تعبير عن الشائعات خطر يهدد المجتمع
الشائعة هي مجموعة من الأخبار الكاذبة التي تنتشر بسرعة في المجتمع، وعادة تنتشر بين الناس وهم يعتقدون أنها صحيحة. تكون الأخبار الشائعة غالبا مثيرة وشيقة، مما يثير فضول المجتمع والباحثين. وتفتقد هذه الشائعات المصدر الموثوق الذي يوفر أدلة على صحتها. تشكل الشائعات جزءا كبيرا من الأخبار التي نتعامل معها.
الهدف من إثارة الشائعات
توجد أهداف لنشر الشائعات، وتكون هذه الأهداف متنوعة لتتناسب مع مصلحة من يثيرها، فبعض الشائعات قد تكون لها طابع مادي، مثلما حدث في عام 2009 عندما انتشرت شائعة مدوية في السعودية بأن ماكينات الخياطة سنجر تحتوي على مادة الزئبق الأحمر، مما أدى إلى ارتفاع أسعارها إلى مئات الآلاف من الريالات، وهناك أهداف سياسية وغالبا ما تحدث هذه الشائعات في الحالات الأمنية غير الاعتيادية أو في الحروب، وتستهدف هذه الشائعات خلق الفوضى في الطرف المشار إليه في الشائعة، مثلما حدث لمعمر القذافي في الثورة الليبية، عندما انتشرت شائعة قوية بأنه قام بالهروب من ليبيا، واضطر إلى التصوير أمام سيارته ليثبت أنه لا يزال متواجدا في ليبيا.
من بين أهداف الشائعات أيضًا اللعب والترفيه، إذ تدور الشائعات التي تهدف إلى ذلك حول الشخصيات الشهيرة مثل حوادث الفنانات أو وفاة الرياضيين وغيرها .
من المعروف أنه يتم صنع الشائعات من قبل المجتمع بنفسه بشكل شائع، ويكون ذلك خاصة للأحداث المترقبة أو المزمع حدوثها، حيث يتم تكرار الأسئلة حولها ونشرها، وتنتج عن ذلك تلك الشائعات .
اسباب الشائعات
البعض يرجع أسباب تداول الشائعات إلى:
– عدم وجود المعلومات.
يعتبر توفيرالأخبار الدقيقة والتفصيلية للشعب ضروريًا لأنها نادرة جدًا في الوقت الحالي، ويجب أن يتم توفير جميع الأخبار للمجتمع بشكل دقيق وتفصيلي، حتى يكونوا على دراية بالأحداث المحيطة بهم وأعمال التي قد تؤثر على حياتهم ومستقبلهم.
إن الشائعات تنتشر بشكل كبير في المجتمعات غير المتعلمة أو غير الواعية، حيث يمكن بسهولة نشر الأكاذيب بين أفراد المجتمع الذين لا يسألون عن مصدر المعلومات المنتشرة. وبالتالي، يعتبر المجتمع الجاهل بيئة مثالية لانتشار الشائعات والأخبار الكاذبة.
كما أن عدم وجود الطرف الذي يجب أن يرد على الشائعة يزيد من حدة الشائعة ويبعدها عن الأقاويل والشكوك .
يعتبر انتشار وسائل الاتصالات الحديثة سببا هاما في نشر الشائعات، بسبب نشر كميات كبيرة من المعلومات بسهولة وسرعة.
اصناف الاشاعات
قد تصنف الشائعات بحسب الوقت الي ثلاثة اصناف وهي كالآتي:-
الشائعة الزاحفة
تتم عملية تداولها ببطء ويتم نقلها بين الناس بالهمس وبشكل سري، حتى يتعرف عليها الجميع في النهاية.
يتضمن هذا النوع من القصص العدائية التي تروج في مجتمعنا ضد المسؤولين ورجال الحكومة، وذلك في محاولة لتشويه سمعتهم، ويتضمن أيضا القصص الزائفة التي تروج لعرقلة أي تقدم سواء كان سياسيا، اقتصاديا، أو اجتماعيا، ويشمل ذلك ترويج التنبؤات بوقوع أشياء سيئة المتعلقة بهذه الموضوعات.
ويقوم مروجو هذا النوع من الشائعات بنسخ سلسلة من القصص المتصلة ويعملون على نشرها وتغذيتها بشكل مستمر.
شائعات العنف
تتميز هذه الشائعات بطبيعتها العدوانية والعنيفة، وتنتشر بسرعة مثل النار في الهشيم.
الشائعات الغائصة
تعرف بعض الأفكار بالترويج في البداية ثم تختفي لتظهر مرة أخرى عندما تتوفر الظروف المناسبة لها.
اثر الشائعات علي المجتمع
تعتبر الشائعات جريمة ضد أمن المجتمع، ويعد صاحبها مجرمًا يرتكب جريمة في حق دينه ومجتمعه وأمته، لأنه يثير الفوضى والاضطراب.
يعتبر انتشار الإشاعات سلاحًا خطيرًا يمكنه شق الأمة وتفريق أفرادها، كما أنه يجعل البعض يشككون في الآخرين مما يؤدي إلى فقدان الثقة بينهم.
نجد أن خطر الشائعات هو خطير وله تأثيرات سلبية تؤثر على الفرد والمجتمع والأمة، فكثير من الشائعات أشعلت حروبا وبعضها أثار الكراهية والحقد في النفوس، وكثير منها دمر البيوت، وفي عالمنا المعاصر الذي يشهد تطورا في وسائل الاتصال، أصبحت الشائعات لها تأثير أكبر وانتشار أوسع.
يطلق الذين ينشرون الشائعات على القرآن الكريم مصطلح “المرجفين”، وهذا المصطلح يعني الاضطراب الشديد أو الخوض في الأخبار السيئة وذكر الفتن، وذلك لأنه يسبب الاضطراب بين الناس، وقد قال الله تعالى: “لئن لم ينته المنافقون والذين في قلوبهم مرض والمرجفون في المدينة لنغرينك بهم ثم لا يجاورونك فيها إلا قليلا ملعونين أينما ثقفوا أخذوا وقتلوا تقتيلا.
وصل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى علم أن هناك أشخاصا من المنافقين في غزوة تبوك يثبطون الناس عنه، فبعث طلحة بن عبيد الله مع نفر من أصحابه لمواجهتهم، وأمرهم بحرق بيوتهم.