تُعد الشائعات من أهم الأشياء التي تؤثر بشكل كبير على الفرد والمجتمع، ولذلك تحدث الكثير من علماء الاجتماع والمتخصصين في الأمور الدينية حول هذا الأمر وكيفية تجنبه، حرصًا على سلامة الفرد والمجتمع .
الشائعات
– الشائعات هي تلك الأخبار التي لم يثبت صحتها ، و غالبا تنتشر بسرعة ، كما أن الشائعات ليست أمر مستحدث ، أو وليد هذه الأيام بل هي موجودة منذ أقدم العصور ، حتى وصل الأمر إلى أن تكون هناك أمور تاريخية ، هي في الأصل شائعة مثلا كدبة أن نيرون هو من حرق روما قاصدا ، أو أن هارون الرشيد كان رجل يعشق النساء و الزهور ، و هي أمور لا أصل لها من الصحة .
– لكل شائعة أهداف و أغراض ، بل و وسائل تنتقل بها من خلال الناس ، و كل مجتمع تنتشر فيه الشائعات التي تتناسب معه ، فمثلا نجد أن بعض المجتمعات القديمة ، انتشرت فيها أمور السحر و القصص المتعلقة بها ، و مجتمعات أخرى شغلتها الحروب و الأقوال و دوافع الإنسان ، و هناك شعوب استخدمت الشائعات ، بغرض نشر العرافين و العسكرين .
كان الشعب اليوناني القديم يستخدم الشائعات لأغراض خاصة، حيث كان ذلك يؤثر على الروح المعنوية لأعدائهم، ويتذكر أن سقراط توفي بسبب شائعة. كما استخدم المغول الشائعات لإحداث الرعب في نفوس المسلمين، وكانوا ينشرونها بطرق منظمة وأساليب موجهة .
أثر الشائعات على الفرد و المجتمع
أثبت علماء الاجتماع أن الشائعات لها آثار كبيرة على سعادة الفرد وأمانه، وهذا يتعارض مع الغرض الذي خلق الله البشر لأجله على الأرض، حيث خلقنا لنعيش ونعمر الأرض، وتهديد أماننا يجعلنا غير قادرين على تحقيق هذه المهمة، ويشير إلى ذلك قوله تعالى في سورة قريش (فليعبدوا رب هذا البيت، الذي أطعمهم من الجوع وآمنهم من الخوف) .
تهدف الإسلام إلى سلامة الفرد وسعادته في الحياة الدنيا والآخرة، ويحرص على أن يكون الإنسان مفيدا لنفسه وللآخرين، وهذا يتناقض مع تلك الأمور. وبالتالي، لها تأثير كبير على الإنسان، حيث تؤثر في كثير من الأحيان بالحزن الشديد والإحباط والفشل، وذلك استنادا إلى ما حدث في أيام رسول الله صلى الله عليه وسلم مع السيدة عائشة أم المؤمنين في حادثة الافتراء الشهيرة. وقد مرضت عائشة بعد سماعها هذا الاتهام، وظلت تبكي حتى مرضت .
تأثير الشائعات على الأسرة و المجتمع
– وجدنا في حياتنا اليومية الكثير من الأسر قد تفككت ، من فعل الشائعات كم كبير من البيوت قد هدمت ، بل و أموال ضاعت و أطفال تم تشريدها ، كل هذا من جراء فعل شخص منافق أو كاذب ، و هذا بالطبع له كبير الأثر على المجتمع بأثره ، لذا حثنا ديننا الإسلامي الحنيف ، ألا نتبع الشائعات و نتحرى الصدق ، في كافة ما نسمع .
الفرد والأسرة هم الأساس في بناء المجتمع بأكمله، وتأثير هذا الأساس يضعف عندما يتلاشى القيم والمعايير التي يستند إليها المجتمع، وذلك بناء على قول النعمان بن بشير رضي الله عنه، حيث قال: `قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد؛ إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى)، رواه مسلم.