهم سدا ومن خلفهم سدا فأغشيناهم فهم لا يبصرون” ونجح في الخروج منهم .
بعد ذلك، خرج النبي مع أبي بكر الصديق من مكة وبقيا في غار ثور، وكان أهل مكة يتبعونهما ليقتلوا النبي، وتجلى قدرة الله في حماية رسوله الكريم، حيث أرسل الله عنكبوتا لينسج خيوطه على باب الغار، وحمامتين وضعتا بيضهما أمام باب الغار، مما جعل من يتبعهم يضلون الطريق ولم يستطيعوا الوصول إليه. وفي هذا الوقت، نزلت آية كريمة لتوضح ذلك، وقال تعالى: “إلا تنصروه فقد نصره الله إذ أخرجه الذين كفروا ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا ۖ فأنزل الله سكينته عليه وأيده بجنود لم تروها وجعل كلمة الذين كفروا السفلىٰ ۗ وكلمة الله هي العليا ۗ والله عزيز حكيم” (سورة التوبة).
الوصول للمدينة المنورة
وصل النبي إلى المدينة المنورة، واستقبله أهلها بحفاوة كبيرة، حيث خرجوا احتفالاً به وبقدومه .
بعد ذلك، قام الرسول صلى الله عليه وسلم بإبرام العديد من المعاهدات مع أهل المدينة من النصارى، بأن يشاركوا أهل مكة في ممتلكاتهم ومنازلهم وحياتهم، وتم ذلك وعاش كل من أهل مكة وأهل المدينة كالأخوة في طاعة الله ورضاه .
نجح النبي في تأمين السلام مع اليهود والنصارى في ذلك الوقت عن طريق إقامة عدة معاهدات معهم، مما سمح له بالعيش بسلام معهم دون تعرض للأذى .
الرجوع لمكة المكرمة
على الرغم من إيذاء أهل مكة للنبي، كانت مكة محببة لقلبه، وبعد تمكن المسلمين من نشر دعوتهم وقوة الإيمان بهم، استطاعوا فتح مكة، ودخل النبي مكة مجددًا كالفاتحين، وبدأ يتلف الأصنام المحيطة بالكعبة .