سبب عدم وجود البسملة في سورة التوبة
سورة التوبة هي إحدى سور القرآن الكريم العظيمة، وهي السورة الوحيدة التي لا تبدأ بـ `بسم الله الرحمن الرحيم`، وكل سورة وكل آية في القرآن الكريم عجائب من عجائب الله تعالى، ومن المؤكد أن هناك سببا وراء عدم وجود `بسم الله الرحمن الرحيم` في سورة التوبة، وسنوضح هذا لكم.
القرآن الكريم
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: `إن هذا القرآن مأدبة من الله، فاقبلوا مأدبته ما استطعتم، إن هذا القرآن حبل الله ونوره المبين والشفاء النافع، عصمة لمن يتمسك به ونجاة لمن يتبعه، لا يزيغ عنه ولا يعوج، ولا تنتهي عجائبه ولا ينتهي بسبب الرد`.
تبدأ كل سور القرآن الكريم بالبسملة، باستثناء سورة واحدة وهي سورة التوبة، حيث تبدأ بقول الله تعالى: ﴿براءة من الله ورسوله إلى الذين عاهدتم من المشركين﴾[التوبة:1].
أحير هذا الأمر العلماء والمفسرين من أهل القرآن بشكل كبير، حيث بحث الكثيرون عن السر في عدم وجود البسملة في هذه السورة.
التعريف العام بسورة التوبة
تم النزول بسورة التوبة في المدينة المنورة وهي من السور المدنية، باستثناء آخر آيتين منها
﴿لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ* فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ﴾[التوبة:128-129] فإن هذه الآيات نزلت في مكة المكرمة.
تسمى سورة التوبة بسورة (براءة) لأنها تبدأ بكلمة براءة، وتسمى (الفاضحة) لأنها كشفت أفعال المنافقين عند ظهور هذه السورة، وتسمى (المبعثرة) لأنها كشفت أسرار المنافقين وفضحت الأسرار التي كانوا يخفونها.
ذُكِر أن سورة التوبة لها 14 اسمًا وهي: التوبة، وبراءة، والمقشقشة، والفاضحة، والعذاب،والمنقرة، والبحوث، والحافرة، والمثيرة، والمبعثرة، والمخزية، والمشددة، والمدمدمة.
سبب عدم ورود البسملة في سورة التوبة
هناك عدة آراء حول عدم ذكر البسملة في سورة التوبة وهما:
-ما قيل عن ابن عباس – رضي الله عنهما – أنه قال: سألت عثمان: ما دفعكم للعودة إلى الأنفال وهي جزء من المثاني، وإلى براءة وهي جزء من المائين، وقرأتماهما معا ولم تكتبوا سطرا بينهما (بسم الله الرحمن الرحيم) ووضعتماهما في السبع الطوال؟ فقال عثمان: كان النبي – صلى الله عليه وسلم – ينزل عليه سورة ذات العدد، فإذا نزل عليه شيء يطلب بعض الكتابة له ويقول: ضعوا هذا في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا، وكانت الأنفال جزءا من أول ما نزل في المدينة، وكانت براءة في آخر القرآن، وكانت قصتهما متشابهة في بعضها، فظننت أنها منها، وأخذ النبي – صلى الله عليه وسلم – ولم يوضح لنا أنها منها، فلذلك ربطت بينهما، ولم أكتب بسم الله الرحمن الرحيم).
أشار الكلبي إلى أن السورة المقصودة هي البراءة من الأنفال، وهي السورة التي تسبقها، ولم يتم ذكر بسم الله الرحمن الرحيم فيها لأنها تكشف النقاب عن المنافقين.
تم تأريخ قول بعض الصحابة حول ما إذا كانت سورة التوبة وسورة الأنفال هما سورتان منفصلتان أم لا، ولم يتفق الصحابة حول هذه المسألة.
– يقال إن السبب وراء ذلك هو ما روي عن علي بن أبي طالب بأنه سئل عن ذلك، فأجاب: “لأنها نزلت في السيف، والسيف لا يوفر الأمان، ولكن بسم الله الرحمن الرحيم يوفر الأمان.
ذكرت السيدة عائشة -رضي الله عنها- أن الكاتب نسي كتابة (بسم الله الرحمن الرحيم) في بداية هذه السورة، فتركتها كما هي.
– السبب الأخير في هذه الأقوال هو أن العرب في الجاهلية، عندما يرغبون في خرق العهد مع القوم الآخرين، لا يبدأون الكلام بقول بسم الله الرحمن الرحيم؛ ونظرا لأن هذه السورة تتعلق بخرق العهد بين النبي عليه الصلاة والسلام والمنافقين أو المشركين الذين كانوا في غزوة تبوك، فقد أرسل الرسول مع علي ابن أبي طالب رضي الله عنه هذه السورة وقرأها دون أن يبدأها بقول بسم الله الرحمن الرحيم.