علاقة الرياضة بالصحة

هناك ارتباط كبير بين الرياضة والصحة. تسير الرياضة والصحة جنبا إلى جنب للتأثير على كل جانب من جوانب صحتك، بما في ذلك الصحة العقلية والجسدية والعاطفية. في الواقع، حتى صحتك الاجتماعية تستفيد من الرياضات الجماعية.

أهمية اللياقة البدنية للعقل

تعد اللياقة البدنية مهمة عقليا بعدة طرق، فتزيد الرياضة من تدفق الأكسجين في جميع أجزاء الجسم، مما يساعد على تحسين القدرات المعرفية والذاكرة والتركيز. وتستفيد العديد من الحالات الصحية مثل مرض الزهايمر، وهو شكل من أشكال الخرف، من الأنشطة الرياضية الهوائية وغيرها.

يمكن لممارسة الرياضة أن تؤثر على الحالة النفسية، حيث إنها لا تعمل فقط على تنشيط العقل، ولكنها تعمل أيضًا على تنسيق الجسم بشكل كامل، مما يجعلها نشاطًا للعقل والجسد على حد سواء.

أهمية اللياقة البدنية لصحة الجسم

فوائد الرياضة لصحة القلب والأوعية الدموية

ترتبط الصحة واللياقة البدنية بممارسة الرياضة أيضا. جسديا، تستنفد الرياضة وتتمتع بالعديد من الفوائد الصحية. بالإضافة إلى بناء العضلات، تعمل الرياضة على تحسين الدورة الدموية. كما تقلل من البروتينات الدهنية ذات الكثافة المنخفضة وترفع البروتينات الدهنية ذات الكثافة العالية، مما يؤدي إلى تحقيق مستوى أفضل من الكوليسترول. حتى يؤثر أيضا على ضغط الدم، وهو ما يحول دون حدوث التأثيرات السلبية لارتفاع ضغط الدم مثل النوبة القلبية أو السكتة الدماغية.

تمارين الرياضة والاهتمام بالصحة لهما أهمية كبيرة تأثيرها على بعضهما البعض. بفضل التمارين التي تمارس أثناء ممارسة الرياضة، يتناقص خطر الإصابة بالسكري والسكتة الدماغية وهشاشة العظام. ووفقا لتقرير من مايو كلينك، فإن النشاطات الرياضية والأنشطة الأخرى في الهواء الطلق قد تساهم في الوقاية من بعض أنواع السرطان.

علاقة الرياضة بالمشاعر العاطفية

الاندورفين وهرمونات التوتر

تؤثر الرياضة أيضا على مزاجك. أثناء ممارسة الرياضة، يتم إفراز الأندورفينات في جسمك. يعرف الأندورفين بأنه ببتيدات أفيونية، أي ناقلات عصبية. وبالتالي، زيادة مستويات الأندورفينات التي يتم إفرازها أثناء ممارسة الرياضة تجعل الناس سعداء. وهذا هو أحد الأسباب التي تجعل الرياضة سلاحا فعالا ضد الاكتئاب. بالإضافة إلى ذلك، تقلل التمارين الرياضية من هرمونات التوتر مثل الكورتيزون.

التفاعل الاجتماعي والرياضة

فوائد التفاعل الاجتماعي للرياضة ليست مقتصرة على الجوانب الاجتماعية فحسب، بل تشمل الجوانب العقلية أيضا. فعلى غرار قضاء الوقت في الخارج مع الأصدقاء، يمكن للأنشطة الرياضية الجماعية أن تجلب لك السعادة بنفس القدر. يلعب الوقت الذي تقضيه كفريق واحد، أو حتى عند مواجهة فرق أخرى، دورا في تعزيز سعادتك العامة. يمنحك الفوز شعورا بالإنجاز ويؤثر بشكل إيجابي على صحتك العاطفية من خلال بناء الثقة وتعزيز الاحترام الذاتي.

النشاط البدني والصحة النفسية والاجتماعية

قدرت منظمة الصحة العالمية أن “واحدًا من بين كل أربعة مرضى يزورون خدمة صحية يعانون من اضطراب نفسي أو عصبي أو سلوكي واحد على الأقل ، لكن معظم هذه الاضطرابات لا يتم تشخيصها ولا علاجها”. أظهر عدد من الدراسات أن التمرين قد يلعب دورًا علاجيًا في معالجة عدد من الاضطرابات النفسية.

 تشير الدراسات إلى أن التمرين له تأثير إيجابي على الاكتئاب، ويمكن ربط تحسين تقدير الذات بصورة الجسد وتصور الذات الجسدي، وذلك عن طريق تحسين تقدير الذات. تتركز الأدلة المتعلقة بالفوائد الصحية للنشاط البدني على العوامل الشخصية، مثل الفوائد الفسيولوجية والإدراكية والعاطفية، وهذا لا يستبعد الفوائد الاجتماعية والشخصية للرياضة والنشاط البدني، والتي يمكن أن تحدث آثارا صحية إيجابية في الأفراد والمجتمعات.

الرياضة والنشاط البدني كجزء من نمط حياة صحي

هناك عدة عوامل تؤثر على الطريقة التي يؤثر بها النشاط الرياضي والبدني على الصحة في مختلف الفئات السكانية. قد لا يحقق النشاط الرياضي والبدني فوائد مباشرة بمفرده ، ولكن عند الجمع بينه مع عوامل أخرى ، يمكن أن يساعد في تعزيز نمط حياة صحي.

تشير الأدلة إلى أن التغيرات في البيئة قد تؤثر بشكل كبير على فرص المشاركة، وبالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تؤثر الظروف التي يتم فيها ممارسة النشاط بشكل كبير على النتائج الصحية. وتشمل العناصر التي يمكن أن تكون عوامل محددة للصحة: التغذية، وشدة ونوع النشاط البدني، والأحذية والملابس المناسبة، والمناخ، والإصابات، ومستويات التوتر، وأنماط النوم.

يمكن للرياضة والنشاط البدني أن يسهمان بشكل كبير في رفاهية الأفراد في البلدان النامية. لفترة طويلة، استخدمت ممارسة الرياضة والنشاط البدني والرياضة في علاج الأمراض المعدية وغير المعدية وإعادة تأهيلها. يعتبر النشاط البدني للأفراد وسيلة قوية للوقاية من الأمراض، ويعتبر النشاط البدني للأمم وسيلة فعالة من حيث التكلفة لتحسين الصحة العامة بين السكان.