ما هو الزئبق الأحمر ؟
يحيط الزئبق الأحمر بالتحديد بالعديد من الأقاويل والإشاعات، وربما كان ذلك هو السبب الرئيسي في غلو ثمنه وندرته الشديدة وصعوبة استخراجه. من الناحية العلمية، يتم استخراج الزئبق الأحمر من الذهب بتعريضه للإشعاع، ويتم استخراج كميات محدودة جدا منه من باطن الأرض، والتي تخرج من فوهة البراكين بعد ثوراتها. ومع ذلك، فإن الكمية المستخرجة منه قليلة للغاية وقد لا تتعدى الملي غرامات. ينقسم الزئبق الأحمر إلى نوعين: الطبيعي والكيميائي. الزئبق الأحمر الطبيعي هو مجموعة من المواد العضوية والأنسجة الحيوية، في حين يتم تحضير النوع الكيميائي من معدن الذهب الخام بعد تعريضه للإشعاع. كثافة الزئبق الأحمر الكيميائي هي 23 جم، وهو أقل كثافة من المادة المشهورة اليورانيوم .
أهم مزاعم استخدام الزئبق الأحمر :- ظهرت العديد من الإشاعات والاعتقادات والحكايات المختلفة حول مادة الزئبق الأحمر وقدراتها غير المحدودة والاستخدامات الاستثنائية لها، مما أثار حيرة الجميع وجعل تلك المادة لغزا كبيرا وغامضا للكثيرين، ومن بين تلك القدرات:
أولاً :- يتم استخدام الزئبق الأحمر في تصنيع القنابل الاندماجية المدمرة للغاية، ويقال إن الزئبق الأحمر يستخدم كمادة متفجرة بدائية بدلا من استخدام الوقود النووي المنشط. والأمر الغريب هو أن أحد مؤيدي هذه الأقاويل هو العالم الفيزيائي (صموئيل كوهين)، الذي اخترع هذا النوع من القنابل النيوترونية. ربما ساهم في انتشار هذه الشائعات الأقاويل المذكورة أن مادة الزئبق الأحمر لديها القدرة على تسهيل عملية إنتاج القنابل الاندماجية، حيث لا تحتاج إلى ضغط كبير جدا لبدء التفاعل النووي الاندماجي. وبالتالي، يوفر استخدام مادة الزئبق الأحمر في تفجير وإنتاج القنابل هذا الضغط الشديد دون الحاجة إلى الوقود النووي .
ثانياً :– يزعم أيضا في بعض الأقاويل أن مادة الزئبق الأحمر تستخدم في مجال تخصيب اليورانيوم، بسبب قدرتها العالية على تسهيل هذه العملية الإنتاجية أو التخصيبية لليورانيوم، دون الحاجة إلى استخدام أجهزة الطرد المركزي التي يتم اكتشافها بسهولة، ويتم تعقبها من قبل أجهزة المخابرات العالمية، ويتم معرفة ما وصلت إليه من نتائج ومن قدراتها، بل يتم تحديد مكانها .
ثالثاً :- – مزاعم الصحافة الروسية: – ذكرت صحيفة (برامزا) الروسية في عام 1993م أن الزئبق الأحمر هو مادة تستخدم لطلاء الطائرات لإخفائها من رصد الرادارات، بالإضافة إلى استخدامها في صناعة الرؤوس الحربية ذاتية التوجيه .
رابعاً :– يزعمون بأن هذه المادة كانت تستخدم في عملية تحنيط الموتى في عصر الفراعنة في مصر، ولكن هناك شائعات تقول بأن الزئبق الأحمر يستخدم في البحث عن الكنوز المدفونة في الأرض والتي يحرسها الجن، وأن الزئبق الأحمر يمكن استخدامه لطرد الجن والحصول على الكنوز. بعض الأقاويل تقول أن الجن يطلبون هذه المادة من السحرة لمساعدتهم في العثور على الكنوز المدفونة. في المملكة العربية السعودية، تم ترويج شائعة في عام 2009 تزعم أن بعض ماكينات الخياطة الشهيرة من نوع سنجر تحتوي على الزئبق الأحمر في مكوناتها، وأدى ذلك إلى تهافت الناس لشرائها للحصول على الزئبق الأحمر الموجود بها، ولكن اكتشف الناس في النهاية أن هذه الشائعة كانت مجرد نصب واحتيال لسرقة أموالهم .
شائعة الساحر في مصر :- حدث في مصر أن تمت ادعاءات بوجود ساحر أجنبي يمتلك القدرة، باستخدام مادة الزئبق الأحمر، على تحويل العملات المختلفة إلى الدولار الأمريكي. لذا، قامت مجموعة من الشباب بالتوجه إليه وتقديم بعض المبالغ النقدية بالعملة المصرية ليقوم بتحويلها كما يدعي، وبالفعل نجح الساحر في خداعهم وإقناعهم بأنه قام بالعملية السحرية وأعطاهم مبالغ بالفعل بالدولار. لذا، عاد الشباب إلى قراهم وجمعوا كل ما استطاعوا من العملات المصرية من أقاربهم وأصدقائهم ومعارفهم، ليطلبوا من الساحر تحويلها أيضا إلى الدولار الأمريكي. واتصلوا به لحضوره، وبالفعل حضر وأخذ منهم المبالغ التي جمعوها، لكي يقوم بتحويلها. قام الساحر بإعطائهم مجموعة من الأكياس المغلقة مع تحذيرهم من عدم فتحها إلا بعد عشرة أيام كاملة. ثم غادروا، وانتظروا الشباب، وبعد انتهاء المدة، قاموا بفتح الأكياس، لكنهم وجدوها تحتوي على أوراق بيضاء بلا قيمة. في تلك اللحظة، أدركوا أنهم كانوا ضحايا للتلاعب والاحتيال.