كيف حدثت رحلة الاسراء و المعراج
في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم، مرت عليه أيام صعبة وحدثت له الكثير من المتاعب والمصاعب أثناء رحلته من أجل نشر الإسلام ورسالته، ولم يعجز الرسول عن تأدية مهامه التي وصاه الله سبحانه وتعالى بها، وعلى الرغم من كل ما واجهه الرسول في حياته، إلا أنه لم يسلم من إيذاء قوم قريش والطائف له. زاد الحزن في قلب رسولنا الكريم، ولكن الله سبحانه وتعالى لم يترك سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم غارقا في حزنه من تلك القبائل، فأنزل عليه معجزة الإسراء والمعراج من أجل تخفيف مصابه وتقوية صبره وزيادة قوته لنشر راية الإسلام وهداية قومه وإصلاحهم
قصة الاسراء و المعراج
في البداية، جاء سيدنا جبريل إلى الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم وهو نائم، وهمس في قدمه، فاستيقظ الرسول الكريم وجلس، ولم ير شيئا، ثم جاء سيدنا جبريل عليه السلام مرة أخرى وهمس في قدم الرسول، ولم ير شيئا أيضا، وعاد إلى نومه، ثم جاء سيدنا جبريل مرة ثالثة، وفي هذه المرة قام الرسول الكريم معه، وأخرجه سيدنا جبريل إلى باب المسجد، حيث رأى الرسول الله دابة بيضاء وضعت بين الحمار والبغل، وعلى قدميها جناحان تحفز بهما رجليها، فوضع سيدنا جبريل يده في طرف الرسول الكريم وحمله عليه وخرج معه
رافق الرسول الكريم سيدنا جبريل عليه السلام حتى وصل إلى بيت المقدس، حيث وجد سيدنا إبراهيم وسيدنا موسى وسيدنا عيسى، وأمهم في صلاته، ثم حضر سيدنا جبريل للرسول الكريم اناءين، الأول به خمر والثاني به لبن، فاختار الرسول الكريم أناء اللبن وشرب منه، وترك أناء الخمر، فقال له سيدنا جبريل: “هديت للفطرة، وهديت أمتك يا محمد، وحرمت عليكم الخمر”، ثم عاد الرسول الله صلى الله عليه وسلم إلى مكة
الرسول الكريم اجتمع مع قبيلة قريش وأخبرهم بما حدث معه، وانقسمت الآراء بينهم؛ حيث قال بعضهم إن الرسول الكريم صادق فيما قاله لهم، وقال بعضهم الآخر تعجبا من قوله ولم يصدق أنه ذهب وعاد إلى مكة في يوم واحد. فاستشاروا سيدنا أبو بكر حول كلام الرسول الكريم، ولم يستغرب من كلام رسول الله، وقال لهم: “ولو قال هذا الكلام، لقد كان صادقا. فما العجب من ذلك؟ فوالله إنه يخبرني أن الخبر يأتيه من الله من السماء إلى الأرض في ساعة من الليل أو النهار، فأصدقه. فهذا أبعد مما يتعجبون منه
ذهب أبو بكر الصديق إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وحدثه في الأمر وطلب من الرسول الكريم أن يصف له تلك المسجد، فوصفه الرسول له وحدثه عنه، وفي تلك اللحظة قال أبو بكر: أشهد أنك رسول الله، وكرر ذلك كلما وصف له شيء رآه
متى حدثت رحلة الاسراء و المعراج
انتشرت الشائعات حول تحديد موعد رحلة الإسراء والمعراج ، حيث قال البعض إنها وقعت في السابع والعشرين من شهر رجب ، وقال البعض الآخر إنها وقعت في السابع والعشرين من شهر ربيع الثاني ، وقال آخرون إنها وقعت في السابع عشر من رمضان ، وتباينت الآراء في تحديد الموعد الدقيق لحدوثها ، حيث زعم البعض أنها وقعت قبل الهجرة بعام ، وزعم آخرون أنها وقعت قبل الهجرة بخمس سنوات ، وفي النهاية ، وبسبب اختلاف تلك الشائعات ، لم يتم تحديد موعد محدد لحدوث تلك الرحلة التي قام بها الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم
مفاهيم خاطئة حول رحلة الأسراء و المعراج :
يعتبر بعض الأشخاص أن ليلة الإسراء والمعراج من الليالي التي يجب القيام فيها بطقوس وخصوصية معينة للعبادة، ولكن هذا مفهوم خاطئ، حيث يجب على المسلم عدم اعتبار تلك الليلة ذات خصوصية، فهي تعتبر ليلة مميزة للرسول صلى الله عليه وسلم فقط، وليست لغيره، حيث لم تحدث ليلة مميزة غير ليلة القدر التي تتطلب زيادة العبادة والدعاء فيها، وكان الحكمة وراء إخفاء موعد رحلة الإسراء والمعراج عن المسلمين لكي لا يتخذوا هذا اليوم يوما مخصصا للعبادة. وكما قال بعض العلماء وفضيلة الشيوخ، لو كانت هذه الليلة ذات ميزة عن غيرها، لكان الصحابة أول من جعل لها مكانة خاصة ومميزة